جمعية النفس المطمئنة تسخّر سيارة إسعاف لتغسيل وتكفين وتوصيل الموتى
سخّرت إحدى الجمعيات الخيرية بمدينة عين مليلة بأم البواقي وقتها وجهد أعضائها لعمل خيري في مجال واحد فقط، يتعلق بتغسيل وتكفين وتوصيل الموتى، ولم تحدد الجمعية إحداثيات جغرافية لعملها الخيري، بل وسعت ذلك لتمس كل القطر الوطني، ووجهت في المقابل نداء لمديري المستشفيات بالعمل على تعليق أرقام هواتف أعضائها داخل غرف الإنعاش لتمكين أكبر عدد من عائلات فقدت ذويها من خدمات مجانية، وعلى العكس من ذلك وجدت الجمعية الخيرية الناشطة بعين كرشة والمسماة «جواهر الخير» صعوبة كبيرة في جمع التبرعات المالية الكافية لاقتناء سيارة إسعاف وتوجيهها للعمل الخيري.
بعين مليلة أنشأت مجموعة من الخيّرين جمعية تعنى فقط بالعمل الخيري والموسومة بـ»جمعية النفس المطمئنة لتغسيل وتكفين وتوصيل الموتى»، وهي الحاملة لرقم اعتماد 2/2013 وتنشط مؤقتا بالمقر السابق للاتحاد العام للعمال الجزائريين، فالجمعية التي تعد ثانية في مجالها بدائرة عين مليلة تتلقى إعانات مختلفة من المحسنين تتمثل في الأكفان ومادة الكافور ومادة السدر الشبيهة بالحناء والتي يستقدمها محسنون من المملكة العربية السعودية، إضافة إلى مساعدات متمثلة في رغوة خاصة شبيهة بغسول الشعر.
ويتحدث نائب رئيس الجمعية الخيرية السيد دمان دبيح زوهير للنصر عن عمل الجمعية والصعوبات التي تواجه فريقها الخيري، أين بين بأن إعانات المحسنين لم تتوقف عند المواد التي يتم عن طريقها تغسيل وتكفين الموتى بل تعدى ذلك إلى قيام أحد المحسنين بجمع أموال واشترى سيارة إسعاف للجمعية، وهي السيارة الوحيدة التي باتت لا تفكي لتغطية طلبات سكان مدينة بحجم عين مليلة فما بالك بالطلبات التي تأتي من الدوائر المجاورة على غرار عين كرشة وعين فكرون وتتجاوزها إلى الولايات المجاورة وصولا إلى تبسة.
عمل الجمعية المجاني الذي يمس كل ولايات الوطن، يشمل كذلك خدمات متنوعة فإلى جانب قيام أعضاء الجمعية أنفسهم بقيادة سيارة الإسعاف، يقوم آخرون بحفر القبور، ويكشف محدثنا في سياق متصل بأن الجمعية اليوم تحصي أزيد من 20 اتصالا من مواطنين ومن أسلاك أمنية مختلفة من رجال درك وعناصر للجيش وهي كلها اتصالات جادة.
وعن الصعوبات التي تواجه الجمعية اليوم، فبين محدثنا بأن مسيرين للمستشفيات رفضوا فكرة تعليق أرقام هواتف الجمعية في غرف الإنعاش، لتمكين عائلات متوفين من الاتصال لتسهيل عملية نقل موتاهم بعد غسلهم وتكفينهم.
وإلى جانب مشكل عدم كفاية سيارة إسعاف واحدة، اتضح بأن الجمعية تواجه صعوبات في تغسيل الموتى بالمستشفى الجامعي بقسنطينة فمغسلة الأموات لا تشبه بحسب المتحدث المغسلة ومساحتها محصورة في مترين على مترين، إلى جانب غياب وانعدام وسائل النظافة بأغلب المستشفيات.
وتواجه الجمعية عراقيل وصفت بالبيروقراطية هي نفسها التي تواجه عائلات المتوفين، والمتعلقة بصعوبة وطول مدة استخراج الوثائق خاصة أيام العطل، فالأمر يتطلب أحيانا استخراج وثيقة للطبيب الشرعي وأخرى من البلدية والدائرة إضافة إلى تصريح خاص من وكلاء الجمهورية.
وفي الوقت الذي توجه أعضاء بالجمعية بتشكراتهم لرئيس البلدية الحالي نظرا للمساعدات التي يقدمها واعتماده الجمعية في ظرف قياسي، يتوجه نائب رئيس الجمعية بنداء لقراء جريدة النصر لمساعدتهم على اقتناء سيارة إسعاف ثانية وتوجيه إعاناتهم لحساب الجمعية البنكي بالقرض الشعبي الجزائري الحامل لرقم: 50 4100012322 00335 004، ويضع أعضاء الجمعية رقمي هاتف في خدمة كل من يطلب خدمة لتوصيل وتغسيل وتكفين الموتى:0555128234/0556438734.
وبعين كرشة تناشد اليوم جمعية جواهر الخير المحسنين والخيرين مساعدتها على شراء سيارة إسعاف، لتخفيف الضغط على مرضى المدينة ومشاتيها والذين يجدون صعوبة كبيرة في التنقل للعلاج بمستشفى عين مليلة أو المستشفى الجامعي بقسنطينة.
رئيس الجمعية السيد دنفوش بوبكر أكد بأنه ولغرض اقتناء سيارة إسعاف تم إطلاق حملة تحسيسية على موقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” إلى جانب نشر مطويات وملصقات بالمحلات التجارية بالمدينة، مشيرا بأن الإقبال ضعيف جدا بالنظر لطبيعة المنطقة الفلاحية.
الجمعية أقامت عديد المبادرات الخيرية على غرار محفظة الفقير في الدخول المدرسي المنقضي أين تم جمع بمساعدة محسنين ما يقارب 350 محفظة، ووزعت كذلك مبالغ مالية على المعوزين لاقتناء أضحية العيد ومست العملية نحو 20 عائلة إضافة إلى كسوة نحو 50 معوزا في عيد الفطر وتوزيع 40 قفة رمضان.
وتنتظر الجمعية اليوم هبة من المحسنين من سكان الولاية وخارجها لاقتناء سيارة إسعاف التي يراها رئيس الجمعية أمرا ضروريا لمساعد المرضى في تنقلاتهم، فالعيادة الوحيدة بالمدينة تتوفر على سيارة إسعاف واحدة وهي لا تكف لـ40 ألف نسمة، والطريق المار بالمدية رقم 100 يعد محوريا أمام حركة المرور ويشهد حوادث مرورية من يوم لآخر.
وتضع الجمعية بين يدي قراء جريدة النصر حسابها البنكي المفتوح بوكالة بنك “بدر” بعين فكرون لمن يود مساعدتها على اقتناء سيارة إسعاف:  200046 070 003 00300332.
أحمد ذيب

الرجوع إلى الأعلى