كشف المدير العام لمؤسسة ميناء عنابة، علي بولعراس، في تصريح للنصر، عن دخول الميناء الجاف الواقع بمنطقة الملاحة بطريق مطار، رابح بيطاط ،الدولي، حيز الخدمة وإعادة الاستغلال، خلال الأيام المقبلة من شهر أكتوبر، بعد إنهاء أشغال التهيئة والتجهيز.
ووفقا، لبولعراس، فقد تم الحصول على الموافقة المؤقتة من قبل مصالح الجمارك، للشروع في استغلال الميناء الجاف الذي أصبح يطلق على هذا النوع من الموانئ وفق التسمية الجديدة «ميناء الفسحة» وأشار المتحدث، إلى أن طاقة الاستيعاب لهذا الميناء، تتراوح ما بين 5000 و 6000 حاوية.
وجاءت عملية إعادة استغلال هذا الميناء، بعد عملية الاسترجاع التي قامت بها مصالح أملاك الدولة، بناء على الأحكام الصادرة عن الجهات القضائية القاضية بالمصادرة، في إطار الإجراءات التي اتخذت لاسترجاع عدة موانئ جافة عبر الوطن من خواص.
وقد شرعت وزارة النقل بالتنسيق مع مؤسسة تسيير الموانئ، في تدابير إعادة وضعها حيز الخدمة. وحسب ما أفادت به مصادرنا بميناء عنابة، فقد تم إنهاء عمليات الترميم، منها القيام بأشغال الطلاء وتهيئة المدخل ووضع اللوحات التوجيهية.
ووفقا لذات المصدر، فقد تمت عملية الجرد الكامل داخل الميناء الجاف والقيام بكافة الترتيبات الأخرى المتعلقة بالجانب الأمني والتنظيمي .
وذكرت مصادرنا، أن هذا الميناء الجاف الذي يستوعب ما يصل إلى 6 آلاف حاوية، سيقدم إضافة نوعية للميناء التجاري، بهدف التخفيف من الضغط الحاصل على مستوى منطقة تسيير وإنزال الحاويات وتسهيل الحركة وتسريع عملية التخليص الجمركي، وفقا للإجراءات الجديدة، كما يتيح مرونة أفضل في تنفيذ أشغال التهيئة على مستوى بعض الأرصفة داخل الميناء والأشغال الأخرى المرتبطة بالعصرنة.
وفي هذا الشأن ،منحت وزارة النقل، تنفيذا لتوصيات الوزير، سعيد سعيود، ميزانية هامة للنهوض بنشاط ميناء عنابة، تطبيقا لسياسة الحكومة وتوجيهات رئيس الجمهورية.
وفي السياق، استلم ميناء عنابة معدات ميكانيكية وتقنية هامة جديدة، للرفع من مستوى الأداء والخدمات ومردودية المنشأة المينائية، خاصة بعد تطبيق نظام العمل المستمر دون انقطاع، شهر فيفري الماضي.
وحسب ما صرح به المدير العام لميناء عنابة ،علي بولعراس، في الزيارة الأخيرة لوزير النقل، سعيد سعيود، فقد شرع في تطبيق الخطة الاستراتيجية التي انتهجتها إدارة الميناء، تنفيذا لتوصيات السلطات المركزية، لاستغلال أربع معدات جديدة تتعلق بمحمل السفن بوزن 18000 ألف طن يوميا، رافعة ميناء بطاقة 120 طنا، آلية متنقلة لتفريغ الحبوب ومساح ضوئي للحاويات.
أشغـال توسعة وتهيئة داخـــل الميــناء التجاري
وذكر المتحدث أن المؤسسة المينائية باشرت عملية جرف ثلاثة أرصفة لاسترجاع الأعماق، ما سمح برسو سفن ذات طاقة استيعاب 50 ألف طن وقد تم إطلاق الأشغال شهر جانفي الماضي، تحت إشراف المؤسسة الوطنية لجرف البنى التحتية المينائية والمائية .
وأضاف، بولعراس، أن المؤسسة تعمل على إعادة تهيئة الطرقات ومساحات التخزين على مستوى الميناء، بهدف تحسين انسيابية الحركة وضمان سلامة تنقل مختلف الآليات ووسائل النقل داخل الحيز المينائي والمنطقة الفاصلة المؤدية إلى المؤسسات الصناعية العاملة بالميناء على مساحة 3100 متر مربع في المنطقة الجنوبية، كما قامت إدارة الميناء بهدم المباني والمخازن القديمة غير المستغلة التي تحتل مساحات داخل المجال المينائي، لتحريرها لفائدة النشاطات المينائية والمقدر بـ 6 هكتارات. وتماشيا مع الخطة المنتهجة، تم توظيف 244 عاملا جديدا خلال السداسي الأول من سنة 2025، ليرتفع تعداد المؤسسة إلى 1223 عاملا بين إطارات وأعوان تحكم وتنفيذ.
وأفاد المدير العام للميناء، بأن مصالحه وضعت نظام معلومات جديد، شمل رقمنة جميع الخدمات المينائية، منها نظام يقوم بإدارة نشاط السفن المحملة بالبضائع إلى غاية خروجها وتسيير نظام الحاويات عبر اللوحات الالكترونية والهواتف الذكية ونظام يتكفل بالصيانة الوقائية والعلاجية للمعدات، بالإضافة إلى نظام الدفع عن بعد وتسيير المخزون والمشتريات.
كما عرض، بولعراس، مشروع إعادة تهيئة الرصيف رقم 2، بعد تدهور وضعيته، مع هدم المستودعات القديمة المجاورة على مساحة 4 هكتارات، حيث اتخذت المؤسسة المينائية الإجراءات الاستعجالية اللازمة، من أجل إعادة تجهيز هذا الرصيف الاستراتيجي على طول 600 متر.
وتُشرف المؤسسة العمومية كوسيدار على عملية الإنجاز، حيث تعمل على تسريع وتيرة الإنجاز التي وصلت إلى نحو 25 بالمائة وتجاوز الاختلالات التقنية، حيث يربط هذا الرصيف بين الجهة الشمالية والجنوبية، كما يستقبل السفن الحاملة للحاويات ومواد أخرى، ويُعد معبرا لسفن المسافرين لقربه من المحطة البحرية، كما سيدخل هذا الرصيف ضمن مشروع شرفات الميناء، المبرمج إنجازها بالشراكة مع مؤسسة التسيير الفندقي.
وسيساهم هذا الرصيف وفقا للمتحدث، في تقليص مدة المكوث وكذا فاعلية معالجة السفن، بالتزامن مع تطبيق نظام العمل 24/24 ساعة و7/7 أيام.
وأورد ذات المسؤول، أن الاستراتيجية الجديدة، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، أعطت فاعلية كبيرة على أرض الميدان، من حيث تقليص مدة المكوث وحجم معالجة البضائع، حيث سجل ميناء عنابة منذ شهر فيفري، ارتفاعا في حركة معالجة الحاويات بنسبة 150 بالمائة وهو معدل نمو كبير جدا، سمح باسترجاع عدد كبير من المتعاملين، كانوا قد ذهبوا في فترة سابقة إلى موانئ أخرى. حسين دريدح