أعدت ولاية قسنطينة ملفا تقنيا أودع لدى وزارة الري لربط ثلاث بلديات بشمال الولاية بمياه سد بني هارون، إذ من المنتظر أن يفرج عن المشروع قريبا، كما اقترحت لجنة الأشغال العمومية إنجاز نقب مائي من منبع طبيعي يقع أمام مستشفى ديدوش مراد، على أن يتم من خلاله تزويد بلديات ديدوش مراد وزيغود يوسف وحامة بوزيان، وذلك بهدف التخفيف من مشكل التذبذب في التزود والقضاء على الانسدادات المتكررة الناتجة عن مادة الكلس التي تتسبب دائما في أزمة مياه.
وأفاد رئيس لجنة الأشغال العمومية بالمجلس الشعبي الولائي، شعيب بيوض في تصريح للنصر، أنه تم عقد اجتماع مطول دام أكثر من ساعتين مع مدير شركة المياه والتطهير "سياكو" وبمشاركة رئيس لجنة البيئة نبيل بوطمينة ، حيث تم عرض مختلف الانشغالات، التي بلغ بها سكان عدد من البلديات، خاصة خلال فترة الصيف الجاري وقد سجل تجاوب إيجابي من طرف المدير الذي قدم توضيحات دقيقة وتعهدات عملية لتحسين الخدمة وتدعيم الورشات التقنية بالميدان.
وفي بلدية ديدوش مراد، تم طرح وضعية عدة أحياء تعاني من تذبذب ونقص في التزود بمياه الشرب، من بينها واد لحجر، واد لحجر القديم، عبود حيون، ، ليفوليتيف، سيدي عراب، كاف صالح، كسار لقلال و الرتبة وأحياء أخرى، حيث أكد مدير الشركة أن هذه الأحياء تعرف انسدادات متكررة في الشبكات بسبب مادة الكلس، وأن الفرق التقنية تعمل حاليا في الميدان وسيتم تدعيمها بفرق إضافية لتسريع وتيرة الأشغال، كما تعهد المدير برفع عدد مرات التزود في حي صيمود حسن من مرتين إلى أربع مرات أسبوعيا، وتسريع إجراءات إدراجه رفقة مشتة بني مستينة ضمن التسيير الكامل لشركة سياكو.
وفيما يتعلق بالمشروع الخاص بتزويد بلديات ديدوش مراد، زيغود يوسف وحامة بوزيان بالمياه انطلاقا من سد بني هارون، أوضح رئيس لجنة الأشغال العمومية، أن الملف يوجد حاليا على مستوى وزارة الموارد المائية من أجل تدعيم الخط الناقل المخصص لولاية قسنطينة، مشيرا إلى أن العملية ستتم في أقرب الآجال وهو ما من شأنه تحسين نوعية المياه وضمان استمرارية التزود خصوصا مع تزايد الطلب خلال موسم الصيف مؤكدا أن الوالي عبد الخالق صيودة قد بذل مجهودات كبيرة من أجل الدفع بهذا المشروع الحيوي والذي من شأنه أن ينهي مشكل التزود بهذه المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة.
أما بخصوص بلدية قسنطينة، فقد تم التطرق إلى مشكل التزود بحي القماص، أين أكد مدير سياكو ، أن المضخة الرئيسية التي تزود الحي تخضع حاليا للصيانة داخل الورشة، وسيتم تركيبها قريبا بعد الانتهاء من الأشغال ما سيسمح برفع نسبة التزود وتحسين الخدمة في هذا الحي والأحياء المجاورة على غرار حي أول نوفمبر وسركينة، كما تم تسجيل استمرار لأشغال إصلاح التسربات بأحياء الجهة العلوية من البلدية، خاصة جبل الوحش، الزيادية، سيدي مبروك، حي الدقسي عبد السلام وحي واد الحد فضلا عن تسريع مشروع قناة قطرها 600 ملمتر لتحسين التغطية والتقليل من الضغط.
وفيما يخص حي صالح باي الغراب، أفاد بيوض أنه قد تم الاتفاق على عقد اجتماع في أقرب الآجال مع لجنة الحي لبحث مسألة الديون وتنظيم برنامج تزويد مناسب وعادل للسكان، أما بالنسبة لحي بن تليس الذي يعاني من بعض التسربات، فقد تعهد المدير برفعها ومعالجتها في أقرب وقت ممكن، كما تم عرض مشكلتي حي 500 مسكن وحي 900 مسكن في بلدية الخروب، حيث طالب ممثلو السكان برفع نسبة التزود بالمياه، وقد أكد المدير أن جميع التجهيزات متوفرة ولا ينقص سوى تزويدها بالطاقة الكهربائية الضرورية لتشغيل المضخات الجديدة، وهو ما سيتم بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وتم التطرق في الاجتماع، حسب المتحدث، إلى مجموعة من الانشغالات العامة التي تخص كافة بلديات الولاية، أبرزها مشكل اقتناء العدادات و معالجة النقاط السوداء والتسربات المتكررة وكذا تسوية ديون المواطنين مع الشركة بطريقة التراضي، من خلال اعتماد تسهيلات في الدفع، وأخذ بعين الاعتبار الحالات التي لم تستفد أصلا من المياه، كما تمت الدعوة إلى تحسين طريقة توزيع المياه بشكل يتناسب مع حاجيات السكان الحقيقية.
وفي سياق متصل، أشار رئيس اللجنة إلى أن المشكل الكبير الذي يواجه الولاية هذا الصيف لا يتعلق بحصة المياه من سد بني هارون لكن في طريقة نقلها، حيث أن نفس القناة تزود عدة ولايات في آن وهو ما يسبب ضغطا كبيرا، مؤكدا أن الوالي وكذا المجلس الشعبي الولائي قد طالبوا تخصيص قناة مستقلة لولاية قسنطينة بالنظر إلى عدد سكانها واحتياجاتها المتزايدة، في انتظار أن يجسد المشروع في الميدان، وأكد بيوض أن المجلس سيتابع ميدانيا تنفيذ الالتزامات التي تم تقديمها، كما سيتم رفع مقترح النقب المائي والمنبع الطبيعي أمام مستشفى ديدوش مراد إلى الجهات المختصة، لما له من أهمية كبيرة في تدعيم شبكة التزود مستقبلا.
لقمان/ق
