احتفالات في الزوايا و مناسبة للم الشمل و التكافل بين العائلات
يولي شيوخ الزوايا القرآنية في ولاية تيزي وزو أهمية كبيرة لمناسبة عاشوراء التي يحتفل بها يوم 10 من محرم من كل سنة، و تتميز هذه المناسبة الدينية بنكهة خاصة، لما تحتله من مكانة و أهمية بالغة في قلوب العائلات القبائلية التي  تتمسك بعادة  إحيائها في أجواء بهيجة لا يمكن الاستغناء عنها و توارثها الخلف عن السلف.
تمتزج خلال هذه المناسبة مشاعر التلاحم و التضامن و التراحم بين العائلات، و تبدأ التحضيرات لهذا الحدث الديني في أجواء روحانية جميلة عبر جميع الزوايا التي تضمها بلديات تيزي وزو طيلة أسبوعين قبل حلول عاشوراء ، حسب شيوخ الزوايا الذين شاركوا في ملتقى نظم مؤخرا بدار الثقافة مولود معمري في تيزي وزو يدرج في إطار فعاليات الطبعة الثانية لصالون التراث الثقافي اللامادي الذي تنظمه مديرية الثقافة بالولاية تحت شعار «عادات التضامن و الاتحاد: مثال عاشوراء».
و أوضح هؤلاء الشيوخ أن الاحتفال بعاشوراء في الزوايا هو تعبير عن الفرح بالشعائر الدينية، و أشار الشيخ حمداد اعمر من زاوية أكال أبركان في بني دوالة جنوب تيزي وزو ، إلى أن التحضيرات لاستقبال عاشوراء في هذه الزاوية، هي نفسها في كل زوايا الولاية، و أكد بأن لجنة قرية أكال أبركان تجتمع قبل حلول هذه المناسبة الدينية بعشرة أيام أو أسبوعين، برئاسة كبير القرية «لعاقل تدارث»  الذي تسند له عادة مهمة الفصل في القضايا المحلية، و ذلك لتوزيع المهام المتعلقة باستقبال الضيوف و الزوار الذين سيأتون من كل حدب و صوب، لحضور الوعدة، فطبق الكسكسي بالخضر و اللحم أساسي في الاحتفال بعاشوراء في كل الزوايا، كما يتكفل فريق آخر بمبيت الراغبين في قضاء ليلة عاشوراء في الزاوية، خاصة القادمين من خارج الولاية ، و يكلف فريق ثالث بعملية التنظيم و غيرها من التحضيرات الخاصة بهذه المناسبة الدينية.
بينما ينظم الشيوخ حلقات الذكر وتلاوة القرآن الكريم و جمع الزكاة و تبرعات المحسنين من الأموال التي تستغل في ترميم الزاوية و توفير وسائل التدفئة في الأقسام التي يدرس فيها القرآن الكريم، كما تصرف تلك الأموال على العائلات المعوزة في شهر رمضان، أو مساعدة المرضى في العلاج و غيرها.
و يتلذذ جميع الوافدين على الزوايا بتناول طبق الكسكسي التقليدي الذي ينتظرونه بفارغ الصبر خلال عاشوراء ، دون إغفال العمليات الخيرية التي تتضاعف بشكل كبير في هذه المناسبة، و يكون هذا اليوم الذي تنتظره العائلات القبائلية فرصة لتعزيز الإيمان و جعل الروابط الاجتماعية أكثر صلابة و تمتين التماسك و روح التضامن بين العائلات.و تبرز أهمية الاحتفاء بهذه المناسبة في الزوايا التي لا تزال تحافظ عليها منطقة القبائل، حسب الشيوخ، في ترسيخ أواصر الإتحاد و التضامن بين القرويين و كذا إزالة الفوارق الاجتماعية،  حيث يلتف الجميع حول طبق واحد و هو الكسكسي .            سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى