دفعه حبه للمناظر الطبيعية و الكنوز التاريخية و العمرانية و التراثية التي تضمها مدينة نقرين، بوابة الصحراء، الكائنة جنوب ولاية تبسة، إلى مداعبة آلة التصوير، بطريقة فنية و احترافية،  و التقاط أجمل الصور ، و خلدها في سجله الحافل بالمشاركات في تظاهرات و صالونات نظمت داخل ولاية تبسة وخارجها،  كما تمكن من تحقيق شهرة واسعة في العالم الافتراضي، عبر عديد المواقع، إنه الفنان و المصور الفوتوغرافي المبدع عمر عزّوزة.
ينحدر عزوزوة من مدينة نقرين، الضاربة في أعماق التاريخ، عشق الصور منذ كان طفلا صغيرا، كما قال للنصر، فكانت لا تكاد تفارقه تلك اللعبة التي كان يحضرها الحجاج من البقاع المقدسة كهدية تذكارية للأطفال، و هي على شكل تلفاز أو كاميرا صغيرة، و كان يستمتع بمشاهدة تعاقب الصور بمجرد الضغط على “الآلة العجيبة”.
 كان الجميع، كما ذكر، يعتبروها مجرد لعبة صغيرة، لكنه كان يراها آلة متطورة،  و كان يحملها معه باستمرار أينما ذهب، و قد حفزته على دخول عالم الصورة، بعد ذلك بسنوات.
قام عمر عزوزة بشراء هاتف ذكي، و كانت وجهته كالعادة قصور نقرين و واحاتها الجميلة،  لالتقاط صور النخيل و منابع المياه و المسجد و المساكن العتيقة، و عندما جمع الكثير من الصور، عمد إلى فتح صفحة باسمه عبر موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك، و نشر بها مجموعته المتنوعة من الصور، فنالت إعجاب الكثير من المتابعين، فشجعوه على مواصلة مساره في عالم الصور.
و بعد رحلة طويلة مع الصور، تمكن عزوزة من اقتناء آلة تصوير ذكية، الأمر الذي زاده تعلقا وشغفا بهذا المجال، و ركز على تصوير المناظر الطبيعية و  تصوير بورتريهات للأشخاص.
و أوضح المتحدث بأنه لم يكن ملما بقواعد و أسس التصوير، لكنه تعلم من أخطائه شيئا فشيئا، و بمرور الوقت اكتشف أن عالم التصوير عالم واسع، يحتاج إلى اطلاع و بحث و دراسة، فقرر أن يقرأ كل الكتب و المراجع  التي وجدها حول التصوير، و استفاد منها كثيرا، ثم أتيحت له الفرص لحضور عدة معارض لمصورين مرموقين على المستوى المحلي و كذا الوطني ، ففتحت أمامه آفاق أوسع، ولا يزال إلى غاية اليوم، كما أكد للنصر، يكتشف أشياءً جديدة و مذهلة في هذا العالم الشيق.
عن سؤالنا عن المصورين الذين لفتوا انتباهه في بداياته و تأثر بهم، رد المتحدث بأنه لم يكن يهتم بالمصورين، بقدر اهتمامه بالصورة نفسها، فاللقطة هي التي تدهشه و ليس المصور.
وبخصوص نوعية اللقطات التي تميل لها عدسته، قال بأنه يميل كثيرا للتراث و الصور التراثية، سواء المباني القديمة أو الفنون الشعبية، مثل الألعاب التقليدية، وكذلك تفاصيل الحياة اليومية و ملامح الوجوه خصوصا وجوه المسنين، كما يحب كثيرا التقاط الصور في الليل.
أما عن خصائص و مميزات المصور الناجح، قال عزوزة بأنها كثيرة، وقد تتوفر في كل إنسان، لكن الأهم الموهبة و الإحساس باللقطة و تحديد زاوية التصوير بدقة و اختيار اللحظة المناسبة للتصوير، مع الأخذ بعين الاعتبار جودة المعدات و الكاميرات المستخدمة، و كذلك الحرص على الاستفادة من الخبرات السابقة و حضور التظاهرات الفوتوغرافية
 و متابعتها قدر الإمكان، و الحرص على تنمية الجوانب الإبداعية في كل الأعمال.   
 
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى