استطاع الشاب رمزي مصباح، صاحب 27 ربيعا ابن حي كشيدة الشعبي بمدينة باتنة،   ابتكار نظام قيادة المركبة ذاتيا عن بعد، ويأمل  خريج جامعة باتنة 02 تخصص ذكاء اصطناعي، من أن يحظى ابتكاره الخاص بالدعم لتجسيد مشروع نظام مساعدة على القيادة ومراقبة المركبات للحد من حوادث المرور، خاصة التي تسببها حافلات النقل على المسافات الطويلة و الشاحنات، ويبرز رمزي في هذا الحوار مع النصر، كيفية ابتكاره للنظام وحلمه في تطويره لتسهيل النشاطات في عدة قطاعات فضلا عن مشروع الحد من حوادث المرور.

حاوره : ياسين عبوبو
بداية حدثنا عن مشوارك الدراسي إلى غاية توصلك لاختراعك؟
أنا شاب من مواليد 1993  مشواري الدراسي، لا يختلف عن أي شاب  خريج الجامعة الجزائرية، كنت قد تحصلت على البكالوريا بمعدل 13،  والتحقت بجامعة باتنة 02 الشهيد مصطفى بن بولعيد وتحصلت الموسم الماضي خلال 2019 على شهادة الماستر إعلام آلي تخصص ذكاء اصطناعي، وخلال مشواري الجامعي كنت قد أخفقت مرتين لظروف خاصة، ولا أخفيك أنني لم أكن متميزا غير أنني ببلوغ مرحلة الماستر، حظيت بتحفيز وتشجيع خاص من طرف أساتذتي، وعلى رأسهم مؤطر مشروع تخرجي، الأستاذ العربي بوقزول للاشتغال على عمل أتميز به، وهو إعداد خوارزمية نظام القيادة ذاتيا واكتشاف العقبات في الطريق.
نفهم من كلامك أن للأساتذة بالجامعة دور لما توصلت إليه من ابتكار نظام القيادة ذاتيا؟
أكيد كما سبق وأن قلت لك، بأن بعض الأساتذة وبينهم مؤطري هم أصحاب فضل علي في تشجيعي و تحفيزي، وربما لولاهم لما واصلت مجهوداتي الدراسية، ومن ثم التوصل إلى ابتكاري الذي يعتمد على خوارزمية الذكاء الاصطناعي في القيادة ذاتيا وتحديد العقبات، والتي يمكن استغلالها في عديد الميادين و القطاعات، وبالنسبة لي فبعض الأساتذة هم نموذج يقتدى به، فقد انبهرت فعلا بمستواهم العلمي، وهو ما شجعني على الاجتهاد في الدراسة وعلى مشروع تخرجي.
حدثنا عن مشروع تخرجك الجامعي الذي مكنك من ابتكار نظام القيادة الذاتي؟
بالنسبة لمشروع تخرجي، هو عبارة عن خوارزمية اشتغلت من خلالها على الفيديو في جهاز الكمبيوتر وهنا دعني أوضح أن ابتكار القيادة ذاتيا، هو ثمرة جمعت بين مسيرتي العلمية في التخصص الذي درسته، وهو الذكاء الاصطناعي من جهة، وتراكم خبرتي المهنية من جهة أخرى بحكم أنني أنتمي لأسرة جل أفرادها يشتغلون في الميكانيك و السياقة، وهو ما جعلني مولعا منذ صغري بالميكانيك والكهرباء و السياقة، لهذا جمعت بين تخصصي الدراسي وخبرتي المهنية في مجال القيادة والميكانيك، وأشير إلى أن الابتكار يجمع بين الميكانيك و الالكتريك والذكاء الاصطناعي، ويعتمد هذا النظام على تحديد العقبات التي تعترض المركبة في الطريق، وفي آن واحد على تحديد وجود السائقين داخل المركبة.
كيف شجعك أساتذتك على ابتكار نظام القيادة ذاتيا؟
كما سبق وأن أخبرتك، فإن لبعض الأساتذة فضل كبير لما توصلت إليه وعلى رأسهم المؤطر الأستاذ العربي بوقزول، الذي شجعني للمشاركة في مؤتمرات دولية بمقال عن خوارزميتي، وفعلا تلقيت عدة اتصالات ودعوات من أوكرانيا، ألمانيا، كندا، إيطاليا، اليابان، وفرنسا كما مكنني المشروع من تلقي عروض عمل، بعد أن تم نشر كتابي الذي يتضمن موضوع تخرجي في موقع أمازون لعرض البحوث العلمية بسبع لغات عالمية، وهذا ما أثلج صدري وحفزني أكثر.


هل وافقت على عرض مشروعك والعمل في الخارج بعد تلقيك لاتصالات ودعوات؟
بتحفيز من مؤطري، سافرت العام الماضي للمشاركة في مؤتمر بباريس في فرنسا، وكنت الشاب الوحيد الحامل لشهادة ماستر ضمن مجموعة مخترعين ومختصين في مجال الذكاء الاصطناعي كلهم من أصحاب شهادات الدكتوراه، من مختلف دول العالم، وما أدهشني للوهلة الأولى هناك هو الترحاب الذي حظيت به من طرف الجالية الجزائرية بفرنسا التي كانت ترى فيّ سفيرها وفخرها بما قمت به، وبعدها حظيت بعديد عروض العمل، لكن لقناعة شخصية أفضل الاستثمار في بلدي الجزائر وأتمنى أن يلقى مشروعي الدعم.
هناك من سبقك إلى نظام القيادة الذاتي فما الذي يميز ابتكارك؟
صحيح أن شركات عالمية سبقت ولا تزال تشتغل على نظام القيادة الذاتي، وبالنسبة لابتكاري فهو يرتكز على خوارزمية للذكاء الاصطناعي، والذي قمت بتطويره شخصيا وتجريبه بوسائل ومعدات بسيطة إن لم نقل منعدمة، وهذا في حد ذاته يعد تحديا وإنجازا، والابتكار يتضمن قيادة ومراقبة المركبة بواسطة جهاز الكمبيوتر عن طريق برمجتي، وبوسائل هي،  عبارة عن محرك صغير للتحكم في المقود، ويمكن الاستغناء عنه أو استعمال نظام إعطاء التعليمات صوتيا، ويمكن النظام من أهم شيء هو تحديد العقبات التي تعترض المركبة أثناء السير في الطريق.
كيف يمكن توظيف اختراعك   لنظام المساعدة على القيادة ومراقبة المركبة؟
أول مشروع لي الذي اقترحته من خلال ابتكاري لنظام المساعدة على القيادة والمراقبة، والذي قمت إلى جانب مجموعة من المهندسين في عدة تخصصات بعرضه على وزارة الحاضنات، يتمثل في وضع نظام يمكن من الحد من حوادث المرور خاصة تلك التي تتسبب فيها حافلات نقل المسافرين على المسافات الطويلة والشاحنات، حيث أن النظام يضم كاميرا تراقب سلوك السائق من جهة خلال القيادة، وتحدد طبيعة تلك السلوكات على غرار أخذ السيجارة أو الحديث وغيرها، وتقوم بإرسال إشارات إلى مركز المراقبة بمجرد التقاط سلوكات، قد تؤدي إلى الخطر وفي مقدمتها النوم الذي يعد من أبرز العوامل المتسببة في حوادث المرور، ويتولى النظام أيضا عملية القيادة ذاتيا، وتحديد العقبات في الطريق قبل أن يركن المركبة ويرسل برسالة إلى مركز المراقبة عن وضعية المركبة.
كيف تبلورت  فكرة مشروع استغلال النظام للحد من حوادث المرور؟
نظام المساعدة على المراقبة والقيادة ذاتيا، يمكن توظيفه في عدة مجالات ومن بينها، الحد من حوادث المرور، وبالنسبة للفكرة فكما سبق وأن أخبرتك بأنني أنتمي لأسرة أفرادها يشتغلون في ميكانيك المركبات و قيادتها، ومن بينهم المرحوم والدي، فقد خطرت ببالي فكرة تجسيد مشروع للحد من حوادث المرور، من تجربة عايشتها خلال مرافقتي لوالدي أنا وشقيقي في مرحلة الطفولة، فوالدي كان يقود الشاحنة ويقطع المسافات الطويلة باتجاه الصحراء، وعندما أرافقه أنا وشقيقي كان يقول لي بان أنتبه له كي لا ينام، في حين يوصي أخي، بأن ينتبه له لوضعية الطريق في ظل المخاطر والعقبات التي قد تظهر أمامنا ،وهوما جعلني أستوحي فكرة المشروع من خلال النظام الذي طرحته.
ما مدى جدوى المشروع الذي طرحته من خلال ابتكارك لنظام المساعدة على القيادة والمراقبة؟
الابتكار حظي بموافقة وإقبال بعد نشري لمشروع نهاية الدراسة عبر موقع أمازون، حيث كما سبق وأن أشرت تم نشره بسبع لغات، وبالنسبة لمشروعي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، الذي هو من لب تخصصي، فهو أيضا يعتمد على مجالات الميكانيك والالكتريك وهو ما جعلني أعرض المشروع على مهندسين مختصين، بعد أن شكلت فريق عمل، وقمنا بعرض المشروع مؤخرا على وزارة الحاضنات ونحن في انتظار رد الوزارة لدعم المشروع وأشير إلى أن نظام المراقبة والقيادة الذاتية يمكننا استغلاله وتوظيفه في قطاعات عدة من خلال تجسيد أفكار خاصة في القطاع الفلاحي لتسهيل مهام ونشاطات الفلاحين.
ما العراقيل التي تعترضك لتجسيد مشروعك وما الذي تطرحه من مطالب؟
في الحقيقة لا أخفيك أن العراقيل والمشاكل التي تعترضني كثيرة ولو أتحدث عنها فلن أتوقف، ولهذا أفضل أن أكون إيجابيا دائما وأنا مُصر على تحقيق وتجسيد المشروع هنا في بلدي ونحن في انتظار رد الوزارة الوصية لدعم المشروع، ودعني أنوه بالطاقات الشبانية الكثيرة التي التقيتها وصادفتها في مختلف المجالات والتي تتحدى مختلف العراقيل لتحقيق أحلامها ومشروعي جعلني ألتقي بالكثير منهم بينهم شاب من غرداية يشتغل على مشروعي.
  ي / ع  

الرجوع إلى الأعلى