اتخذ المكتب الفيدرالي قرارات جريئة وصارمة تهدف إلى تعزيز أمن الجماهير، وضمان سلامتهم داخل الملاعب، عقب الحادثة الأليمة التي هزت الوسط الرياضي يوم 21 جوان الماضي بملعب 5 جويلية، والتي أودت بحياة أربعة مشجعين، وأسفرت عن إصابة أكثر من 80 آخرين خلال مباراة مولودية الجزائر ونجم مقرة في ختام البطولة المحلية.
القرارات التي وُصفت بأنها استثنائية، اتخذت خلال اجتماع المكتب الفيدرالي المنعقد أول أمس، بمقر الاتحادية بدالي إبراهيم، بإشراف من الرئيس وليد صادي، وشملت جملة من الإجراءات الاستثنائية التي ستدخل حيّز التنفيذ بداية من الموسم الكروي المقبل (2025-2026)، كخطوة استباقية، لمنع تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلا.
تقليص السعة الاستيعابية بنسبة 25 %
أبرز ما جاء في جملة القرارات المتخذة هو تقليص الطاقة الاستيعابية لكل الملاعب الجزائرية بنسبة 25 %، ما يعني تقليل عدد الجماهير المسموح لها بالدخول بشكل كبير، في إجراء احترازي يرمي إلى تخفيف الضغط على المنشآت الرياضية، وتسهيل التحكم في الجوانب التنظيمية والأمنية المحيطة بالمباريات، وهو إجراء سبق تطبيقه في دول مثل مصر وتونس، وأثبت نجاعته في تحسين ظروف حضور الجماهير.
فعلى سبيل المثال، ستتراجع سعة ملعب المجاهد الراحل حسين آيت أحمد بتيزي وزو من 50766 مشجعا إلى نحو 38074، بينما سيتحول ملعب نيلسون مانديلا من 40 ألف مقعد إلى 30 ألف، وهو نفس الإجراء الذي سُيطبق على ملعب ميلود هدفي بوهران، أما ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، فستنخفض طاقته الاستيعابية من 34000 إلى 25500 مشجع، في حين سيقتصر الحضور في ملعب حمام عمار بخنشلة على 7500 مشجع بدلا من 10 ألاف، وستنخفض سعة ملعب 20 أوت ببشار من 20 ألف إلى 15 ألف مشجع.
منع تنقل الجماهير والديربيات دون جمهور زائر
كما أعلنت الاتحادية الجزائرية لكرة القدم عن تمديد قرار منع تنقل أنصار الفرق إلى الملاعب المنافسة، خلال المباريات إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب من الموسم المقبل، مع إمكانية تمديده بحسب تطورات الوضع ودرجة الاحتقان بين الجماهير، وأكدت الفاف أن هذا الإجراء يهدف إلى تقليص المواجهات والاحتكاكات التي كثيرا ما تُسجل خارج الملاعب، وفي خطوة إضافية، تقرر أيضا خلال ذات الاجتماع، منع تنقل جماهير الفرق الزائرة، خلال مباريات الديربيات العاصمية، في محاولة للحد من التوتر الذي غالبا ما يرافق هذه المواجهات المحلية الحساسة.
تهيئة الملاعب ومراقبة مدى جاهزيتها الأمنية
وضمن مساعيها الحثيثة لتحسين ظروف الاستقبال والتنظيم، أعلنت الفاف عن إطلاق عملية متابعة دقيقة لتهيئة وتأهيل الملاعب في مختلف ولايات الوطن، بهدف ضمان جاهزيتها التقنية والأمنية لاحتضان المباريات وفق المعايير المعتمدة، مع التشديد على ضرورة مراقبة نقاط الدخول والخروج، وتوفير مخارج الطوارئ، وتعزيز التنسيق مع الأجهزة الأمنية.
وقد لاقت هذه القرارات تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أجمعت الغالبية من المتابعين على تزكية الخطوات المتخذة، ووصفتها بالضرورية والجريئة لحماية أرواح الأنصار، ومنح الرياضة الجزائرية صورة أكثر احترافية وانضباطا.
وتؤكد الفاف من خلال هذه الجملة من الإجراءات الصارمة والمشددة، أن سلامة المشجعين هي أولوية قصوى بالنسبة لها، وأنها لن تتردد في اتخاذ قرارات حازمة أخرى للسيطرة على الوضع التنظيمي داخل الملاعب، لتفادي المآسي، التي لطالما أرقت الكرة الجزائرية في السنوات الأخيرة
سمير. ك
