أكد المختص في الغدد الصماء و السكري، الدكتور ضياء الدين بواب، أن الكمامات ذات النوعية الرديئة، قد تكون من بين أسباب ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الجزائر.
قال المختص للنصر، أن عدد الإصابات المسجلة منذ أسابيع، و ارتفاع منحنى الوباء، راجع بالأساس إلى عدم احترام المواطنين لطرق الوقاية من الفيروس، من خلال  التجمعات و عدم الالتزام بالتباعد البدني، خاصة بعد الرفع  الجزئي للحجر بمختلف الولايات،  يضاف إليه سبب آخر، قد يكون الأخطر و يتمثل في  النوعية الرديئة للكمامات التي تباع في السوق و التي لا توفر الحماية نهائيا، حسب الطبيب، خاصة و أن فئات واسعة من المواطنين يلتزمون بوضعها، اعتقادا منهم أنها توفر لهم الحماية بشكل مطلق من المرض، إلا أنها قد تكون من بين أسباب انتشار المرض بين فئات واسعة من المجتمع.
  و أضاف المتحدث أن وزارة التجارة و الصناعة مطالبتان اليوم بأداء الدور المنوط بهما، من خلال مراقبة ما يتم إنتاجه من كمامات عبر إجراء تحاليل لهذه المنتجات، التي يفترض أن تطابق المعايير المنصوص عليها في دفتر الشروط.
لقد ساهمت الجائحة في فتح  هذا المجال على مصراعيه، فظهرت العشرات من ورشات خياطة الأقنعة، فيما حولت أخرى نشاطها المعتاد لمواكبة مجريات  الأزمة الوبائية، و هي نقطة إيجابية من حيث وفرة المنتوج المحلي، دون اللجوء إلى الاستيراد، بعدما كانت الكمامات في بداية الوباء سلعة نادرة جدا، لكن بالمقابل غاب عامل الجودة و ضعف عامل الرقابة، فحال ذلك دون التوصل إلى   منتوج محلي قادر على تحقيق الفعالية و الحماية للمواطنين من العدوى، فتحولت هذه الكمامات إلى مجرد إكسسوارات بلا فائدة ، بل أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على المواطنين، حسب الطبيب .
و ينصح الدكتور بواب بارتداء الكمامات الطبية المتكونة من ثلاث طبقات مصنوعة من مواد اصطناعية غير منسوجة، تسمح بالتنفس بشكل عادي، كما تكون ذات مقاييس مناسبة لوجه المستخدم، موضحا أن الطبقات الثلاث المصنوعة عادة من أقمشة طبية، يتوسط الطبقة السفلى و العلوية منها عازل،  ما يمنع انتقال الرذاذ الذي يكون مصدره  الفم أو  الأنف، بسبب السعال أو الكلام، من شخص إلى آخر.
  و أضاف المتحدث أن اقتناء الكمامات يجب أن يكون من الصيدليات، و هي ثلاثة أنواع عموما، ذات علامات طبية معينة، كما يفترض أن تحمل الكمامة بعض المعلومات كمكان التصنيع أو بلد المنشأ و المواد المستخدمة في تصنيعها و مدة صلاحيتها.
 و على المواطنين احترام الطرق الآمنة في و ضع هذه الأقنعة الواقية  التي يفترض أن تغطي الأنف و الفم و الذقن، و يجب  تنظيف الأيدي قبل ارتدائها و نزعها بطريقة آمنة، لكي لا تتحول إلى  وسط فيروسي، مع تجنب بعض الممارسات  الخاطئة و الشائعة في المجتمع، كوضع الكمامة أسفل الذقن أو حملها في اليد أو الجيب أو المعصم، ثم استعمالها عند الحاجة، و شدد المتحدث أنها ممارسات خاطئة، بل خطيرة جدا ، قد تساهم في انتقال العدوى.
فيما يحذر  المختص من غسل الكمامات بغرض استخدامها عدة مرات أخرى، ،  لأنها  تصبح غير فعالة، فالكمامات، كما قال، تفقد قدرتها على الوقاية و الحماية بزوال مدة صلاحيتها التي تقدر عادة ببضع ساعات أو يوم واحد،  لهذا يجب   التخلص منها مباشرة بعد  كل استخدام، بوضعها في كيس بلاستيكي محكم الإغلاق، لتفادي نقل العدوى عند رفعها من طرف أعوان النظافة أو شخص آخر.
  و في ظل وجود أنواع كثيرة من الكمامات في السوق، في غياب الرقابة، فإن هناك بعض الطرق التي يمكن للمستهلك استخدامها لمعرفة مدى فعالية هذه الكمامات، من خلال إشعال فتيل من النار و وضع الكمامة على بعد بضعة سنتيمترات و محاولة النفخ من فوق الكمامة لإطفاء الشعلة ، ففي حال انطفائها فإن الكمامة غير صالحة للاستخدام و لا تحقق الأمان و يمكنها أن تنقل العدوى، لأن رذاذ الإنسان خرج عبرها ، و في حال حدوث العكس، فهذا دليل على أن نوعيتها جيدة و هي واقية و آمنة .و ينصح الدكتور ضياء الدين بواب بالالتزام بوضع الكمامات، خاصة في الأماكن العامة و أماكن العمل كإجراء إجباري، مع اختيار النوعية الأفضل و تحديدا الطبية منها،  لضمان عدم انتقال العدوى بين الأشخاص.
هيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى