وقّع وزير التربية الوطنية، محمد صغير سعداوي، مع وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أمس، على اتفاق تعاون لاستثمار أوقات الفراغ في أنشطة هادفة، عبر تسخير الفضاءات التابعة لقطاع التربية الوطنية لصالح وزارة الشباب لممارسة عدة أنشطة ترفيهية في إطار تكريس التربية التكاملية بين القطاعين.
وأوضح محمد صغير سعداوي بالمناسبة بأن الاتفاقية بين القطاعين ترمي إلى تكريس التعاون بين وزارتي التربية الوطنية والشباب للتكفل بالتلاميذ خارج أسوار المؤسسات التعليمية، بما يترجم المعنى الحقيقي للتربية التكاملية، من خلال مساهمة وزارة التربية بتسخير عدد من المؤسسات التعليمية ووضعها تحت تصرف وزارة الشباب لممارسة عدة أنشطة تكمل الجانب التربوي.
وأكد سعداوي بأن الاتفاقية تحمل بعدا وطنيا عميقا وهي تتضمن إعداد برامج هادفة تحقق الاستمرارية للعملية التربوية في بيئة آمنة ومناسبة، موضحا بأن الاتفاقية الموقع عليها مع قطاع الشباب ستساهم في ضمان فضاءات آمنة للتلاميذ لممارسة عدة أنشطة ترفيهية بعد مغادرة الأقسام، من أجل تنشئتهم في ظروف ملائمة، ودعمهم تربويا ونفسيا.
وأضاف المتدخل بأن الاتفاقية تم إدراجها حيز التنفيذ، من خلال الشروع في تجهيز الهياكل التابعة لقطاع التربية بالوسائل اللازمة، مع ضبط البرامج التي ستوجه لفئة التلاميذ خلال فترات الراحة والعطل، بما يحقق التأطير الملائم لهذه الشريحة الحساسة من المجتمع بعد خروجها في عطلة، مضيفا بأن قطاعه سيعمل بدوره على التجسيد الحرفي للاتفاقية من خلال ضمان فضاءات رسمية تسمح للتلاميذ بالقيام بأنشطة مختلفة تكمل الجانب التربوي، وتتيح لهم فرصة الانخراط في نوادي متنوعة ثقافية فنية بيئية وغيرها.
ويرمي هذا البرنامج الطموح إلى تنمية مهارات التلاميذ وتعزيز قناعاتهم وقيمهم الوطنية، كما سيسمح لفئة المتفوقين والمتميزين من التلاميذ من الالتحاق بالمخيمات الصيفية لقضاء العطلة، وقد دعا في هذا السياق وزير التربية الأولياء إلى تسجيل أبنائهم في النوادي الشبانية التي توفر أنشطة متنوعة إلى جانب المرافقة البيداغوجية المدروسة.إذ يمكن للآباء الاطلاع على مضمون البرامج التي تم إعدادها بالتنسيق مع وزارة الشباب لصالح فئة التلاميذ، إلى جانب المشاركة في الأنشطة الترفيهية والمعرفية المتنوعة الموجهة لفئة المتمدرسين لمختلف الأطوار التعليمية الذين يستعدون لإتمام المواسم الدراسية باجتياز آخر الاختبارات الفصلية. وأفاد من جهته وزير الشباب المكلف بالمجلس الأعلى للشباب مصطفى حيداوي بأن الاتفاقية تندرج ضمن توصيات رئيس الجمهورية لتعزيز دور المؤسسات الشبانية ورفع مستوى جاهزيتها لاستقبال التلاميذ خارج أوقات الدراسة، مؤكدا من جانبه الانطلاق في تنفيذ برنامج العمل مع وزارة التربية الوطنية لاستغلال الفضاءات التي يحوز عليها القطاعان لتنشيط التلاميذ وترفيههم، سيما طلبة الطور الثانوي، عبر وضع عدة أجهزة وبرامج متنوعة تعزز مهارات التلميذ، وتشجعهم على التفوق المدرسي. وقال وزير الشباب إن الجهود القائمة سمحت بتعزيز التعاون بين وزارتي التربية والشباب، وأدت إلى تحقيق عدة نتائج إيجابية لفائدة شريحة المتمدرسين، من بينها تخصيص مخيمات صيفية لاستقبال حوالي 32 ألف تلميذ خلال العطلة السنوية، 20 بالمائة منهم من فئة المتفوقين.كما ينتظر أن يتم فتح أزيد من 2666 مؤسسة تربوية للقيام بأنشطة شبانية في مختلف الأطوار التعليمية في إطار تنظيمي محكم، وبحسب وزير الشباب فإن التعاون بين القطاعات الوزارية يهدف إلى تنمية قدرات التلاميذ وتحقيق التوازن بين المسار الدراسي والنشاط الترفيهي المؤطر، من أجل بناء شخصية متوازنة مندمجة مع محيطها الاجتماعي والمؤسساتي. وسبق للقطاعين التوقيع على اتفاقية ذات بعد تربوي ومعرفي لتعزيز التأهيل المعرفي، وتنمية المهارات الحياتية والقيادية للأطفال والمراهقين من أجل مساعدتهم على مواكبة التحولات المتسارعة في شتى المجالات، وحمايتهم من مختلف الأخطار عبر استثمار أوقات الفراغ في أنشطة هادفة. لطيفة بلحاج