خاطرت عشرات العائلات بحياتها و حياة أبنائها، و انتقلت في ظروف جوية قاسية مساء أول أمس الجمعة، إلى منطقة الشريعة السياحية بولاية البليدة، للتمتع بالحلة البيضاء التي اكتست بها، بالرغم من تحذيرات مصالح الحماية المدنية و الدرك الوطني، بصعوبة الوصول إلى الشريعة، لأن الطريق ذات تضاريس صعبة و مليئة بالمنعرجات الخطيرة، خاصة في ظل تساقط الثلوج الذي يعيق حركة السيارات و البرد القارس، لكن الكثير من العائلات صممت على خوض مغامرة مواصلة الطريق، و الاستمتاع بلحظات تساقط الثلوج بالشريعة،
و المناظر الطبيعية التي يزيدها جمالا، و لم تبال بالتحذيرات.
قامت مصالح الحماية المدنية ليلة أول أمس، بإسعاف 23 شخصا بمنطقة الشريعة، من بينهم 14 طفلا، نقلوا إلى المنطقة، في إطار رحلة نظمتها روضة أطفال، حيث عانى هؤلاء الأطفال، حسب مصدر من الحماية المدنية، من انخفاض شديد في درجة حرارة أجسامهم، نتيجة برودة الطقس وعدم تعودهم على ظروف الجو البارد بهذه المنطقة، إلى جانب صغر سنهم.
وفي السياق ذاته قدمت مصالح الحماية المدنية الإسعافات اللازمة لرضيع يبلغ من العمر 6 أشهر، تعرض هو الآخر لانخفاض شديد في درجة حرارة جسمه نتيجة برودة الطقس.
الرضيع اصطحبته عائلته إلى الشريعة، دون مراعاة الظروف الجوية القاسية وبرودة الطقس وتساقط الأمطار والثلوج مساء أول أمس الجمعة، مجازفة بحياته. وفي نفس السياق قدمت الحماية المدنية الإسعافات لـ 5 أشخاص آخرين، تعرضوا لجروح و رضوض أثناء تواجدهم بالشريعة، كما شملت إسعافات مصالح الحماية المدنية قطتين تم العثور عليهما متجمدتين من شدة البرودة، حيث قدمت الإسعافات لهما ونقلتا إلى مفرزة للجيش الوطني الشعبي بالشريعة، في إطار الأعمال الإنسانية التي يقوم بها عناصر الحماية المدنية.
انتقادات لاذعة للعائلات و إشادة بإسعاف القطتين

لقي بيان مصالح الحماية المدنية المتعلق بتقديم الإسعافات لأطفال و رضيع تعرضوا لانخفاض في درجة الحرارة، أثناء تواجدهم بالشريعة، بعد نشره عبر الصفحة الرسمية للحماية المدنية عبر فايسبوك، انتقادات واسعة من مستخدمي هذا الفضاء، حيث انتقدوا في تعليقاتهم ،عدم وعي العائلات بخطورة التنقل إلى مرتفعات الشريعة، وسط تضاريس صعبة و منعرجات خطيرة، و يزداد الوضع خطورة أثناء تساقط الثلوج، حيث كثيرا ما يغلق الطريق، و يجد مستعملوه صعوبة في العودة إلى منازلهم. كما انتقد مستخدمو الفضاء الأزرق ترخيص عائلات بإرسال أبنائهم إلى مرتفعات الشريعة، في رحلة نظمتها روضة أطفال، في ظل ظروف طبيعية قاسية و برودة شديدة، مما أدى إلى انخفاض شديد في درجة حرارة أجسام الأطفال، الذين لم يتعودوا على الصقيع و الثلج.
و قد سجلت مساء أول أمس بالشريعة، أقل من صفر درجة مئوية، في حين لا تنخفض بمدينة البليدة و ضواحيها، درجات الحرارة في أغلب الأحيان في الليل عن 10 درجات.
العائلة التي اصطحبت معها رضيع، يبلغ من العمر 6 أشهر، تلقت انتقادات لاذعة من طرف مستخدمي فايسبوك، الذين استغربوا نقل رضيع إلى الشريعة والثلوج تتساقط و درجة الحرارة أقل من صفر، دون الاهتمام بمخاطر ذلك على صحته، وحسب مصالح الحماية المدينة،  فإن الرضيع كان يعاني من انخفاض شديد في درجة حرارة جسمه، عندما قدمت له الإسعافات اللازمة، ونصح عناصر الحماية المدنية العائلة بمغادرة الشريعة فورا، لأن بقائه هناك يهدد حياته.
بالمقابل لقي العمل الإنساني الذي قام به أعوان الحماية المدنية المتعلق بتقديم الإسعافات لقطتين وجدتا متجمدتين وسط الثلوج، إشادة واسعة من طرف مستخدمي فايسبوك، و أثنوا على الجهود الإنسانية لمصالح الحماية المدنية، التي تشمل في العديد من الحالات، إسعاف و إنقاذ الحيوانات، إلى جانب البشر.
طريق مزدحم والمصعد الهوائي لم يخفف الضغط

شهد الطريق الوطني رقم 37 ، الرابط بين مدينة البليدة والشريعة ازدحاما شديدا، بالرغم من تحذيرات مصالح الحماية المدنية والدرك الوطني، بأن قطع الطريق جد صعب نتيجة تساقط الثلوج.
في حين غامر مواطنون بحياتهم و حياة أبنائهم، و شهد مدخل الشريعة اختناقا مروريا كبيرا، بعشاق الثلج، كما استقطب فضاء التزحلق، عشرات الشباب.
و بالرغم من فتح مصالح مديرية النقل لولاية البليدة، المصعد الهوائي منذ أسابيع، بعد غلقه لعدة أشهر، لكنه لم يخفف الضغط على الطريق الوطني رقم 37، و الإقبال عليه ظل متوسطا من قبل السياح.لقد فضلت أغلب العائلات التنقل على متن سياراتها إلى الشريعة، وذلك حتى لا تلتزم أثناء عودتها من الشريعة، بمواعيد غلق المصعد الهوائي، الذي يتم على الساعة الخامسة والنصف مساء.و مكثت عائلات كثيرة في الشريعة إلى ساعة متأخرة من الليل، بالرغم من صعوبة السياقة في الظلام بمنعرجات الشريعة، خاصة مع تساقط الثلوج، بالمقابل عرف الطريق الرابط بين تباينت ببوينان و الشريعة، ازدحاما أقل، و أغلب سكان الجزائر العاصمة المتوجهين نحو الشريعة، يستعملونه بعد ربطه بالطريق السريع الرابط بين بوينان وبابا علي بالجزائر العاصمة، وهو أقل ازدحاما عادة لعدم مروره بمدينة البليدة.
نورالدين ع

الرجوع إلى الأعلى