كتب التاريخ و الإصدارات الدينية تتصدر اهتمام زوار «سيلا»
 عرف اليوم الثاني من الصالون الجزائر الدولي للكتاب (سيلا) إقبالا معتبرا من الزوار الذين توافدوا على قصر المعارض بالصنوبر البحري منذ الساعات الأولى للافتتاح، حيث غصّت مختلف أجنحته بأعداد كبيرة وهائلة من المثقفين والشغوفين المتعطشين للإطلاع على جديد دور النشر واقتناء ما يحتاجونه من الكتب، بالإضافة لعديد العائلات، والتي انتهزت فرصة العطلة المدرسية حتى ترافق أبناءها لهذا الحدث الهام، وهو ما خلق حالة من الفوضى وموجة استياء كبيرة لدى زوار المعرض.
تستقطب دور النشر الجزائرية والأجنبية المشاركة في فعاليات الصالون الدولي للكتاب في طبعته الـ 23، اهتمام الزوار الباحثين عن كتب جديدة أو أخرى بأسعار مناسبة، خاصة مع التخفيضات التي أقرتها بعض دور النشر المشاركة سواء بالنسبة للكتب الدينية التي تلقى ككل سنة رواجا كبيرا، وتجلب إليها آلاف المهتمين، وكذا كتب الأطفال التي استقطبت اهتمام العائلات. إضافة إلى معروضات ديوان المطبوعات الجامعية ودور النشر المتخصصة في الكتاب التقني، الموجهة لفئة الطلبة بحثا عن مراجع و كتب تتعلق بدراساتهم، كما عرفت بعض دور النشر الأجنبية التي تعودت منذ سنوات على تقديم مؤلفات مختصة في الأدب الانجلو سكسوني إقبالا من قبل الباحثين عن تلك الكتب.
التوافد الكبير للعائلات التي انتهزت فرصة العطلة المدرسية حتى ترافق أبناءها لهذا الحدث الهام، وان أضفى نوعا من الحيوية على الصالون، إلا انه خلق نوعا من الفوضى، وهو ما اشتكى منه بعض زوار المعرض الباحثين عن كتب متخصصة، وقالت مسؤولة إحدى دور النشر، أن المطالعة وقراءة الكتب هو سلوك يجب حث الأطفال عليه، ولكن بطريقة حضارية، حتى لا يتحول المعرض إلى مهرجان بفعل غياب مراقبة أوليائهم وترك الحرية لهم في التجوال ولمس الكتب وفحصها.
للتاريخ نصيب في السيلا
وراهنت عدة دول نشر وطنية على الكتب التاريخية لاستقطاب اهتمام الزوار والباحثين، وكذا الطلبة، حيث سجل الصالون حضورا مميزا للكتب التي تناولت تاريخ الجزائر، وعرف اليوم الثاني من المعرض تواجد بعض الكتاب والروائيين على غرار رشيد بوجدرة الذي وقع على كتابه في طبعته العربية التي حملت عنوان «زناة التاريخ»، وقال بوجدرة بان الكتاب بمثابة رد على «الكتاب والمخرجين الذين عاثوا فسادا في تاريخ الجزائر وقدموا روايات مغلوطة».
كما قدمت دار “الشهاب” مجموعة من الكتب التاريخية على غرار “اقتصاد الجزائر المستعمرة 1830-1954” لأحمد هني وكذا “ثورة التحريرية الجزائرية في الروايات الفرنسية” لرشيد مختاري، إلى جانب عمل تحت عنوان “الحركة الأمازيغية في شمال إفريقيا: النخب، أشكال التعبير والتحديات” لناصر جابي، فضلا عن كتاب “الجيوسياسية: مفاهيم معالم ورهانات” لعبد العزيز جراد، وكذا مذكرات الجنرال المتقاعد خالد نزار من جزأين بعنوان “مسيرتي العسكرية” و”تسلسل سياسي” مترجمة إلى العربية، كما تقدم “الشهاب” كتاب لكريم يونس بعنوان ” قصص وشهادات الناشطين في الافلان بفرنسا”، كتاب “تاريخ الجزائر من المرونة إلى البحث عن الحداثة” لشمس الدين شيتور. إلى جانب أعمال أخرى منها باللغتين الفرنسية والعربية مثل العدو الحقيقي لباتريك روتمان، “الجزائر من الحرب إلى الذاكرة: باريس هل من مستقبل” لفلورونس بوجي، “سطو على مدينة الجزائر” لبيار بيان، “مهندسو الثورة” لعيسى كشودة، “معركة فرنسا: حرب الجزائر في فرنسا” للكاتبة ليندة عميري، حرب الجزائر”لمحمد حربي وبن جامين ستورا، “بومدين رجل ثورة 1954-1962” وغيرها من المؤلفات.
كما عرضت الوكالة الوطنية للنشر والإشهار، عدة كتب تاريخية مهمة، بعضها صدر حديثا وبعضها الآخر صدر في السنوات الأخيرة، على غرار كتاب “عبد الحفيظ بوالصوف” لشريف عبد الدايم، كتاب “المالغ القصة الكاملة” لكاتبها حاج عبد الرحمان براون، إلى جانب مؤلف”وداعا فيتنام أهلا يا جزائر” لمحمد عباس، “مؤتمر الصومام الفعل المؤسس بحلوه ومره” للهاشمي جيار، مؤلف “عمر الصغير أطفال لكنهم ثوار”، لسهيلة عميرات، “الجبهة الجنوبية لجيش التحرير الوطني بمالي” لعبد الله مقلاتي، “الجلادون 1830-1962” بوعلام نجادي، “الداي حسين” لمحمد ياحي، “17 أكتوبر 1961” لرابح محيوت، وكذا كتاب يقدمه محمد هواوة عنوانه “يمينة عوادي البطلة المنسية” وغيرها من المؤلفات التاريخية.
 إقبال على الكتب الدينية وكتب الطبخ والأطفال
وعلى غرار السنوات السابقة، سجل اقبال كبير من طرف الزوار على أجنحة الكتب الدينية، خاصة الأجنبية منها، ولم يقتصر اهتمام الزوار على كتب تتعلق بالسيرة أو منهاج السلف، بل تعدته إلى كتب معاصرة تناولت وضع الدول الإسلامية والأزمات التي عاشتها بعض الدول خاصة صعود «الفكر الداعشي» في العراق وسوريا. كما عرضت دور مصرية كتب وأبحاث حول الخطاب السياسي في العالم العربي، وبالأخص الخطاب الذي ميز الحركات الإسلامية للوصول إلى الحكم.
وتميز المعرض هذه المرة بإصدارات جديدة تناولت في مجملها مستجدات الحياة السياسية والدينية والاجتماعية والأفكار المعاصرة والتطرف، ودراسات أكاديمية لنقد وتحليل وتلخيص ما يحدث في العالم من وجهات نظر مختلفة. وخصصت عديد دور النشر العربية، من المغرب ومصر، أجنحة خاصة بكتاب الطفل سواء الدينية او الثقافية، من خلال مجموعات قصصية مبسطة عن التراث الإسلامي، تناولت حكايات عن الرسول والأنبياء والصحابة، إضافة إلى كتب مدرسة وأخرى شبه مدرسية استقطبت اهتمام العائلات. كما غصت أجنحة المعرض بكتب الطبخ التي نالت بدورها نصيب من اهتمام النساء.        
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى