الألعاب الإفريقية المدرسية: قسنطينة تكتب أولى صفحات الألعاب بحفل ترويجي

احتضن ملعب الشهيد بن عبد المالك رمضان بقسنطينة، سهرة الأربعاء، حفلا ترويجيا مميزا قبيل انطلاق فعاليات النسخة الأولى من الألعاب الإفريقية المدرسية، التي تنطلق اليوم و تستمر إلى غاية 5 أوت، عبر أربع ولايات ، وهي قسنطينة، عنابة، سكيكدة وسطيف.
وشكل الحفل الترويجي للألعاب الإفريقية المدرسية محطة فنية متميزة، طبعها الإبداع والروح الوطنية، حيث قدمت فرقة «نادي اللقاء الثقافي»، التابعة لمديرية الشباب والرياضة لولاية قسنطينة، عرضا مسرحيا، غنائيا وملحميا بعنوان «وعقدنا العزم»، كان مضمون نصه للشاعر والمؤلف الراحل عمر برناوي، وأشرف على إخراجه المستشار الرئيسي للشباب جغري مراد.
هذا العمل الفني، الذي استحضر العنوان الرمزي للنشيد الوطني، كان بمثابة رحلة بصرية ووجدانية عبر محطات من التاريخ الوطني، قدمت برؤية شبابية حديثة، حيث جسد العرض ملامح من مقاومة الأجداد، انطلاقا من عصر الممالك النوميدية، ببطولات ماسينيساويوغرطةوتاكفاريناس، مرورا بالحقبة الاستعمارية، وانتهاء بملاحم الاستقلال وبناء الدولة الجزائرية الحديثة.
وتنوعت لوحات العرض بين التمثيل التعبيري، والرقص المسرحي، والمقاطع الغنائية، ساهمت في نقل الجمهور في أجواء ملحمية، تتمازج فيها الهوية الوطنية بالبعد الإفريقي، انسجاما مع روح التظاهرة.
كما عرف الحفل عروضا استعراضية أبهرت الحضور، قدمتها جمعيات رياضية محلية، على غرار جمعية الثرية الرياضية والترفيهية للجمباز، التي أدى براعمها استعراضا رياضيا جميلا، وجمعية أبطال الجيل الرياضية لكرة الطاولة بديدوش مراد، واختتم الحفل بمقابلة ودية في كرة القدم جمعت بين أصاغر نادي أمل الخروب وشباب رحماني عاشور، في لوحة رمزية تعكس روح التنافس واللقاء بين الأجيال.
وأكدت مديرية الشباب والرياضة أن الدعوة مفتوحة لكافة المواطنين لحضور التظاهرة، ما يعكس الرغبة في إشراك سكان المدينة وتعزيز الشعور الجماعي والانتماء الوطني، وتحويل الألعاب إلى مهرجان شعبي جامع. ومن المنتظر أن تعرف الدورة بقسنطينة منافسات متنوعة في رياضات فردية وجماعية، وهي كرة القدم، تنس الطاولة، الجمباز والفروسية، بمشاركة 279 رياضيا من عدة دول إفريقية، لتكون بذلك مناسبة لاكتشاف مواهب شابة وتبادل الخبرات بين الأنظمة التربوية والرياضية في القارة.
الحدث القاري ينظم تحت إشراف وزارة الشباب والرياضة الجزائرية، وبمساهمة فعالة من السلطات الولائية، التي وفرت مختلف الإمكانيات اللوجستية والبشرية، من أمن، نقل، إيواء، تغذية، ورعاية صحية، بما يضمن تقديم صورة مشرفة عن الجزائر.
رضا حلاس