يواصل، أصحاب البارود و الكارابيلا، ضرب قرار رئيس بلدية بئر العاتر السابق بولاية تبسة، القاضي بمنع استعمال الأسلحة النارية في الأعراس داخل الوسط العمراني، عرض الحائط، وعادوا إلى استعمال البارود في مواكب الأعراس و أثناء فترات الليل بشكل غير مسبوق، غير عابئين بتداعيات فيروس كورونا.
  مصالح بلدية بئر العاتر، كانت قد اتخذت قرارا رسميا، في سنة 2018، يمنع منعا باتا استعمال البارود والمفرقعات والألعاب النارية في جميع المناسبات الاجتماعية، خاصة الأعراس، بعد لقاء جمع رئيس المجلس الشعبي البلدي السابق وبعض أعضائه بممثلي المجتمع المدني، حيث تم الاتفاق على أن من يستعمل البارود والمفرقعات والألعاب النارية في المناسبات، أو أماكن تجمع الأشخاص، يعرض نفسه للعقوبات التي تقرها القوانين والتنظيمات المعمول بها.
السكان اعتبروا القرار حينها متأخرا، بالنظر لتكرار الحوادث المؤلمة الناتجة عن استعمال البارود بشكل غير معقول، و جاء القرار بعد حادثة مقتل شاب في أحد الأعراس بطلقة بارود عن طريق الخطأ، كما شهدت و تشهد البلدية إصابات و وفيات بسبب استعمال البارود والألعاب النارية.
الظاهرة التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة الناس، حيث أصبح الاحتفال بالأعراس في مدينة بئر العاتر، مرادفا للذعر و الموت، جراء ما تسببه في كل مرة من مآس، جراء الإفراط في استعمال البارود و السرعة أثناء مواكب الزفاف، فتزهق أرواح بريئة بفعل التهور الذي يرافق استعمال البارود، وقد جرت العادة في الكثير من حفلات الزفاف بالمدينة، استرسال الرجال في إطلاق المئات، إن لم نقل آلاف العيارات النارية، بشكل عشوائي في السماء و في الأرض، و ترافقها السرعة الجنونية في قيادة السيارات أثناء المواكب، حيث يعتبرون إطلاق البارود والزيادة في السرعة، تعبيرا عن البهجة و الفرح، و منهم من يتفاخر ويتباهى بذلك، ليتحدث عنه الناس في المجالس، و يعتبرون العرس الذي لا يدوي فيه البارود بقوة، هو عرس متواضع و بسيط.
 الأحداث المأساوية، التي رافقت استعمال البارود، دفعت السكان إلى مطالبة السلطات و الجهات المعنية، خاصة الأمنية منها، بتطبيق القانون القاضي بمنع استعمال الأسلحة النارية و إطلاق البارود في الأعراس و المواكب و الأماكن العمومية، لكن ظل الوضع على حاله، وجاء الوالي السابق علي بوقرة، الذي وقف عن كثب على التجاوزات الخطيرة التي تقع في الأعراس، فأصدر تعليمة تحظر استعمال البارود في الأفراح، و أن يضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه التلاعب بأرواح الأبرياء، لكن لم تتجسد في الميدان وظل استعمال البارود في الأعراس سيد الموقف.       
  ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى