تعيش الجالية الجزائرية بالمهجر، ظروفا صعبة منذ اجتياح وباء كورنا لأغلب دول العالم و خاصة منطقة أوروبا، أين تتواجد أعداد كبيرة من الجزائريين هناك و قد أصبحوا اليوم في قلب الجائحة المدمرة، بعيدا عن الأهل و الوطن.
النصر اتصلت، أمس الأربعاء، بالنائب عبد الحكيم دحمون، ممثل الجالية الجزائرية بالمنطقة الرابعة، التي تضم كل من أوروبا ماعدا فرنسا و أمريكا الشمالية، لمتابعة الوضع و الإطلاع على حياة الجزائريين هناك في ظل إجراءات الحجر الصحي و مخاطر الوباء و توقف حركة تنقل الأشخاص و تفاقم الوضع المادي للكثير من الأسر الجزائرية.
يقول، عبد الحكيم دحمون، بأنه و في ظل تفشي فيروس كورونا و في ظل الإجراءات الصحية التي قامت بها الدول الأوروبية من حجر و في بعض الأحيان إلزامية الساكنة المكوث في البيت، من أجل الحد من انتشار هذه الجائحة و بعد غلق معظم الممثليات الدبلوماسية الجزائرية الموجودة عبر العالم، كان لزاما علينا كممثلين للجالية الجزائرية بالمهجر العمل و التنسيق مع بعض الممثليات الدبلوماسية و بعض الجمعيات الخيرية الجزائرية، من أجل إيجاد صيغ جديدة للعمل على مساعدة كل الجزائريين، سواء العالقين في المطارات الدولية أو الجالية المقيمة بصفة عامة .
و في هذا الصدد، يضيف عبد الحكيم، بأنه يتعاون مع هذه الجمعيات بوضع أفواج عمل كل واحد  مكلف بمهمة و رغم محدودية التحرك الميداني، إلا أن الجهود المبذولة سمحت بتوصيل المساعدات سواء كانت مادية أو غذائية، إلى هؤلاء الأشخاص العالقين بالمطارات.
و أكد ممثل الجالية الجزائرية، على أنه يسعى جاهدا للتنسيق مع القنصليات الجزائرية لنقل الجثمانين إلى أرض الوطن، لكن في ظل الظروف الصعبة التي يشهدها العالم، فإن الخيار الوحيد المتاح اليوم، هو دفن الموتى الجزائريين في المقابر المخصصة للمسلمين. .
و قال المتحدث، بأنه تم إلغاء كل تظاهرات الجالية في المهجر، سواء كانت رياضية أو ثقافية إلى مواعد لاحقة و أصبح كل الاهتمام منصبا اليوم على الاطمئنان على جاليتنا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، من خلالها نقوم بجمع المال و تسديد بعض الفواتير متى أتيحت لنا الفرصة. و أشاد عبد الحكيم دحمون، بالدور الكبير الذي قام به بعض القناصلة الجزائريين لإعادة الجزائريين العالقين إلى أرض الوطن.
و بخصوص الحياة اليومية للجالية الجزائرية في أوروبا و أمريكا الشمالية، في ظل الوضع الصحي الخطير الذي تشهده دول العالم، أوضح المتحدث بأن المواطن الجزائري في أرض الغربة، يعيش يوميات صعبة يطبعها الترقب و الحذر و إلزامية المكوث في البيت و هذا إلى أجل غير محدد، مؤكدا على أن الجزائري المقيم في الخارج، دائما يكون قلبه متعلقا بوطنه الأم الجزائر  و في هذا الشأن، فإننا يقول عبد الحكيم، نقوم حاليا بالتعاون مع بعض الجمعيات الجزائرية المحترمة و النزيهة بالخارج، بحملة تبرع ستكون هي الأكبر خارج الوطن، من أجل مساعدة الوطن، مضيفا بأنه لم ير مثل هذا التلاحم و التضامن مثل الذي يراه اليوم من طرف الجزائريين في الخارج.
و تحدث ممثل الجالية الجزائرية، على حالة مواطن جزائري مسن، علق في مطار برلين و كانت حالته المادية و الصحية سيئة للغاية و كان في حاجة إلى عملية جراحية مستعجلة قيمتها المالية تقدر بنحو 7 آلاف أورو، حيث قام الجزائريون بجمعها في ظرف قياسي لا يتعدى اليوميين.
و أضاف بأن هناك أمثلة و مواقف كثيرة قام بها الجزائريون بأرض الغربة، لمد يد المساعدة كلما دعت الضرورة لذلك و الوقوف إلى جانب الجزائريين الذين يواجهون صعوبات خارج أرض الوطن.
و عبر عبد الحكيم دحمون، عن تقديره للشعب الجزائري الذي رسم صورا جميلة من التضامن، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به الجمعيات الخيرية الجزائرية بالمهجر، في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن و كل دول العالم.    
فريد.غ

الرجوع إلى الأعلى