«أسنسي  أزرو نطهور» عادة جبلية جميلة يأبى أبناء  إفرحونان التخلي عنها
 يحيي سكان بلدية إيليلتن في دائرة إيفرحونان 80 كلم أقصى شمال تيزي وزو كل سنة ما يسمى أسنسي آزرو نطهور» أي الوليمة التي دأبت على تنظيمها لجان ثلاث قرى وهي «زوبقة، ثاخليجث ناث عتسو، و آث عبد الله» منذ سنوات، وهي عادة تقام في مرتفعات هذا الجبل الشامخ الذي يتميز بعلو يزيد عن 1887 م عن سطح البحر. و حسب المنظمين، فإن «أسنسي آزرو نطهور» التي تنظم كل يوم جمعة من شهر أوت، هي عادة اكتسبوها عن الأسلاف، كانت تقام منذ قرون في موسم الصيف، لاستقطاب السياح الذين يتوافدون إلى هذا الموقع السياحي الجبلي الذي تزخر به تيزي وزو، ويساهم في التحضير للوليمة كل سكان القرية كبيرا و صغيرا ، حيث تقوم النساء بفتل الكسكسي في البيوت لتقديمه للضيوف القادمين من كل حدب وصوب من ربوع الجزائر والمغتربين في ذلك اليوم الموعود الذي يعلن عنه في الإذاعة وعبر مواقع التواصل الاجتماعي و الملصقات، وتشكل لجان مسؤولة على إطعام الزوار.
وذكر أحد أعضاء لجنة قرية آث عبد الله للنصر أنّ الهدف من إقامة «أسنسي أزرو نطهور»، لم شمل العائلات حيث يلتقي جميع سكان قرى إيليلتن و إيفرحونان وعين الحمام مع أبنائها الذين غادروها منذ سنوات على قصعة الكسكسي، مشيرا إلى أجواء تلك اللحظات التي قال عنها بأنه لا يمكن وصفها أو نسيانها لأنها مميزة ولا تتكرر إلا في مثل هذه المناسبات السعيدة، بسبب انشغال كل واحد منهم بأمور الحياة، كما تقام الوليمة حسب محدثنا لجمع التبرّعات المالية التي عادة ما تستثمر في ترميم أجزاء متضررة من عوامل الزمن والمناخ بالمساجد و أماكن عبادة الرحمن أو مساعدة المعوزين والمحتاجين والأيتام على شكل صدقات توزّع عليهم في المناسبات الدينية أو غيرها، وتعدّ هذه العادة تقليدا ضاربا في أعماق المجتمع القبائلي منذ القدم. و يتميّز جبل «أُزرو نطهور» أو «حجارة الظهر» الذي يطل على دوائر ايفرحونان، عين الحمام ،الأربعاء نايث إيراثن بمواقع سياحية خلابة، وهو ما جعل  السياح يتوافدون عليه بأعداد هائلة من مختلف ربوع الوطن وحتى من دول العالم، لاكتشاف روعة الطبيعة والتناسق المتكامل لهذا الموقع السياحي الهام الذي يعتبر جنة فوق الأرض و تحفة فنية أبدع فيها الخالق، و تنتشر فيه الينابيع المائية بكثرة و تتدفق منها مياه باردة تروي ظمأ العطشى. وما يزيد من روعة الموقع تلك المغارات المنقوشة في القمم الجبلية وكأنها صقلت يدويا، بالإضافة إلى الغطاء النباتي المتنوع بين أشجار الصنوبر، الفلين وأشجار الأرز والبلوط، وقد اختلفت الروايات حول تسمية هذا الجبل الأسطورة المشهور في منطقة القبائل الكبرى، فمنهم من يقول بأن إحدى النساء كانت تقوم بفتل الكسكسي في تلك المنطقة وسقط عنها الغربال ليتدحرج إلى أسفل الجبل ولم يصبه شيء، وتقول رواية أخرى أن وليا صالحا كان يقيم في تلك المنطقة ...
و يشهد جبل «أزرو نطهور» الذي ستتم إعادة تهيئته حسب مدير السياحة لتيزي وزو رشيد غدوشي لتوسيع السياحة الجبلية، إقبالا مكثفا للمغتربين الذين يفضّلون قضاء عطلتهم الصّيفية بين ذويهم في القرى للتمتع بنكهة عادات وتقاليد الآباء والأجداد ، حيث يتزامن إقامة مثل هذه التظاهرات مع العطلة وعودة المغتربين إلى أرض الوطن.
سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى