الأربعاء 20 أوت 2025 الموافق لـ 25 صفر 1447
Accueil Top Pub

ظهور ملامح توسعة عمرانية بمرافق متكاملة: بلديـــــة بـن زيــاد تتوسّـــــــع شرقـــــــــــــــًا

برزت ملامح تُوسعة عمرانية حضرية بالجهة الشرقية لبلدية ابن زياد بقسنطينة قد تشكل مركز البلدية مستقبلا، حيث يتم توطين عديد المشاريع السكنية من مختلف الصيغ بمخططي شغل الأراضي رقم 6 و7، بالإضافة إلى مؤسسات تربوية مع احتوائها على مرافق خدماتية شاملة، ما يجعلها بمثابة متنفس عمراني للبلدية، يضمن وفرة الأوعية العقارية.

وتنقلت «النّصر» لبلدية ابن زياد واتجهنا نحو التوسعة الجديدة الواقعة بالجهة الشرقية من البلدية بين مركز ابن زياد ومشتة واد الدفلى على مستوى مخططي شغل الأراضي رقم 6 و7، ورافقنا في خرجتنا نائب رئيس البلدية المكلّف بالبناء والتعمير، حسن بوكلوة.
يتربّع المخططان على مساحة تقدّر بحوالي 100 هكتار، من بينها 68 هكتارا تخصّ مخطط شغل الأراضي رقم 6، وتتوفّر التوسعة على مدخل واحد في الوقت الحالي يمرّ بمنطقة ولجة القاضي نحو ابن زياد مركز والعكس، فيما أفاد، بوكلوة، بوجود مشروع قيد الدراسة يتعلّق بمدخل آخر للتوسعة عبر الطريق الوطني رقم 79 بمحاذاة المنطقة الصناعية.
ورشات لبرامج سكنية مختلفة
وبلغنا التوسعة من خلال مدخل بمحاذاة المزرعة النموذجية حيث تراءت لنا مجموعة من العمارات وقبلها أرضية مقابلة للمزرعة قال بشأنها نائب رئيس البلدية، بوكلوة، إنّه ينتظر أن تحتضن مركز أمن ومرقدا للعزاب حيث تمّ اختيارها كأرضية من طرف لجنة مختّصة على مستوى الولاية لأجل هذا المشروع،
ثم توجهنا نحو مشروع 150 مسكنًا تساهميًا لأحد المرقّين العقاريين، يتكوّن من 7 مداخل. ويطغى على المنطقة طابع الهدوء، الذي لا يعكّره سوى ضجيج ورشات البناء وأصوات العمّال. وقد لاحظنا أن الطرقات الرئيسية المحيطة بالمشاريع السكنية مهيّأة، بينما يفتقر محيط المشروع إلى تهيئة خارجية متكاملة، إذ تنتشر فيه ردوم ورمال البناء وبعض النباتات القليلة.
في حديث مع سكان بالمكان، تبيّن وجود إشكال بين المرقي والمكتتبين بسبب تحفظات على جودة الأشغال، ما حال دون حصوله على شهادة المطابقة. رصدنا نقائص في المداخل، منها ضعف طلاء الجدران، وتشقق السقف في أحد الطوابق حتى ظهر الحديد المسلّح، إضافة إلى غياب النظافة. بالمقابل، بدت عمارات أخرى في وضع أفضل، وأشار السكان إلى توفر الإنارة العمومية والمياه الصالحة للشرب وخدمات الطاقة.
وتنقلنا بعدها إلى مشروع 400 مسكن عمومي إيجاري حيث تظهر عماراته باللون البني الفاتح سلّمت سكناته سنة 2019/2020 بحسب ما ذكره مرافقنا، وكسابقه تميّز المكان بالهدوء حيث لم نصادف سوى 3 أشخاص طيلة مدّة تواجدنا به، مقابل وجود عديد السيارات المركونة بزوايا الحي، فضلا عن وجود العديد من الهوائيات المثبتة والمكيفات الهوائية الدالة عن التحاق المستفيدين بسكناتهم، كما لاحظنا أن تهيئته أفضل حالا بشكل لافت خاصة من ناحية التخطيط الخارجي، مع وجود عمال النظافة ووضع حاويات للقمامة ، غير أنّ أحد المواطنين الذي التحق بسكنه منذ حوالي سنة بعد أن فضل استكمال تهيئة مسكنه أولا حسب حديثه معنا قال إنّ وضعية النظافة متباينة بالحي بحيث تكون أكثر تدهورا ما بين العمارات حيث تنتشر الأعشاب على العكس جهة الطرقات وهو ما لاحظناه في أحد النقاط، كما وقفنا على تخريب لفضاءات لعب الأطفال حيث لاحظنا اختفاء الأرجوحات رغم أنّ إطارها مثبّت وبخصوصها أكّد ذات المتحدّث أنّها كانت موجودة وتم تخريبها في المرة الأولى ليتم جلب أخرى جديدة لكنّ تم إفسادها مرة ثانية معترفا أنّ البلدية قامت بدورها في هذا الجانب، أما من ناحية الإنارة العمومية فقال إنها متوفّرة و كذلك مياه الشرب وخدمتي الكهرباء والغاز، مؤكدا أنها حالة أي مشروع سكني حديث فيما يرى أن التوسعة ستسير إلى الأحسن مستقبلا، كذلك لاحظنا وجود ملعب جواري بالمكان الذي أكّد، بوكلوة، أنه أنجز تقريبا مع فترة تسليم السكنات.
ومع التعمّق أكثر داخل التوسعة يتزايد صخب ورشات البناء، فبعد خروجنا من هذا الحي توجهنا خلفه إلى مشروع يخصّ 100 مسكن ترقوي مدعّم، يتكوّن من 5 مداخل كل منها يتضمّن 20 شقة، كما يظهر أنّ أشغال 3 مداخل متقدّمة حيث استكملت مرحلة الدهن الخارجي للعمارات وكذا اقترب الانتهاء من أشغال الشقق كما وضعت قنوات الغاز والمياه، أما البقية فتحتاج إلى إتمام بعض الأشغال.
وبولوجنا إلى الورشة وجدنا أنّ المرقي العقاري صاحب المشروع حاضرا، حيث أكّد أنّ نسبة تقدّم الأشغال حسب تقديراته تتراوح ما بين 80 و90 بالمائة، ولم تبق سوى بعض الروتوشات والتهيئة الخارجية داخل الموقع، في انتظار أن تتكفّل مديرية التعمير بأشغال الطريق ومدّ مختلف الشبكات، و أوضح،أيضا، أنه يتوقّع أن يتم تسليم هذه السكنات شهر نوفمبر، كما صرّح أنّ البرنامج يتضمّن 100 مسكن ثانية تقع بجانب الأولى تم تجهيز الأرضية الخاصة بها بحسب ما لاحظناه بالمكان، لافتا إلى أنّه سيقوم بإجراء القرعة الخاصة بها اليوم، كما أوضح أنّه لم يتحصّل على قائمة المكتتبين ليتم ضبط العقود، مضيفا أنّ الإشكال يتمثّل في تحيين الملفات بين الصندوق الوطني للسكن والمحافظة العقارية وهي العملية التي تستغرق بعض الوقت.
مؤسسات تربوية تنجز
وتقع مقابل المشروع السابق متوسطة حديثة الإنجاز تحمل اسم المجاهد المتوفي يحمدي صالح حيث تسمح إطلالة من النافذة برؤية ساحة المؤسسة التي تظهر المؤسسة بديكور عصري كما علمنا أنها دخلت حيّز الخدمة منتصف الموسم الدراسي المنقضي، حيث وجه لها تلاميذ وأساتذة من متوسطتي حبيباتني والمسعودي، مثلما ذكره مرافقنا ويتعلق الأمر بالتلاميذ القاطنين بالمناطق القريبة كحي الأمير عبد القادر، زرقين لخضر وواد الدفلة، فيما تظهر الطريق المؤدية لها في وضعية مزرية مملوءة بالحصى ليقول، بوكلوة، أنها كانت عبارة عن طين ثم تمت تهيئتها بـ«التوفنة» مضيفا أنّه تمّ إعداد بطاقة تقنية بشأنها في انتظار التكفّل بها.
واستمررنا في تجوّلنا بالتوسعة لنصل إلى مشروع يخصّ 60 زائد 40 سكنا بصيغة العمومي الإيجاري لديوان الترقية والتسيير العقاري لا تزال الأشغال متواصلة به، حيث لم يستكمل هيكله مع استمرار عملية بناء الطوابق كما أنّ طبقة الإسمنت الخارجية لم توضع بعد على الآجر الذي لا يزال يحمل لونه الأحمر الأصلي، فيما كتب على بطاقته التوضيحية أنّ مدة الإنجاز بالنسبة لحصة 60 سكنا هي 16 شهرا بينما الحصة المقدرة بـ 40 سكنا فمدتها 14 شهرا، كما أوضح مرافقنا أنّه تم فسخ العقد بالنسبة للمشروع مع المقاول الذي كان سيتكفل بإنجاز البرنامج ككل بسبب وجود مياه بالموقع ليتم تعيين مقاولتين كل منهما تتكفل بحصة، ووقفنا على وجود حصص سكنية أخرى بالتوسعة حيث يتم إنجاز 100 وحدة سكنية من صيغة الترقوي المدعّم فضلا عن 100 أخرى بصيغة العمومي الإيجاري مع تباين في درجة تقدّم الأشغال، إلى جانب ذلك يتم العمل على مشروع ثانوية تعتبر ورشة مفتوحة لا تزال الأشغال بها متواصلة، حيث قال مرافقنا إنها قد تكون جاهزة خلال منتصف الموسم الدراسي الداخل.

ومن الجوانب الذي وقفنا عليها، غياب الحركة التجارية بالتوسعة فما عدا وجود محل للأكل السريع وكذا كشك متعدد الخدمات بالإضافة إلى محلين آخرين لا وجود لنشاط تجاري بالمنطقة رغم وجود العديد من المحلات التجارية المغلقة سواء بمشروع 400 مسكن أو 150 مسكنا تساهميا، ولو أنّ الأمر منطقي نظرا لحداثة التوسعة والبرامج السكنية فضلا عن عدم التحاق كل الساكنة، كما أفاد، بوكلوة، أنّ المحلات التجارية الواقعة بـ 400 مسكن عمومي إيجاري قد قام ديوان الترقية والتسيير العقاري ببيعها عن طريق المزايدة العلنية أما البقية منها فسيتم اتباع معها ذات الإجراء، وذكر مواطنون أنهم يقضون انشغالاتهم الخدمية ويدرسون أبناءهم في الوقت الحالي بمنطقتي المطمور أو الفيلاج حيث تبعدان بمسافات قصيرة مؤكدين توفر النقل المدرسي كذلك.
التوسعة تستوعب 2000 وحدة سكنية
ويقول، بوكلوة حسن، إنّ هناك مشروعا لـ 200 وحدة سكنية بصيغة العمومي الإيجاري يقوم ديوان الترقية والتسيير العقاري بتحضير الإجراءات الإدارية للشروع في تجسيدها وبذلك يرتفع عدد الوحدات السكنية إلى 1250 وحدة ما بين المنتهية والتي هي قيد الإنجاز، مضيفا أنّ تقديرات مديرية السكن تشير إلى أنّ مخططي شغل الأراضي رقم 6 و7 بإمكانهما احتضان 2000 وحدة سكنية، ورغم اعترافه بصعوبة تقدير حجم الكثافة السكانية التي تستوعبها التوسعة إلا أنّه ذكر أنّ التقديرات قد تصل إلى حوالي 10 آلاف نسمة، كما ذكر في ردّه عن تساؤل المواطنين حول أولوية تشييد ابتدائية، أن البلدية لم تكن من أولويات مديرية التربية بحسب الخريطة المدرسية لذلك تم تسبيق كل من المتوسطة والثانوية، مضيفا أنّه تم تسجيل مشروع لإنجاز مجمّع مدرسي بالتوسعة.
وأوضح محدّثنا أنّ التوسعة هي الوحيدة الموجودة بالبلدية حيث تم تصنيفها كمنطقة عمرانية فيما تمّت المصادقة على مخطط شغل الأراضي رقم 6 سنة 2015 بينما رقم 7 صادقت عليه ذات الجهة سنة 2020 لافتا إلى أنّ البرامج السكنية انطلق في تجسيدها قبل هذه التواريخ، كما يرى أنّ هذه التوسعة عبارة عن مجمّع سكني متكامل يحتوي ضمن مخططيه على مختلف المرافق الخدماتية العمومية، إذ يتبقى فقط تسجيل هذه المشاريع من طرف الجهات المعنية.
الاقتراب من مركز قسنطينة
ويعود الاختيار والتوجّه للتوسّع شرقا ضمن هذين المخططين وفق بوكلوة، إلى الرغبة في الاقتراب من قلب ومركز قسنطينة، كذلك ربط منطقة ولجة القاضي وابن زياد مركز باعتبارها أقرب منطقة لبلدية قسنطينة، مؤكدا أنّ البلدية واجهت لسنوات مشكلة غياب الأوعية العقارية بسبب طبيعتها الفلاحية فالتوسعة الجنوبية تضم غابة شطابة، أما الشمالية والغربية فهي تحتوي على أراضي فلاحية خصبة، وبالتالي يعتبر المخططان أبرز حل للبلدية حيث أنّ أي مشروع مستقبلي سيوطّن بهذه التوسعة، إلى جانب ذلك تحصيص المطمور يضم أكثر من 350 قطعة وبالتالي هو في توسع مستمر لذلك ارتأى المسؤولون استكمال التوسع وربطها بالتحصيص وبالتالي تشبيك الجهة الشرقية.
كما اعتبر محدّثنا أنها يمكن أن تتحول إلى مركز البلدية ككل بالنّظر إلى المرافق التي ستحتويها مستقبلا، خاصة وأنّ إشكال وفرة الجيوب العقارية لم يعد مطروحا، موضحا أنّ التوسعة تتحسّن سنة بعد سنة قائلا إنّه تم مراسلة مديرية النقل لتوفير خطوط نقل بالمنطقة، كما لفت إلى أنّ توزيع تمركز الساكنة يصعب تتبعه لكن آخر إحصاء يشير إلى أنّ البلدية تضم كثافة سكانية تزيد عن 24 ألف نسمة، كما أردف أنّ أكثر المناطق التي تشهد تمركزا عاليا للساكنة هي المالحة، ولجة القاضي، ربيعي عيسى والقارية، ثم بدرجة أقل نجد تليلاني عمار، فروج، باب الطروش، عين التراب واد الدفلة وأيضا الغريب.
إسلام قيدوم

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com