انطلقت منذ أيام ، أشغال تهيئة طريق المنارة السياحي بحي شبه الجزيرة بالقل  غربي سكيكدة، بعد تأخر لأكثر من سنتين، المشروع سجل  سنة 2019، في إطار مشاريع التنمية المحلية البلدية، بغلاف مالي  بقيمة 5 مليار سنتيم.
طريق المنارة أو طريق «الفنار» كما يحلو لسكان مدينة القل تسميته ، يعد  منشأة سياحية ، تضاف إلى طريق «دامبو» السياحي الذي يربط مدينة القل بشاطئ تمنارت ببلدية الشرايع الذي فتح منذ سنوات ، و أصبح قبلة لزوار المدينة الوافدين عليها من مختلف  الولايات ، حيث من المنتظر أن يقاسم طريق المنارة متعة الزوار مع طريق «دامب»و ،  وإنعاش  السياحة بمنطقة القل،  التي تعد من بين أجمل وأروع المناطق السياحية في الجزائر،  في انتظار استغلال هذا الفضاء الجديد بملحقات إضافية ستجعلهما  وجهة سياحية بامتياز،  طريق المنارة الذي يطل على المحجرة الرومانية، والميناء الفينيقي القديم، والذي ظل لسنوات ضيقا لا يسمح بالمرور السهل للسيارات ومفتوح فقط  لممارسة رياضة التجوال والجري، يوجد في  نهايته مبنى «الفنار»، يبقى بالنسبة للزائرين لهذه المدينة الجميلة والآمنة والطيبة أهلها، مكانا سيشدهم لأخذ صور  تذكارية بالنظر لهندسته المتميزة المترامية وسط الأزرق اللامتناهي ، و موقعه كمحطة بحرية مختصة في إرشاد وتوجيه السفن العابرة البحر المتوسط منذ سنة 1861،  في صورة بانورامية نادرة،تقابلها المغارات البحرية في أسفل جبل دامبو، شكلتها الأمواج البحرية عبر السنين، و تبقى المحطة شاهدة على احتضانها للثوار أثناء حربهم في معركة التحرير، و في أعلى الجبل تحت أشجار الكاليتوس، تنتشر قبور» الدولمان» التي تعود تاريخيا إلى فجر الإنسانية. وعند العودة  إلى وسط مدينة القل عبر طريق المنارة، يكون  الطريق ملتويا مفتوحا على البحر، يتراءى من بعيد شاطئ عين أم القصب الممتد إلى غاية شاطئ ابن زويت، في مشهد مفتوح على  الجمال والروعة، وبالقرب يوجد ميناء الصيد بسفن صيد السردين المغادرة في رحلة صيد، و إلى الأمام على مشارف المدينة تشد الزائر  بعض البنايات القديمة، بداية من أول كنيسة شيدت بالمنطقة سنة 1862، « كنيسة القديس اندري» المتواجدة اليوم وسط القل، وغير بعيد عن تلك المعالم، ينتصب المسجد العتيق الذي يؤرخ للحقبة العثمانية، بالإضافة إلى قصبة حي شبه الجزيرة بأزقتها الضيقة، ومبنى الساعة العمومية التي تعود إلى نفس الفترة.
لتبقى شبه جزيرة القل  واجهة لمدينة ساحرة وجميلة تستعد لاستقبال ضيوفها الذين يتوافدون إليها ، لما  تزخر به من جمال طبيعي، يجمع بين زرقة  البحر واخضرار الغابة .  
بوزيد مخبي

الرجوع إلى الأعلى