تشهد حديقة ضريح ماسينيسا ببلدية الخروب في قسنطينة تدهورا من ناحية التهيئة والغطاء النباتي بالإضافة إلى انتشار المخلفات، ما حولها لموقع مهجور حيث يعزف الزوار والعائلات عن زيارتها، فيما أكّدت البلدية اقتراح تهيئتها كحظيرة للترفيه والتسلية.
وتنقّلت، النّصر إلى الحديقة التي تقع في أقصى أعالي منطقة الضريح ببلدية الخروب، حيث تحتوي على معلم ضريح «ماسينيسا» الذي يحمل أبعادا ودلالات تاريخية، ثقافية وكذا سياحية إذ يحاط هذا المعلم بسياج دائري كما يتوفّر على حارس له، في المقابل يشهد المحيط الخارجي ما دون السياج المحيط بضريح «ماسينيسا» حالة إهمال على كافة المستويات، حيث لاحظنا بمجرّد ولوجنا المدخل وجود عدد محدود من السيارات مركونة ينهمك أصحاب بعضها في إصلاحها بالموقع وعلى الأرضية آثار زيت السيارات وهو فعل لا يمتّ بصلة لمقاصد وأغراض وجود المرفق.
وتقدّمنا إلى عمق الحديقة لاحظنا وجود كميات لافتة من المخلفات من مختلف الأنواع في صورة أكياس بلاستيكية، قارورات مياه معدنية ومشروبات غازية وكحولية، بالإضافة إلى العلب وغير ذلك منتشرة عبر مساحات المكان وكذا عالقة بالأشجار الموجودة بالحظيرة والأشواك التي وقفنا على وجودها في كل زاوية ننظر إليها، مقابل انعدام كلي لنقاط وضع هذه المخلفات، حيث لفت انتباهنا كذلك التدهور الكبير للغطاء النباتي حيث تعتبر الحديقة عارية من الأشجار والنباتات والموجود منها قليل، بعضها ذابل أوراقه خاصة عند تلك المحاذية لسياج الضريح من الجهة اليمنى عند المدخل، بينما أشجار النخيل لا تزال متماسكة، كما يغلب اللون الأصفر على الحشيش في الأماكن التي من المفترض أن يطلق عليها مساحات خضراء داخل الحديقة، ويكاد ينمحي بمواضع أخرى حيث تعتبر أقرب لمساحات من كونها خضراء.
ومن بين النقاط التي استوقفتنا كذلك بالمكان وجود الكثير من أعمدة الإنارة بعضها لا يزال مغطى بمادة «البلاستيك» ما يدل على حداثة تنصيبها غير أنّ الكثير منها بالمقابل تعرّض للتخريب حيث تم نزع غطاء الأسلاك الكهربائية، هذا إلى جانب محدودية الكراسي بالحديقة حيث وقفنا على وجود بعض الكراسي الحجرية لكن وضعيتها متدهورة.
واقتربنا من أحد الأشخاص بالمكان ذكر لنا أنّه يقطن بمنطقة الخروب مركز ويأتي من حين لآخر حبا في الهدوء الذي يوفّره المكان، كما عبّر عن أسفه لتدهور وضعية الحديقة في وقت تحتاج فيه بلدية الخروب لمثل هذه الأماكن، حيث تضطر بعض العائلات للقدوم إليها لعدم توفّر البدائل، كما من شأن تهيئتها أن يستقطب السكان من مختلف مناطق البلدية، كما قال شخص آخر كان برفقة ابنيه الصغيرين إنّ غياب الأمن ساهم في تراجع قاصدي المكان، مضيفا أنّه بالعودة لسنوات قليلة فقط قبل فيروس «كورونا» كانت تعجّ الحديقة بالعائلات مع توفر الأمن، مضيفا أنّ الاستثمار في تهيئتها من شأنه جذب السياح ومواطني ولايات أخرى لزيارة ضريح «ماسينيسا».
وذكر مدير البيئة ببلدية الخروب، رياض العيفاوي، في اتصال هاتفي مع النّصر أنّ المديرية أعدّت دراسة وتصاميم بغية تهيئتها كحظيرة للتسلية والترفيه، خاصة وأنّ بلدية الخروب على وجه الخصوص تفتقد لمثل هذه المرافق، على أن تضم ألعابا للأطفال ومساحات خضراء، كراسي وطاولات وغيرها، حيث قدّم الاقتراح لمصالح الولاية بغية النّظر في الأمر خاصة وأنّ غلافها المالي يبلغ حوالي 5 ملايير سنتيم، ومن شأن تجسيد العملية أن يساهم في توفير الأمن، مضيفا أنّ التعدي على أعمدة الكهرباء راجع لغياب الأمن، لافتا إلى أنّ الحظيرة التي تتربع على مساحة تزيد عن 5 هكتار تحتل موقعا استراتيجيا يمنح إطلالة على مناطق عديدة بالبلدية، بالإضافة إلى هوائها النقي كونها تقع في مرتفع، زيادة إلى ذلك ذكر المتحدّث أنّه سيتم وضع برنامج لتنظيف الحظيرة.
إسلام. ق