تعرف سوق المأكولات الجاهزة تغيرا بسيطا في رمضان هذا العام، فبدل شراء الأكل من المطاعم و محلات الوجبات السريعة، تفتح ربات بيوت و شابات مطابخهن لتوفير أطباق جاهزة للإفطار، يطلبها زبائن يفضلون أكل المنازل ويختارون قائمة الطعام بناء على أذواقهم، وهو نشاط يعرف ازدهارا مع استعداد موظفات للدفع أكثر، مقابل الراحة وتجنب عناء الطبخ وما يتبعه من تحضيرات وأواني للتنظيف.  
رغم محافظة سيدات على أشغال التنظيف و إدخال عادات جديدة كشراء الأواني والديكورات لاستقبال رمضان، إلا أن هناك من يلجأن إلى الاعتماد على الأكل الجاهز خلال أيام الصيام لتخفيف أعباء الطبخ، فيطلبن ما يتوفر في المحلات أحيانا، ويستعن  أحيانا أخرى بما تجود به أيادي نساء أخريات، يحترفن تحضير مختلف الأطباق التقليدية وحتى العصرية حسب الطلب، و يعرضن خدماتهن عبر صفحاتهن على مواقع التواصل الاجتماعي وبالتحديد فيسبوك و إنستغرام، إذ يقترحن قائمة طعام لكل يوم من رمضان، و يفتحن المجال كذلك لاستقبال طلبات زبائن تخص أطباقا أو تحليات يرغبون فيها، كما يوفرن بعض الأطعمة شبه الجاهزة مثل « العجين المورق» و عجين البيتزا و مملحات وما إلى ذلك.
تعددت الأسباب وتوحدت النتيجة
وتفضل نساء وغالبيتهن موظفات، البحث عن حلول سهلة لضمان وجبة الإفطار عبر شراء أكل منزلي جاهز، حيث تقول السيدة سعاد موظفة في إدارة عمومية، إنها لا تملك الوقت للطبخ، ولهذا تعتمد كثيرا على الأكل الجاهز حتى في رمضان، مؤكدة أنها تتعامل منذ سنتين تقريبا مع سيدة تحضر طلبياتها الخاصة بشهر رمضان، حالها حال زميلاتها في العمل، وقالت إنها تطلب بعض الوصفات غير المطبوخة أحيانا، وتضطر إلى أخذ الطعام جاهزا كليا في حالات أخرى، خصوصا عندما تكون متعبة.
و قالت معلمة في الطور الابتدائي، إن كثرة انشغالها قبل رمضان بسبب فترة الاختبارات، لم يسمح لها بتحضير شباح السفرة و العجين المورق في البيت، ما دفعها لطلبهما من شابة تتخصص في تحضيرهما وتمتهن البيع على فيسبوك.عينة أخرى من النساء، ترى في التركيز على الأكل خلال شهر رمضان مضيعة للوقت على حساب الطاعات والعبادات، حيث قالت السيدة نسيمة إنها لطالما كانت تحضر وجبات الإفطار بنفسها وبعناية، إلا أن حرصها على استغلال الشهر في العبادة وحفظ القرآن ودروس المسجد والتراويح، دفعها للبحث عن حلول تقلل تعبها وتوفر لها الوقت الكافي لذلك، وعليه فقد قررت هذه السنة، شراء بعض المأكولات الجاهزة التي قد تستغرق وقتا طويلا للتحضير كالمملحات وأطباق مثل « الرولي «.
كل شئ حسب الطلب حتى اللحم و»العصبان»
أكدت الشيف سليمة حباش، المختصة في الطبخ العصري والتقليدي، أن كل شئ يطلب خلال شهر رمضان، مرجعة ذلك بحسب معاملاتها مع الزبائن إلى ارتباط غالبية النساء بوظائفهن، في حين تفضل سيدات ماكثات في البيت تجنب التعب، ولذلك يجدن في مطابخ نساء أخريات حلا مناسبا، خاصة وأن هؤلاء يوفرن أطباقا متنوعة ساخنة وباردة حلوة وحارة، جاهزة ونصف جاهزة مقابل 400إلى 600دج للطبق.
 مضيفة بشأن المأكولات الأكثر طلبا، أن شباح السفرة تأتي على رأس القائمة، إلى جانب»الأناناسة» وهي وصفة جديدة نوعا ما، وتعرف إقبالا كبيرا من طرف السيدات القسنطينيات، كما يكثر الطلب على العجين المورق، والقوالب الحلوة والمالحة، و البيتزا و «الكورني»، «الشوصون» وغيرها من المملحات. وتحدثت الشيف حباش، عن تسجيل طلبيات كثيرة لمختلف أنواع السلطات، مؤكدة أنه حتى الجزر المطهو على البخار يتم طلبه  والحميص الجاهز أو الفلفل والطماطم المشويين، إلى جانب التحليات والعصائر الطبيعية، لافتة الانتباه إلى موضة تحضير اللحم والعصبان، أين تتخصص بعض السيدات في شراء خرفان وذبحها وتقسيم لحمها وتجهيزه في أكياس التجميد مع قصاصات صغيرة تعرف بكل قطعة، في حين تحضر أخريات الدوارة أو العصبان ويبعنها إما مطبوخة أو غير ذلك.
أكلات وحلويات رمضان تغزوا رفوف المتاجر والمحلات
وإلى جانب الإعلانات الفردية للسيدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تسجل مثل هذه المنتجات حضورا لافتا على رفوف المحلات، أين يخصص التجار رفوفا كبيرة لمنتجات رمضان المحضرة في البيت أو في الورشات الصغيرة بحسب ما أكده لنا السيد علاء صاحب سوبرماركت بقسنطينة، موضحا أنه وبالنظر للإقبال المتزايد على هذه المنتجات وخصوصا « شباح السفرة، و المطلوع و العجين المورق              والمملحات وحتى المسمن»، فقد اتفق مع سيدات يقمن بتحضيرها في البيت لتوفيرها في المحل، خصوصا بعدما لاحظ زيادة الطلب عليها  وقال، إنه أضاف إلى القائمة هذا الموسم كلا من «الحميص» الجاهز والقريوش ومختلف حلويات رمضان خاصة المعسلة.تنوع في العرض سجلناه بفضاءات تجارية الكبرى، أين تتوفر أطعمة منزلية الصنع تعرف إقبالا، حيث قالت مسؤولة عن صندوق الدفع مركز تجاري، إن التعامل مع ربات البيوت لضمان بعض الأطعمة الجاهزة صار كبيرا، خصوصا ما تعلق بتوفير الحلويات و « الكسرة أو المطلوع» و الحميص و المعجنات، وأوضحت إن الموظفات يشكلن فئة واسعة من زبوناتهن.                                              إيمان زياري

الرجوع إلى الأعلى