إنقاذ ساعة شمسية من الإهمال بوسط مدينة سعيدة
  تعد الساعة الشمسية التي تتوسط مدينة سعيدة ، من بين أهم المعالم الأثرية التي خضعت مؤخرا إلى عملية الترميم ، فهي ساعة يضبط من خلالها أبناء المنطقة عقارب ساعاتهم الإلكترونية .
«المزولة» أو الساعة الحائطية ، يعود تاريخ إنجازها الى ثلاثينات القرن الماضي، و تعد من بين أشهر المعالم التي يفتخر بها سكان المنطقة ، حيث تمكن فريق من الباحثين يتقدمهم البرفيسور مصطفى فيلاح من جامعة الجزائر، في غضون الصائفة الماضية ، من إعادتها إلى نشاطها الطبيعي من خلال ترميم وتأهيل و صيانة هذه الساعة و هي عبارة عن خطوط و نقاط فلكية رسمت على صفيحة عريضة يتم تحديد الوقت من طول ظلها الناتج عن أشعة الشمس، وهي أداة نهارية كان الكثير من مواطني المنطقة، خصوصا قبل انتشار الساعات الإلكترونية، يقول الشيخ علال  ، يلجأون إليها لتحديد الوقت .
و بمرور الوقت تعرضت الساعة الحائطية أو " المزولة " إلى الإهمال و التشويه البشري إلى جانب عوامل الطقس ، وبالتالي ، كما قال المتحدث، فقدت خاصيتها رغم النداءات المتكررة لإنقاذ هذا المعلم الأثري الذي لقي استجابة من طرف الغيورين على التراث .
عملية الترميم و الصيانة، كما أكد أحد التجار المحاذين للموقع ، استغرقت حوالي 10 أيام ، وعادت الساعة الشمسية إلى نشاطها ، و بقيت تثير فضول  و إعجاب زوار المدينة ، كما أنها نقطة وملتقى الجميع تحدد، حسب محدثنا، المواعيد وعلى أساسها يضبط التوقيت .
الساعة الشمسية التي أنشأها ،حسب الوسم، الدكتور ريم مارسال في سنة 1935 على صفيحة رخامية مستطيلة الشكل، تتوسطها كتلة من نفس المادة بشكل أفقي بشكل زاوية قائمة مع سطح الساعة ، تخلد هذا الانجاز الرائع الذي يعود أولى تصاميمه إلى ثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد.
  و تشير الدراسات التاريخية ، أن ولاية سعيدة تنفرد بها على مستوى المغرب العربي و تعتبر الثانية في إفريقيا . كما أن الساعة الشمسية هي أول ساعة اخترعها الإنسان فقد كتب عنها العالم الخوارزمي وكان العرب المسلمون يستخدمونها لتحديد أوقات الصلاة ، فهي تعتمد على الشمس و زاوية انحرافها عن الأفق، أي أن مبدأها يعتمد على الزوايا ، عوضاً عن الساعة والدقائق والثواني.                       هشام ج

الرجوع إلى الأعلى