رحلة خيالية  للملكة تينهنان أم التوارق باللهجة الشاوية
تفاعل مساء أمس عشاق المسرح بالعرض الشرفي لمسرحية تينهنان على ركح مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني، و ذلك على مدار ساعة و ربع.
المسرحية تحاكي باللهجة الشاوية  حياة الملكة تينهنان، و بعيدا عن السرد التاريخي عمل مخرج  و مصمم العرض  كريم بودشيش على تجسيد نص الكاتبة ليلى بن عائشة، بوصف خيالي محض لمسار حياتها منذ نشأتها و المكائد التي حيكت ضدها من قبل الرومان، من أجل اختطافها و تزويجها للملك و كيف استطاع والدها الملك مازيغ أن يتفطن لهذه المكيدة، فينجح في إخراجها من القصر، و من هنا تبدأ رحلتها الخيالية و كيف نجحت تينهنان الفتاة الجميلة و المدللة في  تجاوز قساوة الطبيعة، عبر سفر شاق عبر جبال الأطلس وصولا إلى أقصى الصحراء الجزائرية.
العرض الذي شارك في تقديمه عشرة ممثلين منهم أربعة نساء، قدم باللهجة الشاوية و عمد المخرج خلاله إلى التركيز على لغة الجسد من خلال الغناء و الرقص  لإيصال المعنى للمشاهد،  ما جعل الجمهور الذي حضر بقوة لمشاهدة المسرحية يتفاعل مع كل حوار تينهنان التي نجحت بعد هروبها من القصر لتنزل في النهاية على مشارف الحدود الجزائرية مع مالي و نيجر، و هنا قررت تأسيس مملكتها امتدادا لحكم والدها، لكنها اصطدمت بمشكل العرقيات، غير أن حكمتها و ما استلهمته من رحلتها الشاقة و المتعبة، مكنها من خلق توافق بين سكان المنطقة و تصبح أم التوارق على مر العصور. و على هامش العرض قال المخرج كريم بودشيش إن العمل كتب باللغتين العربية و الأمازيغية، لكن وقع الاختيار على النص الأمازيغي للعرض الشرفي، و قد عمد إلى اختيار ممثلين من خارج ولاية أم البواقي التي يحتضن مسرحها التحضيرات لكونه الجهة المنظمة، و هذا لإخراجه من الطابع الجهوي فأسند دور البطولة للممثلة و الراقصة زليخة طالبي من تيزي وزو، كما كان العمل فرصة لبعض الممثلين للتعلم و التمثيل باللهجة الشاوية لأول مرة على غرار الممثلة القسنطينية نجوى طارلي.                      هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى