دعا أمس المشاركون في الملتقى الوطني الرابع حول  «المزايا الطبية لأسماك المياه العذبة و السمك ـ الطبيب، المنظم في قسنطينة»، إلى  سن قوانين و آليات تشريعية لتنظيم الاستثمار في هذا النوع من السمك الذي لا يزال متأخرا كثيرا في الجزائر،  و فتح التكوين للراغبين في اقتحام هذا المجال، من خلال استقطاب تجارب  دول رائدة، ما سيقلص من فاتورة استيراد  أدوية و علاجات بعض الأمراض الجلدية، و كذا دفع عجلة السياحة العلاجية في الجزائر التي تحقق مداخيل كبيرة في عديد الدول، و تساهم بشكل  كبير في دعم اقتصاداتها.
من جهتها ، أكدت  السيدة  منيرة سديري، رئيسة  جمعية الكوكب الأزرق لحماية البيئة و تهيئة الإقليم لولاية قالمة، الجهة المنظمة للملتقى،  أن الجزائر لا تزال متأخرة في هذا المجال،  بالنظر إلى تكلفة الاستثمار الذي  يتطلب دعما و مرافقة من قبل الدولة، مضيفة أن العمل حاليا منصب على نشر هذه الثقافة، لتشجيع المستثمرين،  مع رفع العراقيل و المشاكل ، التي حالت دون  تطور هذه الشعبة، إلى الهيئات العليا من خلال صياغة جملة من التوصيات و رفعها للوزارة الوصية لأخذها بعين الاعتبار،  مضيفة أن هذا العلاج منتشر منذ ستينيات القرن الماضي في دول شرق و جنوب آسيا ، و هو مخصص لعديد  الأمراض كالإيكزيما و الصدفية و تنظيف الجلد و إزالة البقع و الوحمات،  كما أنه يجنب المريض مخاطر استخدام الأدوية الكيميائية، و يعتبر تحدي لبعض الأمراض الجلدية المستعصية التي تتطلب جرعات زائدة من المواد الكيميائية التي تخلف آثار سلبية.
 و أكد الطبيب البيطري صلاح الدين أوذاينية، طبيب بيطري بمديرية الصيد البحري لولاية قالمة، و أستاذ بكلية علم البحار بجامعة عنابة ، أن المناخ الجزائري يناسب كثيرا تربية هذا  النوع من الأسماك ذات الاستخدام الطبي و التجميلي ، رغم أن موطنها الأصلي في قارة آسيا ، كتايلندا و أندونيسيا و كذا تركيا.
لقد أثبتت التجارب المحدودة  التي أجريت في الجزائر، أنه  يمكن تربية هذا السمك  في الجزائر،  خاصة في ولايات الجنوب، لأنها  قادرة على العيش في دراجات حرارة مرتفعة، على غرار سمك البلطي الذي يستخدم في علاج الحروق و الكثير من الأمراض الجلدية ، و في حال استغلاله في الجزائر، سيوفر 75 بالمئة من تكاليف استيراد  العلاجات الخاصة بالحروق، و أعرب البيطري عن أسفه لغياب الاهتمام بهذا الجانب العلاجي للأسماك ،  مع نقص كبير في المختصين و المهتمين بهذه الشعبة، التي تحقق من ورائها تركيا مثلا، 3 ملايير دولار سنويا ، من مداخيل السياحة العلاجية .
و خصص هذا الملتقى الرابع من نوعه في الجزائر، لعرض تجربة تربية سمك «الجارا روفا «  في مركز « السمك الطبيب» ، بالجزائر العاصمة ، و هي التجربة الوحيدة في الجزائر منذ سنة 2015.
و قال صاحب المركز يزيد مسكيني، أن  تجربته مع السمك الطبيب، بدأت في مجال التجميل، و هو حاليا يمون عددا من مراكز التجميل و بعض المركبات الحموية، لكنها تبقى محدودة ، رغم انتشار هذه الثقافة لدى المواطن الجزائري، و سيشرع في استخدام هذا السمك للعلاج الطبي، نظرا لقدرته الكبيرة على علاج  بعض الأمراض الجلدية، في مقدمتها الصدفية و الإيكزيما، حيث يمنع تفاقمها و انتشارها في  الجسم.
و يستطيع هذا النوع من السمك المتواجد بكثرة في تركيا ، إزالة الجلد الميت و تخليص الجسم من الفطريات و إفراز صبغة معينة على المناطق المصابة، دون إحداث أي ألم، فيما يبقى الإشكال المطروح، حسب المتحدث، هو عزوف المستثمرين عن هذا المجال، بسبب نقص المعلومة و التكوين، خاصة أصحاب المنتجعات و المركبات الحموية التي تعتبر المكان الأفضل لاستخدام هذه الأسماك العلاجية، كما أكد.                                    هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى