عرض رقمي لكنوز المسكوكات بقصر مصطفى باشا بالعاصمة
تمكنت إدارة المتحف العمومي الوطني للزخرفة و المنمنمات و فن الخط بقصر مصطفى باشا بالجزائر العاصمة، من إدخال التكنولوجيا الرقمية و أحدث تقنيات العرض في أول معرض وطني يسلط الضوء على موضوع تطور الخطوط على المسكوكات.
و كشفت مديرة المتحف السيدة ركاب نجاة هجيرة، في تصريح خاص للنصر، أن المعرض الذي يأتي تزامنا و اختتام تظاهرة شهر التراث، خص بتنظيم انطلق من رقمنة مجموعات المسكوكات جرى عرضها عبر تقنيات رقمية أهمها، تقنية الهولوغرام   و ثلاثي الأبعاد، ليكون المتحف أول متحف جزائري يقوم بعرض في مجال التراث بهذه التقنية بتجهيزات جد متطورة.

و أكدت المتحدثة أن هذه التقنية ستكون متاحة لعامة الجمهور و طوال فترة المعرض التي تبقى مفتوحة و غير محددة بتاريخ معين، علما أنه قد تمت مراعاة جميع الفئات العمرية، إذ يمكن   استعمالها للإبحار في أسرار المسكوكات بالنسبة للراشدين، كما يمكن ذلك للأطفال، و هو ما اعتبرته نقطة من شأنها أن ترفع من  عدد زوار المعرض الذين قالت أنهم  أظهروا اهتماما كبيرا   في أيامه الأولى.
من جانبها أوضحت محافظة المعرض الدكتورة آسيا قشوش للنصر، أن التظاهرة التي جرى الاعتماد فيها على العرض الرقمي، حضرت فيها أيضا اللوحات على الجدران للمسكوكات، حيث تم إبراز ما تحمله  كل مسكوكة مع تاريخ الخط و العبارات و الشعارات المكتوبة فيها، أما الأجهزة المستخدمة، فهي ترتكز بالأساس على أجهزة الهولوغرام التي تمكن الزائر من مشاهدة المسكوكات المحفوظة بمتحف الآثار القديمة و التي يتعذر نقلها للمتحف، بعد أن تولى فريق مؤسسة تراث الجزائر بالتصوير الفوتوغراميتري التي يمثل رقمنة للمسكوكات، تحضيرا لعرضها بتقنية الهولوغرام.
أما عن الفترات التاريخية التي تناولها العرض، فأوضحت الدكتورة قشوش، بأنها تتعلق بمسكوكات الدولة العباسية، الأموية بالأندلس،  الأغالبة،  الفاطميين، المرابطين، الموحدين، الزيانيين و المارينيين، ثم الفترة العثمانية، تلتها مسكوكات الأمير عبر القادر و آخرها مسكوكات الدولة الجزائرية التي تمثلها عملة 10 دينار لخطاط الدولة الجزائرية الدكتور شريفي أحمد بن سعيد الذي كان ضيف شرف المعرض.
و بالإضافة إلى هذا، تحدثت محافظة المعرض عن معرض موازي لنماذج من الكنوز المحفوظة بمتحف الآثار القديمة لمجسمات أنجزها الفنان أحمد سعيدي، كما تم تخصيص قاعة العرض بتقنية الواقع المعزز أو ما يعرف بالزيارات الافتراضية المدمجة بتقنية «الديو»، حيث أنجزت نماذج لمتاحف تتم زيارتها بهذه التقنية.
أما عن فكرة إدماج التقنيات الرقمية في هذا العرض، فقد أرجعت الدكتورة قشوش ذلك لصغر حجم المتحف و  هو   قصر مصطفى باشا المتواجد بالقصبة السفلى، كما للجانب الأمني أيضا دور  في ذلك بالنظر لأنه من غير الممكن نقل تلك الكنوز الثمينة من التحف إلى القصر، ما دفع للبحث عن طرق بديلة لتقريب كل تلك الكنوز من عامة الجمهور.

و كشفت الدكتورة أن هذا المعرض سيكون متنقلا، حيث سيكون متحف الآثار القديمة ثاني محطة  ، ثم معهد الآثار، و منها القرض الشعبي الجزائري الذي كان الداعم المادي لإنجاز هذا العرض،   لكون هذا النوع من التكنولوجيا مكلفا، و هي النقطة التي  يسعى من خلالها  المنظمون لاستغلال التراث اقتصاديا.
كما قالت المتحدثة إن استغلال التكنولوجيا و هذه التجهيزات سيكون خلال المعارض المستقبلية للمتحف بالنظر لكونها تجهيزات أصبحت ملكا له، أما في ما يتعلق بالمعرض، فقد تم تسطير خارطة عمل للتنسيق مع بعض المتاحف مثل متحف سيرتا الغني بالكنوز و المسكوكات، و كذا متحف أحمد زابانا و متحف الخط الإسلامي بتلمسان، في انتظار محطات أخرى سواء كانت متاحف أو مؤسسات ثقافية أخرى عبر باقي ولايات الوطن.
إ.زياري 

الرجوع إلى الأعلى