المصور الصحفي بن حليمة عبد الكريم يوارى الثرى بوهران
شيع أمس بعد صلاة العصر، المصور الصحفي بن حليمة عبد الكريم إلى مثواه الأخير بمقبرة العين البيضاء بوهران، بعد  فقدانه في البحر منذ أسبوعين، حيث تم مساء أول أمس السبت انتشال جثته بعد أن لفظتها أمواج البحر قرب منطقة كناستيل ، وتم تحديد هويته بعد إجراء تحاليل الحمض النووي كما تعرفت عليه عائلته.
فبعد انتظار دام 14 يوما، لفظت أمواج البحر مساء السبت جثة المصور الصحفي بن حليمة عبد الكريم الذي جرفته   الأمواج قبل أسبوعين من منطقة الصخرة العجوز بالمرسى الكبير، أين كان في نزهة لممارسة هواية الصيد، لتوصله إلى منطقة كناستيل ببئر الجير على بعد حوالي 30 كم، أين انتهت حياته التي عاش منها ما يناهز 38 سنة، قضى منها حوالي 13 سنة في مجال التصوير الصحفي وكان يعمل في الجريدة الناطقة باللغة الفرنسية «لوكوتيديان دوران».
كريم متزوج وأب لطفلة، وله عدة هوايات منها الغطس في الأعماق والصيد ويوم جرفته الأمواج العاتية إثر التقلبات الجوية التي تسود البلاد منذ حوالي شهر، كان كريم في نزهة صيد فوق الصخور وكان يهم بالمغادرة ويجمع عتاده حتى باغتته موجة عاتية جرفته للبحر، وبفضل خبرته بالغطس والسباحة، تمكن من السباحة قاصدا مكانا غير صخري للخروج منه، ولكن لم يصمد أمام هيجان البحر ليلتها، وبدأت رحلة البحث عنه منذ الساعات الأولى للإختفاء ، ليلتحق والي وهران مولود شريفي بعناصر الحماية المدنية مباشرة بعد عودته ساعتها من اليوم الدراسي للداخلية حول «الحراقة» بالعاصمة، وبعد إطلاعه على الوضع اتخذ إجراءات فورية منها، تنصيب خلية أزمة بمنطقة الصخرة العجوز مكان الحادث، وتسخير كل الإمكانيات للبحث عن المفقود، منها أكثر من 20 غطاسا من الحماية المدنية وإمكانيات الجيش الشعبي الوطني منها حراس السواحل ومروحيات وعناصر الدرك، ولكن لم يتم العثور على كريم، وبعد أيام التحق بعض الصيادين العارفين بخبايا المنطقة وآخرون من جمعيات بحرية قدموا عتادهم وخبرتهم لمساندة خلية الأزمة في عمليات البحث، ولكن مع مرور الوقت كانت التقلبات الجوية  سببا في توقيف عمليات البحث عند هيجان البحر و استئنافها عند تحسن الجو. ولفظت أمواج البحر بعد أيام من البحث، اللباس البحري وبعد المعدات التي كانت بحوزة المفقود و سترته التي كان يرتديها مما فسره بعض المختصين، بأن المفقود يكون قد تخلص من ثيابه عندما كان يواجه في الأمواج العاتية ليلة الحادث، فيما رجح آخرون بأنه يكون عالقا في مكان قريب تعذر الوصول إليه بسبب الاضطرابات الجوية التي تعرفها السواحل الغربية هذه الأيام.
وساد «السوسبانس» الأهل والأصدقاء خاصة وأن تلك التقلبات الجوية، سمحت بإخراج 4 جثت بالساحل الغربي منها لحراقة وأخرى مجهولة الهوية، ومع كل خبر للعثور على جثة يتجدد الاعتقاد أنها لكريم ، لغاية مساء السبت. كما أنه على مدار الأسبوعين عن فقدان كريم، صار موقع الصخرة العجوز أين نصبت خلية الأزمة، مقصدا للأهل والزملاء الصحفيين ليلا ونهارا، وكذا مقصدا لسكان المنطقة وحتى لسالكي طريق الكورنيش الذين يتوقفون للسؤال ومواساة العائلة، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه لغاية أن بعض المواطنين كانوا يتضامنون مع أعوان الحماية المدنية والدرك والأمن الذين كانوا مرابطين هناك، ويجلبون لهم القهوة والحلويات وحتى أطباق الكسكسي، خاصة وأن الجو تميز بالبرودة القاسية.
  بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى