سجلت أسعار مختلف أنواع  الفواكه المجففة انخفاضا محسوسا في المحلات التجارية بقسنطينة، منذ حلول رمضان الكريم، وذلك مقارنة بالعام الماضي، ما جعل الإقبال عليها يعود بشكل ملفت، حيث صارت مكونا رئيسيا في الأطباق الحلوة و التحليات، كما باتت تدرج في وجبة السحور بناء على نصائح المختصين، وهو ما جعل الإقبال عليها كبيرا يستمر إلى غاية العيد كما أكده تجار.

تراجع بنسبة 30 بالمئة
بعدما بلغت مستويات قياسية العام الماضي، تراجعت أسعار الفواكه المجففة هذا الموسم بحوالي 30 بالمئة بمحلات بقسنطينة، وهو ما وقفنا عليه خلال جولة ميدانية بعدد من نقاط البيع على مستوى  السويقة القديمة و محلات وفضاءات تجارية كبرى، أين تعرض تشكيلات متنوعة منها بأسعار وصفها زبائن بالمقبولة،  حيث تراوح سعر الكيلوغرام  الواحد من  الزبيب بين  1200و 1500 دج، وتراجع ثمن البرقوق إلى 2000 دج بعد أن كان 2600 دج، أما سعر الكيوي والأناناس المجففين فتراجع إلى 2500 دينار، في المقابل ظل سعر المشمش أو المشيمشة ثابتا في حدود 1900 دينار.
وحسب تجار و زبائن، فإن استقرار الأسعار بعث حركية سوق الفواكه المجففة من جديد، بعدما عرفت ركودا كبيرا بسبب عزوف المواطنين عن الشراء خلال مواسم ماضية بفعل الغلاء.
وقد شد انتباهنا خلال جولتنا بمحلات بيع المكسرات و الفواكه المجففة الإقبال الملفت على مختلف الأنواع المعروضة، حيث قال حميد صاحب محل لبيع المكسرات « بالسيكوار» بعلي منجلي، أنه بعد انخفاض أسعار الفواكه المجففة  بنسبة 30 بالمئة منذ بداية رمضان، عاد الزبائن بشكل ملحوظ إلى محله، وأن عددهم مستقر إلى غاية الآن رغم مرور أكثر من أسبوع كامل، مؤكدا بأن الإقبال لا يتوقف على سكان المدينة الجديدة  علي منجلي وحسب بل يشكل زبائن من بلديات قريبة ومن ضواحي قسنطينة عموما، كما يقصده زبائن من عين مليلة وشلغوم العين و وادي العثمانية ومناطق أخرى.
وأكد التاجر حميد، أن التركيز لا يزال منصبا على المشمش والبرقوق، باعتبارهما مكونين أساسين لتحضير  الطبق الحلو، فضلا عن مختلف  الأنواع الأخرى، التي يشتري منها زبائن  كميات متفاوتة أما لأجل تزيين الأطباق أو لأجل تناولها على السحور، مشيرا إلى أنها ثقافة بدأت في الانتشار وأن أكثر ما يطلبه الزبائن لهذا الغرض « الزبيب والتين المجفف و البرقوق».
تنوع في العرض
من جهته، أوضح  سيد علي، صاحب  محل لبيع المكسرات بسوق بومزو، أن تراجع  أسعار الفواكه المجففة شكل حافزا للأسر القسنطينية لزيادة استهلاكها، خاصة وأن المطبخ المحلي مشهور جدا بالأطباق الحلوة التي يستخدم فيها هذا المنتوج، على غرار شباح السفرة و» العين»، وتوقع  المتحدث،  تراجعا أكبر في الأسعار، مع مرور الأيام في ظل  الفورة و التنوع، موضحا بأن هناك توازنا بين المنتج المحلي والمستورد وهو ما ضاعف العرض و سمح بالتحكم الجيد في الأسعار.
وأكدت سيدة وجدناها في المحل بصدد شراء تشكيلة من الفواكه المجففة أنها تفاجأت بانخفاض السعر عكس السنة الفارطة، وقالت إنها تحضر الطبق الحلو لأكثر من مرتين في شهر رمضان، و تحب جدا البرقوق كما أن أبنائها يعشقون طعم الكيوي و الأناناس المجففين في طبق شباح السفرة، ولذلك تستخدمها كإضافة ليس للزينة فحسب، بل للاستهلاك كذلك.
أما ليلى، موظفة بالقطاع الخاص فقالت، بأن أسعار الفواكه المجففة تعد في المتناول هذه السنة، خصوصا وأن استهلاكها ليس كبيرا وبالتالي لا يفرض شراء كمية معتبرة، بل يكفي الحصول على القليل منها لأجل الطبق الحلو في رمضان، مضيفة بأنها وجدت بأن سعر الكيوي والأناناس مرتفعين نوعا ما، مقابل ذلك فقد اختارت أن تدرج الزبيب والتين المجفف في وجبة السحور هذا رمضان، وذلك بعدما اقتنعت بنصائح المختصين والأطباء التي يقدمونها في برامج التلفاز والجرائد.
وترى فضيلة ربة منزل، بأنه ورغم الانخفاض المحسوس، في سعر الفواكه المجففة، إلا أنها من الكماليات وليست مهمة، لذلك تفضل التركيز على الزبيب والبرقوق فقط.
الفراولة و المانجو يدخلان القائمة
يلاحظ المتجول في الأسواق، بأن الفراولة والموز والمانجو التحقت هذا الموسم بتشكيلة الفواكه المجففة حيث تتراوح الأسعار بين 1800 و2500، لتفتح شهية سيدات للتفكير في وصفات جديدة و تطبيق أخرى تنتشر بقوة على قنوات الطبخ والصفحات المخصصة على مواقع التواصل، وبحسب التجار فإن هناك طلبا عليها، حيث أوضح عبدلي صاحب محل بالسويقة، أن أنواع الفواكه المجففة  الجديدة، راجت بفضل  نشاط الطبخ على يوتيوب، حيث صارت النساء يتفنن في التنويع في الأطباق الحلوى و التحليات التي تدخل الفواكه المجففة على اختلافها في طريقة تحضيرها، كما أن هناك من يشترين كميات قليلة فقط من كل نوع لأجل تزيين الأطباق وذلك بالنظر إلى تزايد الاهتمام بأسلوب التقديم، فضلا عن الرغبة في الإبهار خلال الدعوات على الإفطار. وقال محدثنا، إن الفواكه المجففة أصبحت مطلوبة للسحور هذه السنة، وخصوصا المشمش والبرقوق و الزبيب و التين على وجه التحديد، ذلك لأن باقي الفواكه مرتفعة السعر مقارنة بهذه الأنواع كما أن طعمها غير مألوف للغالبية.                     لينة دلول 

الرجوع إلى الأعلى