تم نهاية الأسبوع الماضي تدشين مركز متقدم للحماية المدنية بمنطقة كحالشة كبار الواقعة بمحور الطريق الوطني رقم 20 جنوب الولاية ببلدية عين عبيد، وذلك ضمن استعدادات الولاية لموسم مكافحة الحرائق .
وأشرف والي قسنطينة عبد الخالق صيودة بمعية المدير الولائي للحماية على تدشين هذا المركز، حيث ورد في العرض المقدم أن فتحه يعد خطوة هامة بالنظر إلى موقعه الجغرافي الحساس وطبيعة المنطقة المحيطة به، حيث يعرف التجمع السكاني لكحالشة كثافة سكانية معتبرة تقدر بـ1323 نسمة داخل المركز، بالإضافة إلى 1762 نسمة بالمشاتي المجاورة، مما يرفع الحاجة إلى تدخلات سريعة وفعالة في حال وقوع أي طارئ.
ويقع المركز وسط شبكة طرقات محورية حيث تبعد كحالشة عن مقر بلدية عين عبيد بـ6 كيلومترات، كما تبعد المسافة نفسها عن التجمع الثانوي بونوارة التابع لبلدية أولاد رحمون، غير أن هذه الأخيرة لا تتوفر على وحدة تدخل مما يعزز من أهمية المركز الجديد لتغطية هذا الفراغ، كما يربط كحالشة بعدة مشاتي مجاورة عبر طرق بلدية، منها الطريق رقم 8 المؤدي إلى مشتة بلغراوي إضافة إلى وقوعه على حافة الطريق الوطني رقم 20، إلى جانب طرق بلدية أخرى تصلها بمشتة المهادا وبرج مهيريس وهي شبكة تعزز سهولة التنقل وتدخل فرق الحماية المدنية عند الضرورة.
وورد في العرض أيضا، أن الطبيعة الجغرافية للمنطقة تزيد من أهمية المركز، إذ تعد كحالشة كبار منطقة فيضية بامتياز، حيث تعبرها عدة وديان خطيرة أهمها وادي برج مهيريس الذي يمر قرب مركز البريد بقلب التجمع السكاني وكذلك وادي أولاد رحمون عند مدخل بونوارة، وهما نقطتان معروفتان بخطر الفيضانات الموسمية، ما يبرز أهمية توفر وحدة جاهزة للتدخل في مثل هذه الظروف.
وتعتبر كحالشة منطقة فلاحية استراتيجية حيث تمتد على أكثر من 5000 هكتار من المحاصيل الزراعية لاسيما الحبوب، ما يجعلها عرضة سنويا لخطر حرائق المحاصيل خلال فصل الصيف، وقد سجل بالفعل في سنة 2024 ثلاث حرائق مست المحاصيل الزراعية إلى جانب 38 حادث مرور خلفت حالتي وفاة و42 جريحا، فضلا عن 14 عملية تدخل أخرى متنوعة، مما يوضح الحاجة الملحة لتواجد دائم للحماية المدنية.
ويتوفر التجمع السكاني على بعض المرافق الأساسية مثل مركز بريد مسجد و مدارس ابتدائية وقاعة علاج، بالإضافة إلى ثلاث محاجر تبعد عنها بحوالي 5 كيلومترات، وهي منشآت تزيد من المطالب المرتبطة بسلامة السكان والعاملين فيها لاسيما في حال وقوع حوادث صناعية أو حرائق.
وقد خصص للمركز الجديد مقر مسترجع كان تابعا للحرس البلدي، حيث استفاد من عملية تهيئة وترميم شاملة ضمن ميزانية الولاية لسنة 2024، بقيمة إعانة بلغت 223 مليون سنتيم ، حيث انطلقت الأشغال يوم 10 مارس الماضي وتم تسليم المشروع بصفة مؤقتة في آجال قياسية أي خلال مدة إنجاز لم تتجاوز الشهرين، في حين تنوعت الأشغال بين تهيئة وترميم داخلي شامل تركيب التدفئة والكتامة، إضافة إلى أشغال التهيئة الخارجية التي ضمنت جاهزية المقر لاستقبال أعوان الحماية المدنية وتجهيزهم بمرافق ملائمة.
ويمثل هذا المركز المتقدم، وفق الوالي ، إضافة نوعية لمنظومة الوقاية من الأخطار بولاية قسنطينة، خاصة في ظل تصاعد المخاطر البيئية والمناخية خلال فصل الصيف إذ يساهم بشكل فعال في تقليص زمن الاستجابة لمختلف التدخلات الطارئة، سواء تعلق الأمر بحرائق الغابات أو المحاصيل الزراعية أو بحوادث المرور والفيضانات، مشيرا إلى أن الولاية تتوفر على عدة مراكز متقدمة كما وضعت خطة محكمة منذ ثلاث سنوات قلصت بشكل كبير جدا من الحرائق التي تكاد أن تكون منعدمة في هذه الفترة.
لقمان/ق
