شهدت سنة 2019 العديد من الحوادث المأساوية في الجزائر، على غرار حادث وفاة التلميذ عبد الحق بوقرشي، صاحب 11 عاما،  الذي قضى نحبه في حادث انهيار جدار دورة المياه داخل إكمالية الشهيد علي زرماني ببلدية بوعنداس، شمال ولاية سطيف.
الحادث وقع يوم 5 أكتوبر الفارط في حدود العاشرة صباحا، و هو موعد استراحة التلاميذ بين الحصص التعليمية بإكمالية الشهيد علي زرماني ، حيث تهاوى جدار دورة المياه بشكل مفاجئ، ما أدى إلى وفاة  التلميذ عبد الحق و إصابة زملائه بجروح، بينهم ثلاث حالات حرجة.
على خلفية الحادث المأساوي بعث وزير التربية رسالة تعزية إلى أسرة التلميذ المتوفي، كما قرر فتح تحقيق معمق حول ملابسات القضية و المتسببين فيها، متوعدا بمحاسبتهم، خاصة و أن جمعية أولياء التلاميذ لمتوسطة علي زرماني ببوعنداس قد وجهت مراسلة إلى مديرية التربية لولاية سطيف في 7 سبتمبر الماضي، حذرت فيها من وقوع كارثة قد يتسبب فيها الجدار الخارجي للمتوسطة، مطالبة بإصلاحه قبل وقوع أي حادث، فيما أكدت بدورها إدارة المتوسطة أنها  راسلت مديرية التربية عدة مرات بخصوص الجدار، لكن دون أن تتخذ الجهات المعنية أية إجراء .
في حين قاطع تلاميذ عدد من المدارس الدراسة لعدة أيام، للتعبير عن حزنهم و احتجاجهم و تنديدهم بما لحق بزميلهم الذي راح ضحية استهتار و سوء التسيير، مطالبين الوزارة بالتدخل الفوري لوضع حد لهذه الحوادث التي باتت تهدد سلامتهم و حياتهم داخل المؤسسات التعليمية، بسبب تقاعس المدراء و إهمال أشغال البناء و الترميم بها.
جدير بالذكر أن هذا الحادث هو الثاني في غضون شهر، بعد حادث سقوط جدار فناء على تلميذتين بمنطقة البليدة،  و قد أكدت وزارة الداخلية استئنافها للبرنامج الوطني لتهيئة المؤسسات التعليمية التي تعرف بناياتها وضعيات مزرية و الذي انطلق سنة 2018  و يتواصل على مدار ثلاثة سنوات، و شمل في بدايته 10 آلاف مدرسة، من أصل 19 مدرسة منتشرة عبر كل ولايات الوطن ، بقي منها 9 آلاف تنتظر الترميم و التهيئة.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى