بادر سكان لجنة قرية أذرار ناث قظيعة، في بلدية أغريب التابعة لدائرة أزفون، 60 كلم شمال تيزي وزو، بالتعاون مع جمعية أولياء التلاميذ لذات القرية، باقتناء حافلة للنقل المدرسي لأبنائهم الذين يدرسون في الطور الابتدائي، بإمكانياتهم الخاصة و تبرعات السكان، كما سيقومون بتخصيص راتب شهري للسائق الذي سيقودها.
حسب أحد أعضاء لجنة قرية «أذرار ناث قظيعة»، فإن المدرسة الابتدائية تقع خارج القرية في مكان شبه معزول، على بعد حوالي كيلومترين، وكان أبناؤهم يعانون من مشكل انعدام النقل المدرسي منذ سنوات و تكبدوا متاعب جمة في التنقل و العودة من مؤسستهم التعليمية، لاسيما في فصل الشتاء أين يكون النهار قصيرا و يسدل الظلام ستائره باكرا.
علما أن المنطقة معروفة بالعواصف الثلجية التي لا تفارقها طيلة ثلاثة أشهر مع الانخفاض الشديد لدرجات الحرارة، وهو ما يجبر التلاميذ على الانقطاع عن الدراسة و البقاء في بيوتهم لعدة أيام، خاصة وأنه لا توجد وسيلة نقل تنقلهم إلى المدرسة و تتكفل بإرجاعهم إلى القرية في المساء .
 وأضاف المتحدث، أنه ومنذ ميلاد جمعية أولياء التلاميذ لذات القرية قبل أربع سنوات، فكّر أعضاؤها في كراء حافلة أحد الخواص لتتكفل بنقل أبنائهم من القرية إلى المدرسة و تخفف عنهم عبء التنقلات اليومية سيرا على الأقدام، إلاّ أنه وطيلة تلك المدة لاحظ الجميع أنهم يصرفون أموالا معتبرة في الكراء والحافلة ليست ملكهم.
و ذكر أنهم فكروا في طريقة أخرى لتقليص مصاريف الكراء، و قرروا شراء حافلة بإمكانياتهم الخاصة لتضمن لهم النقل المدرسي، و قام أعضاء لجنة القرية، بالتنسيق مع جمعية أولياء التلاميذ، بإطلاق حملة لجمع التبرعات و شارك في العملية التضامنية جميع السكان الذين رحبوا بالمبادرة، وبعد فترة وجيزة تمكنوا من جمع مبلغ 665 مليون سنتيم وهو ثمن الحافلة التي تم اقتناؤها من نوع «هيونداي» وتضم 28 مقعدا.وأوضح  المتحدث، أنّ لجنة القرية ستخصص راتبا شهريا للسائق الذي سيتكفل بقيادة الحافلة، مشيرا إلى أنّ هذه المبادرة الفريدة من نوعها استحسنها الجميع، لأنها ستريح أبناءهم من العناء اليومي والمشقة التي يتحملونها عند تنقلهم إلى المدرسة وعودتهم منها في المساء ، كما ستجنبهم مشكل الغيابات والتأخر، لاسيما في موسم البرد والثلوج و سيستثمرون أموالهم التي كانوا يدفعونها لكراء حافلات الخواص لإنجاز مشاريع ذات منفعة عامة في القرية.               
 سامية إخليف   

الرجوع إلى الأعلى