مبادرة صلح بين سكان الكاليتوسة بعنابة
أطلق رئيس بلدية برحال ناصر بن علي، أول أمس، مبادرة صلح بين عقلاء سكان القطب الحضري الجديد الكاليتوسة، بتنظيم لقاء بمقر البلدية بحضور مسؤولين وقيادات أمنية بالدائرة، وذلك على خلفية المواجهات العنيفة التي اندلعت خلال الأيام الأخيرة، بين السكان المرحلين من حيي سيدي سالم ومجموعات شبانية من حي المحافر، استخدمت فيها كل أنواع الأسلحة البيضاء، و»السينيال» القاتل، ما أسفر عن إصابة أشخاص بجروح متفاوتة الخطورة.
وأوضح بن علي في اتصال بالنصر، بأن اللقاء عرف حضور ممثلين عن كل الأحياء المرحلين منها، في إطار القضاء على السكن القصديري والهش، ويتعلق الأمر بأحياء سيدي سالم، بوعقدية، المحافر، البوني مركز، برحال مركز، والحجار، وتم الاتفاق على وضع برنامج لتحسيس السكان والعمل بالتنسيق مع الجمعيات، والتواصل الدائم مع مصالح الأمن والبلدية لاطلاعهم بأي مستجدات لوقف العنف.    وأضاف رئيس بلدية برحال، بأن مصالحه شكلت وفدا مشتركا مع المصالح الأمنية، وتم التنقل إلى الكاليتوسة للحديث مع العقلاء من كبار السن بالقطب الحضري، أين تم حثهم على التعقل وتهدئة الأجواء، و منع الشباب من التحرش والمضايقات لبعضهم البعض، وأكد ممثلو جهاز الدرك الوطني والشرطة بذات المناسبة، على التعامل بحزم في حال تجدد المواجهات، وتوقيف أي شخص يقوم بأعمال شغب دون استثناء،  ودعوا السكان إلى التزام منازلهم وعدم النزول إلى الشارع والمشاركة في المواجهات وإثارة الشغب، و يرتقب انجاز مقر للشرطة قريبا، حسب المتحدث، مع توفر الوعاء العقاري والغلاف المالي للانطلاق في الأشغال. في سياق متصل تشهد الأقطاب الحضرية الجديدة بولاية عنابة، شجارات وصدامات بشكل دائم، بين مجموعات شبانية من السكان المرحلين من الأحياء القصديرية بسبب حساسيات فيما بينهم،  حيث تحاول كل مجموعة فرض منطقها على الأخرى، خاصة و أن أغلبهم من المسبوقين قضائيا ومنخرطين في عصابات إجرامية .
وذكر مصدرنا، بأن مصالح الأمن أصبحت تتدخل تقريبا بشكل يومي لفض الشجارات التي تندلع بين مجموعات من الشباب باستخدام الخناجر والسيوف و حتى الغازات المسيلة لدموع، على غرار ما يحدث بحي بوزعرورة في بلدية البوني، ما دفع البعض للرحيل والعودة إلى الأحياء التي قدموا منها ، بسبب صعوبة الحياة وتأزمها هناك، خاصة في فترات الليل، أين تحصي المصالح الأمنية طلبات تدخل عديدة للعائلات الوافدة حديثا على الحي.ووفقا لذات المصادر، فإن عمليات الترحيل التي مست غالبية الأحياء الفوضوية والقصديرية عبر دوائر عنابة، البوني، برحال و الحجار، في العامين الأخيرين، استقر سكانها على مستوى الأقطاب العمرانية الثلاثة الجديدة الكاليتوسة، بوزعرورة وبوخضرة 3 في انتظار ذراع الريش، والتي تضم أكثر من 20 ألف نسمة .و استنادا لمصادرنا، فإن تنامي ظاهرة الشجارات اليومية ناجمة عن استقبال مرحلين جدد من أحياء متفرقة معروفة بكثرة الإجرام، حيث يقوم الوافدون بهيكلة فرق شبانية تعمل على التصدي لمجموعة أخرى، ما تسبب في ظهور فوضى عارمة وخلق مشاكل بين شباب الأحياء، غالبا ما يتم تصفية الحسابات بينهم باستعمال الأسلحة البيضاء وقنابل «الكريموجان». وتتحدث مصادر محلية، بكون الحياة باتت لا تطاق على مستوى هذه الأحياء الجديدة، بسبب تزايد حدة الصراعات والمواجهات العنيفة بين الفرق الشبانية و لأتفه الأسباب، ويضيف المصدر، بأن السلطات أغفلت في برامج الترحيل صعوبة اندماج الوافدين من الأحياء القصديرية، مطالبين بتكثيف التواجد الأمني على مستوى الأحياء عن طريق الدوريات الراكبة والراجلة، خاصة ليلا و خلق فضاءات شبانية من شأنها ملء أوقات فراغ الفئات الشبانية كي لا تنجر للقيام بأعمال عنف.
حسين دريدح 

الرجوع إلى الأعلى