حقق المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة، فوزا مهما ومستحقا على نظيره التونسي بهدفين دون رد، عشية أمس الأول، في ختام الدورة الودية الدولية التي احتضنها ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، ليُتوج شبان الخضر بلقب الدورة عن جدارة واستحقاق، بعد انتصار سابق على منتخب موريتانيا بهدف دون رد، ليجمع أشبال المدرب أمين غيموز العلامة الكاملة دون أن تهتز شباكهم.
وجاء الأداء المقدم أمام «نسور قرطاج» لافتا من مختلف النواحي، ليس فقط من حيث النتيجة الفنية، بل أيضا من حيث المستوى الفني والانضباط التكتيكي الذي ميّز تحركات اللاعبين طيلة اللقاء، حيث فرض أشبال المدرب الجديد أمين غيموز نسقا مرتفعا منذ الدقائق الأولى، أربكوا به الدفاع التونسي، إلى أن نجح القائد محمود نوبلي في افتتاح باب التسجيل برأسية محكمة في الدقيقة 22، قبل أن يضيف بلال داو الهدف الثاني بتسديدة رائعة في الدقيقة 55، مُؤمنا فوزا مستحقا ومُقنعا.
ولم تقتصر المكاسب على الجانب الفني فحسب، بل امتدت لتشمل الصورة العامة التي قدمها المنتخب الوطني، والتي تُظهر ملامح مشروع رياضي طموح، يقوده المدرب الجديد أمين غيموز، الذي شرع منذ توليه المهمة في إعادة بناء الفريق على أسس حديثة، من خلال اعتماد إستراتيجية تقوم على التنوع في تركيبة الفريق، حيث ضم إلى تشكيلته عددا من خريجي المدارس الأوروبية، وقد برز بعض هؤلاء بشكل جيد خلال الدورة، مؤكدين أنهم يُشكلون إضافة حقيقية لمجموعة شابة تسعى لاستعادة الثقة، بعد إخفاق سابق في التأهل لنهائيات كأس أمم إفريقيا.
غيموز، المعروف بدقته في التفاصيل، أولى اهتماما واضحا للجانب التكتيكي والانضباط الدفاعي، وهو ما تجلى في حفاظ المنتخب على نظافة شباكه في مواجهتين متتاليتين أمام منافسين مختلفي الأسلوب، كما ركز على خلق انسجام داخل المجموعة من خلال تنظيم معسكرات دورية، وجعل اللاعبين يعيشون أجواء المنافسة، حتى وإن كانت ودية، وهو ما يعتبر خطوة ذكية على درب التحضير للاستحقاقات المقبلة، وأهمها تصفيات كأس إفريقيا 2025 للفئة ذاتها.
وبدأت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، تجني ثمار إستراتيجيتها المعتمدة على التكوين، ومنح الفرص للاعبين الصغار للاحتكاك دوليا، ضمن رؤية مستقبلية لتأسيس جيل تنافسي قادر على رفع راية الجزائر قاريا.
ومما لا شك فيه، هو أن أداء المنتخب الوطني لأقل من 17 سنة في دورة البليدة لم يكن مجرد فوزين في منافسة ودية، بل رسالة قوية تؤكد أن هذا الجيل الجديد يمتلك من الإمكانيات والطموح، ما يؤهله ليكون رقما صعبا في المستقبل، إذا ما تواصل العمل بنفس الروح والانضباط.
سمير. ك
