شهدت العديد من الأحياء بقسنطنية، صبيحة أول أيام العيد، خروج العشرات من المواطنين بينهم أطفال للاحتفال بشكل طبيعي بالمناسبة رغم كل التحذيرات و تشديد إجراءات الردع لمنع كسر الحجر الصحي.
صور مواطنين وهم يتجمعون على موائد ضيافة أعدها بعضهم عند مداخل العمارات بعدد من الأحياء و المناطق على غرار زواغي و الخروب و وحدات المدينة الجديدة علي منجلي، انتشرت بكثرة على مواقع التواصل الاجتماعي، و بالرغم من أن من نشروها قصدوا التعبير عن سعادتهم بالعيد و بأجوائه، إلا أن هذا السلوك أثار امتعاض الكثيرين، ممن اعتبروا ذلك استخفافا بخطورة الوضع و تحد لقوانين الحجر، التي يضغط آخرون على أنفسهم و على عائلاتهم لأجل احترامها و الالتزام بها، في إطار الوقاية و سعيا لأجل تسريع وتيرة احتواء عدوى كورونا المتفشية بشكل كبير في قسنطينة.
 وقد حملت بعض التعليقات على الصور، أصحابها مسؤولية ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس في الولاية التي أحصت خلال أول 24 ساعة من عيد الفطر 28 إصابة جديدة، وقال مواطنون بأن الاحتفال في المنزل لا يفقد العيد خصوصيته، بدليل أن عائلات عديدة استطاعت أن تخلق أجواء سعيدة دون مغادرة منازلها، في حين كان آخرون أنانيين لدرجة المخاطرة بالخروج، و تحويل مداخل العمارات إلى ما يشبه المقاهي الشعبية، أين تجمع سكان  الأحياء حول موائد عامرة بالحلويات طيلة ساعات الصبيحة الأولى للمناسبة، وهو أمر يتنافى حسب البعض، مع تعاليم ديننا الذي يحرم على الإنسان تعريض حياته و حياة الآخرين للخطر، وقد أوضح إمام مسجد الاستقلال بقسنطينة، الشيخ ياسين سوالمي، للنصر، حكم الشرع في ما يتعلق بكسر الحجر و الإخلال بإجراءات الوقاية و السلامة، مشيرا إلى أن  عدم احترام القوانين و المخاطرة بحياة الآخرين، مخالفة لشرع الله، مذكرا  بقاعدة واضحة مفادها أن  «لا ضرر ولا ضرار»، بمعنى أنه لا يحق للإنسان أن يضر نفسه أو يضر الآخرين، و الحفاظ على النفس يعتبر من أسس الدين، وعليه يتعين على المسلم أن يلتزم كما قال، بالإجراءات التي يقرها الحاكم في ما يتعلق بالمصلحة العامة، لأنها نتاج عن اجتهادات يتفق عليها أهل العلم و أهل الدين على حد سواء، كما أن التسليم بقضاء الله و قدره، لا يلغي واجب الأخذ بالأسباب، لأن في ذلك اتقاء للمصائب، و الالتزام بإجراءات الحجر، يعد واجبا في كل الظروف و المناسبات، بدليل أن الصلاة في المساجد قد علقت من أجل الصالح العام ، والأهم من الاحتفال، حسبه، الرجوع الى الله و التضرع إليه، لكي يرفع عنا الابتلاء، وقد نهانا الله تعالى عن إلحاق الأذى بأنفسنا في قوله الكريم « و لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة».
ولعل أكثر ما أثار الحفيظة خلال يومي العيد، هو تخلي مواطنين عن الإجراءات الوقائية بما في ذلك ارتداء الكمامات و الأقنعة الواقية، ناهيك عن الإخلال بشروط التباعد الاجتماعي، فالكثيرون تواجدوا في الأحياء دون أية حواجز و تصافحوا و تبادلوا الأحضان، كما أن الأطفال تواجدوا بشكل كبير في الشوارع دون حماية أيضا و احتكوا بدورهم بغيرهم من الأشخاص، ما دفع البعض للتساؤل عن سبب استقالة الأسرة و كيف سمح الأولياء لأبنائهم بمغادرة المنزل لأجل اللهو رغم خطورة الوضع الصحي.
 و أمام هذا التهاون، أبدى مواطنون مخاوفهم من انفجار العدوى، خصوصا مع عدم وجود أية تأكيدات أو دراسات تنفي احتمالية إصابة الأطفال بالعدوى، إذ سبق للدكتورة للمختصة في طب الأطفال بالمستشفى الجامعي بقسنطينة نور الهدى سالمي ، أن  أوضحت للنصر، من جانبها، أنه لا  وجود لدليل قاطع  على أن الأطفال غير معنيين بالإصابة ، فحسب الإحصائيات العالمية هناك عدد معتبر من الإصابات بين الأطفال عبر العالم  ، و قد تصل لديهم الحالة إلى مراحل معقدة و تستلزم  الإنعاش و قد تسبب العدوى  الوفاة ،  كما أن  الصغار عند إصابتهم يشكلون خطرا كبيرا على أهاليهم لأن أجسامهم تكون حاضنة  للفيروس رغم عدم ظهور الأعراض عليهم ، و على الآباء التقيد بالحجر الكلي للأطفال  خلال هذه الفترة و عدم السماح لهم بالخروج نهائيا من المنزل.                        هـ/ ط

الرجوع إلى الأعلى