نوارة الكفيفة تقضي آخر أيامها في كوخ بأعالي القل
في خضم الاحتفالات وتبادل الهدايا والتكريمات بين النساء في ربوع الجزائر، بمناسبة عيد المرأة الموافق للثامن مارس ، شاءت الأقدار أن ترحل العجوز الكفيفة نوارة، في ذات اليوم بعد معاناة طويلة مع الوحدة  والأمراض التي أتعبت كاهلها، و تداعيات مرض ابنتها الوحيدة فاطمة المريضة عقليا. النصر كانت قد زارتها ذات يوم من شهر جانفي 2013 في كوخها الآيل للسقوط  بقرية “مزاتة” بأعالي جبال بلدية أولاد عطية 40 كلم عن القل، غرب ولاية سكيكدة ، و قالت وقتها أن حياتها تغيرت منذ وفاة زوجها بداية سنوات التسعينيات، وتركها وحيدة رفقة ابنتها،  وأسرت بالحديث أن حلمها الوحيد أن تحصل على سكن تعيش فيه رفقة ابنتها المريضة عقليا ، قبل أن  تموت محترمة، لكن القدر شاء غير ذلك، ولم تتحق أمنيتها.   فقد حاصرت الأمراض الجسد النحيل  للعجوز التي ناهز عمرها 90 سنة، ووافتها المنية داخل الكوخ الذي عاشت فيه أكثر من 20 سنة معيشة البؤس والشقاء، أين وجدت أمس مغمى عليها وإلى جانبها ابنتها فاطمة ذات 49 سنة، حيث لم يمنعها المرض العقلي من التعبير عن عاطفة البنت نحو أمها، وبدأت بالصراخ لإنقاذ حياة أمها، حيث تنقل الجيران لنقل العجوز  نوارة إلى العيادة المتعددة الخدمات ببلدية أولاد عطية، و وجدوا صعوبات كبيرة لتحويلها إلى مستشفى القل، أين أخبرنا من تكفل من الجيران بحالتها،  أن البلدية لم تقم بإرسال سيارة الإسعاف لنقل العجوز رغم خطورة حالتها،  بحجة عدم وجود السائق، وهو ما أدى إلى  البحث عن سيارة أحد الخواص لنقلها إلى مستشفى القل. ورغم تدخلات الأطباء السريعة من أجل إسعافها إلا أن الموت كان أسرع، وفارقت الحياة بسبب ارتفاع السكر في دمها، و شيعت جنازتها أمس تزامنا مع الاحتفالات بعيد المرأة ، ودفنت معها حلمها الذي لم يتحقق وتركت ابنتها وحيدة مريضة عقليا لا سند لها، ولا معيل داخل الكوخ الذي ورثته عن أمها، لأن البناء الريفي الذي خصص للعائلة لم  يكتمل بعد.  وفي اتصال بنائب رئيس البلدية، أوضح أن مرض العجوز نوارة تزامن من وجود ثلاثة جنائز ببلدية أولاد عطية ، وهو ما حال دون تمكن سيارة الإسعاف من تغطية كل الحالات الإستعجالية.   وأكد ذات المسؤول أن البلدية سبق لها وأن قامت بنقل ذات العجوز على متن سيارة الإسعاف للعلاج، وأشار أن ابنتها فاطمة المريضة عقليا من المنتظر أن يتكفل بها أقاربها، خاصة و أنها تستفيد شهريا من منحة مقبولة.
 بوزيد مخبي 

الرجوع إلى الأعلى