تقوم حاليا جمعية أبناء و أحفاد الطريقة العيساوية بتحضيرات مكثفة من أجل تنظيم مهرجان سماعي روحي بوسط مدينة قسنطينة، إحياء لعادة الشعبانية، المعروفة في مدينة الجسور المعلقة، حيث ستخرج الشعبانية هذا العام إلى المواطنين، ليتعرفوا عليها عن قرب في بداية الشهر القادم،  بمشاركة جمعيات عديدة تؤدي الأغنية العيساوية الملتزمة من داخل و خارج الوطن.
حسب رئيس الجمعية و المغني في فرقة العيساوة غزلاوي  فاتح، فإن هذا الحدث الثقافي ستدعى إليه مدارس مهتمة بالأغنية العيساوية النقية والتي لم تدخل في أدائها أية تحديثات وتحويرات و استمرت في غنائها، كما تعارف عليها الشيوخ المؤسسون، حيث من المنتظر إحياء الشعبانية، كما توارثها الأبناء و الأحفاد عن الأجداد بطقوسها الروحانية و بنفس الابتهالات التي تؤدى في هذه المناسبة. و ستستمر لوقت متأخر من الليل،حيث ستتداول على تنشيطها فرق قادمة من قالمة وسوق أهراس وعنابة ومن مدينة الكاف التونسية.غزلاوي انتقد في اتصال بالنصر، الوضعية التي آلت إليها الأغنية العيساوية، واعتبر بأن ما يتم إنتاجه من قبل بعض الفنانين في قسنطينة، هو عبارة عن تحريف للعيساوة، معيبا عليهم إدخال مؤثرات صوتية حديثة على الأغنية العيساوية التي تؤدى في الأصل من أجل التواصل الروحي و ليس للرقص والفلكلور، حسبه. و أضاف بأن الهدف من إنشاء جمعية تجمع أبناء وأحفاد الطريقة العيساوية، هو جمع العارفين بالأغنية العيساوية على حقيقتها، ومن تشربوا من نبعها منذ الصغر، وتربوا داخل الزوايا و فهموا أهداف الأغنية العيساوية التي ليست للبهرجة والرقص، وإنما هي للابتهال و ذكر الله و توحيده ، لذلك يصر أعضاء الجمعية، المكونة من مغنيين عائلاتهم معروفة بتقديمها للأغنية العيساوية وكانوا حصنا منيعا ضد محاولات تحديثها وإخراجها من طبيعتها الروحانية ،على غرار أبناء عائلات غزلاوي، بن جلول و بويموت.
حسب رئيس الجمعية، فإن الالتزام بعادات الحضرة العيساوية، كما أداها الأجداد و الآباء، هي ما يميز الجلسات الروحانية التي تقدم، على غرار أداء "الدخلة العيساوية" من خلال المواظبة على أداء "الحزب"، بالإضافة إلى "المجرد" و "القصايد" و "الحضرة"، مع الاهتمام كثيرا بـ"الهدوة"، لكي تكون هدوة تدعو لذكر الله ولا تدعو للإسفاف و الرقص.
جدير بالذكر بأن جمعية أحفاد و أبناء الطريقة العيساوية بقسنطينة، تواظب على جلسات الذكر الصوفي في منطقة زواغي، حيث يجتمع مريدو الطريقة العيساوية هناك، بعدما تم غلق الزوايا بهدف ترميمها، من أجل إقامة جلسات الذكر بشكل مستمر، و تجمع الجمعية ما بين الأغنية الروحانية والعمل الخيري.
حمزة.د  - 

الرجوع إلى الأعلى