الثلاثاء 30 سبتمبر 2025 الموافق لـ 7 ربيع الثاني 1447
Accueil Top Pub

وزير الفلاحة أكد أنها حصيلة استثنائية غير مسبوقة: قسنطينــــة تتربـــع علـــى عـــرش إنتــــاج الحبــــوب وطنيـــــا بأكثـــــر مـــن مليونـــــــــي قنطار


تصدرت ولاية قسنطينة الإنتاج الوطني في مجال الحبوب خلال الموسم الفلاحي 2024 – 2025، حيث تجاوزت مليونين و100 ألف قنطار واعتبر وزير الفلاحة ياسين المهدي وليد أنها حصيلة استثنائية تعتبر الأكبر من نوعها منذ الاستقلال، في حين هدد والي قسنطينة، عبد الخالق صيودة، الفلاحين المتقاعسين عن تسليم محاصيل الحبوب للديوان الوطني للحبوب بإحالة ملفاتهم إلى القضاء.
وكشف أمس والي قسنطينة خلال الكلمة الافتتاحية التي ألقاها إلى جانب وزير الفلاحة خلال الإشراف على انطلاق أشغال الطبعة السادسة من الملتقى الوطني للحبوب الشتوية بقسنطينة أن الولاية احتلت الريادة وطنيا بإنتاج تجاوز مليونين و100 ألف قنطار، من بينها 1.28 مليون قنطار من القمح الصلب، كما قال المسؤول إن هذه الكمية معتبرة قياسا بالمساحة الإجمالية المخصصة للحبوب في حدود 90 ألف هكتار، في حين قُدر محصول الحبوب المجمع على مستوى المخازن لحد اليوم بمليون و841 ألف قنطار، مؤكدا أن العملية متواصلة.
ونبّه الوالي في كلمته بأن عدد الفلاحين الذين لم يبادروا بتسليم محاصيلهم لمخازن الديوان الوطني للحبوب بـ220 فلاحا، حيث أكد توجيه إعذارات لهم لتسليمها في أجل لا يتجاوز 30 سبتمبر الجاري تحت طائلة إحالة قضاياهم إلى العدالة، فضلا عن تدابير صارمة بشأنهم في حال عدم الامتثال من خلال إدراجهم في القائمة السوداء وحرمانهم من كافة أشكال الدعم مستقبلا. وأضاف المسؤول أن القوائم الاسمية الخاصة بهم علقت على مستوى جميع الأقسام الفرعية للمصالح الفلاحية، فضلا عن الديوان الوطني للحبوب والمتعاملين الاقتصاديين المعنيين بتوفير الأسمدة. وأشار الوالي إلى أن الإجراءات المذكورة اتخذت في حق الفلاحين الذين لم يسلموا المحاصيل في موسم السنة الماضية الذين بلغ عددهم 320 فلاحا، حيث توبعوا قضائيا وحرموا من كافة أشكال الدعم العمومي.
الوالي يدعو الفلاحين المتأخرين إلى تسليم محصول الحبوب
ووجه الوالي نداء خلال الكلمة إلى الفلاحين المعنيين من أجل تسليم محاصيلهم وتبرئة ذمتهم، خصوصا بعد استفادتهم من مختلف أشكال الدعم العمومي، على غرار توفير البذور والأسمدة والقروض المرافقة التقنية، معتبرا أن أحكام المادة 30 من قانون المالية التكميلي لسنة 2022 تفرض قانونيا وأخلاقيا على الفلاحين الذين يمارسون زراعة الحبوب أن يسلموا محاصيلهم لمخازن الديوان الجزائري المهني للحبوب، مشيرا إلى أن التقصير في الأمر يستوجب اتخاذ الإجراءات القانونية، كما نبه أن الاحتفاظ بهذا المحصول سيعتبر من أشكال التخزين غير المشروع طبقا لأحكام قانون مكافحة المضاربة غير المشروعة. ودعا الوالي أيضا القائمين على غرفة الفلاحة إلى حث الفلاحين على تسليم محصول الحبوب في أقرب وقت ممكن، في حين اعتبر المتحدث أن الفلاحين الملتزمين بتسليم المحصول يمثلون الأغلبية الساحقة.
وألقى رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، محمد يزيد حمبلي، كلمة في افتتاح الملتقى، حيث اعتبر أن الفلاحة أداة سيادية لحماية الوطن من تقلبات الأسواق والضغوطات الخارجية، مشيرا إلى أن الأوان قد حان لتطوير الفلاحة وتحديثها، في حين اعتبر الوزير ياسين المهدي وليد أن قسنطينة حققت إنتاجا استثنائيا يعتبر الأكبر من نوعه منذ الاستقلال، حيث عزا الفضل في ذلك إلى جهود الفلاحين الذين يعملون على تحقيق الأمن الغذائي، في حين زار الوزير أجنحة الشركات والهيئات المشاركة في المعرض المنظم على هامش الملتقى، على غرار جامعة الإخوة منتوري الذين شارك طلبتها بمشروع المحفز الحيوي المضاد للفطريات، وأوضحت لنا إحدى صاحبتي المشروع أنه حصل على براءة اختراع وفاز بجائزة رئيس الجمهورية للباحث المبتكر، حيث تسعى رفقة زميلتها حاليا إلى تجربته لدى الفلاحين قبل الشروع في تسويقه بشكل تجاري موسع.
وشاركت في المعرض محافظة الغابات لولاية قسنطينة وبنك الفلاحة والتنمية الريفية وغيرها من الهيئات ومعاهد البحث والمراكز التابعة لوزارة الفلاحة والشركات الاقتصادية، حيث أشرف الوزير ووالي قسنطينة على إبرام الغرفة الولائية للفلاحة بقسنطينة لاتفاقيتي تعاون، الأولى مع الوكالة الوطنية لتثمين نتائج البحث والتنمية التكنولوجية حول دعم إدماج نتائج البحث العلمي في الميدان الفلاحي ومرافقة حاملي المشاريع المبتكرة وغيرها، فيما جاءت الاتفاقية الثانية مع مركز البحث العلمي والتقني حول المناطق القاحلة وتشمل توفير الخبرة العلمية والتقنية حول البرهنة لتطوير الحبوب والبقول وغيرها من النقاط.
وعرض خلال افتتاح الملتقى الوطني حول الحبوب الشتوية فيديو يوثق مسيرة رئيس غرفة الفلاحة الراحل، محمود بلبجاوي، الذي توفي شهر جويلية الماضي، حيث قدم فلاحون وباحثون ومستثمرون وناشطون في مجال الفلاحة شهادات حول نشاطه ومساهماته، كما أثنى الوزير على سيرته ومشروع مواقع البرهنة الذي أطلقه من قسنطينة ليتحول إلى مشروع وطني في جميع الولايات، قبل أن يقدم تكريمات لأفراد أسرته. وزار الوزير عدة نقاط في ولاية قسنطينة، حيث شملت تعاونية الحبوب والبقول الجافة بالخروب، أين قدم القائمون عليها عرضا عن التعاونية التي تتوفر على 19 وحدة بسعة تخزين تصل إلى 180 ألف طن، وموزعة عبر تراب الولاية من أجل استقبال وتخزين المنتوج الفلاحي، فضلا عن استفادة الولاية من مشروع 9 مراكز جوارية بسعة تخزين إجمالية تصل إلى 45 ألف طن، بما يرفع الطاقة الإجمالية للتخزين في الولاية إلى 225 ألف طن.
إنتاج الحليب يتجاوز 26 ألف لتر شهر أوت في مزرعة البعراوية
وتقدر عدد محطات تكييف البذور التابعة للتعاونية في قسنطينة بـ6 بقدرة تصفية تصل إلى 150 طن يوميا، فضلا عن مخبر داخلي مجهز لمراقبة وتحليل نوعية الحبوب والبقوليات، فيما توجه الوفد إلى الوحدة الفلاحية للإنتاج بالبعراوية «المزرعة النموذجية سابقا» التابعة لشركة تطوير الزراعات الزيتية، حيث تتجاوز مساحتها الزراعية الكلية ألف هكتار، من بينها 895 هكتارا صالحة للزراعة، في حين ينطوي مخططها الزراعي لموسم 2025 – 2026 على تخصيص 300 هكتار منها للسلجم الزيتي و235 هكتارا لدوار الشمس و100 هكتار للعدس و100 هكتار للحمص و80 للأعلاف و80 هكتارا للقمح الصلب، في حين تصل حصيلتها في تربية الأبقار إلى 61 رأسا من الأبقار و52 رأسها من الريخة و3 رؤوس من العجول و11 رأسها من الريخات الحامل و3 من إناث العجول.
أما في مجال تربية الأغنام فتنطوي المزرعة على 539 رأسا من النعاج و224 رأسا من النعاج الصغيرة و24 رأسا من الكباش و129 رأسا من إناث الخرفان الصغيرة ما بين 3 إلى 6 أشهر و58 رأسا من الإناث ما بين 6 إلى 12 شهرا. وحققت المزرعة في إنتاج الحليب خلال شهر أوت 26 ألفا و435 لترا من 60 بقرة حلوبا في المزرعة، فضلا عن 41 بقرة في مرحلة الحلب، فيما يصل المعدل التقني إلى 20.8. وعاين الوزير مختلف أجزاء المزرعة والإسطبلات الموجودة فيها، فيما وجه مساعديه بالتواصل مع فلاح للنظر في مشكلته، بعدما طرح انشغاله بخصوص صعوبة في تسليم المحصول الذي زرعه من نبات دوار الشمس، مؤكدا أنه استطاع إنتاج 11 قنطارا من زراعة 8 كيلوغرامات من البذور بعدما وصل إلى إنتاج حوالي 1700 بذرة في الزهرة الواحدة، كما أكد الفلاح المذكور أن زراعة عباد الشمس منتجة وذات مردودية عالية وملائمة لمناخ قسنطينة.
وتوجه الوزير أيضا إلى المحطة التجريبية الفلاحية التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا، حيث اطلع على المساحة التجريبية لزراعة ألف متر مربع من الزعفران في إطار الإستراتيجية الوطنية لتطوير زراعة الزعفران، كما عاين البيوت المحمية التي تضم أشجار الموز المنتجة من قبل المركز في إطار مشروع تطوير الزراعة النسيجية لإنتاج الشتلات المخبرية، مثلما أكده البروفيسور عمار عزيون مدير مركز البيوتكنولوجيا بقسنطينة، فيما أبدى الوزير إعجابه بالمشروع والتكنولوجيات الحيوية المعتمدة في المحطة، ليختتم الجولة من مزرعة بلبجاوي في عين سمارة التي تصل طاقة الإنتاج والتخزين فيها إلى 60 ألف قنطار، كما قدم القائمون عليها مجالات اختصاص المزرعة التي تعتبر رائدة في إنتاج وتسويق الحبوب والعدس وغيرها من المنتجات.
سامي .ح

آخر الأخبار

Articles Side Pub-new
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com