مسرحية « ثورة الألوان» تبرز مآل المغرورين بمحاكاة الطبيعة
قدم مساء أول أمس مسرح قسنطينة الجهوي محمد الطاهر الفرقاني ، العرض الشرفي لمسرحية «ثورة الألوان» ، للمخرج  ياسين تونسي ، و قد حملت رسائل هادفة في قالب ممتع للأطفال، حيث عالجت موضوع الغرور و التباهي، و أبرزت بأن النعم زائلة و مآل الإنسان الزوال .
مشاهد مسرحية « ثورة الألوان»  تبدأ في ورشة ألوان توجد بها شخصيتان و هما « قوس» و « قزح»، و توجه إليهما دعوة للمشاركة في مسابقة وطنية لأجمل تلوين لمنظر طبيعي، و أثناء مشاركتهما يصطدمان بصعوبة تلوين شجرة حب الملوك وسط الطبيعة، فيشرعان في البحث عن اللون المناسب لتلوينها ، و يتوصلان إلى حل يتمثل في الاتصال بالألوان الأساسية ، فتلبي الدعوة و تساعدهما في تلوين اللوحة، و تقدم المشاهد  في قالب ممتع وسط تفاعل و تركيز تام من الأطفال.
و تمثل شجرة حب الملوك التي تعتبر الموضوع الرئيسي للعرض، ركيزة ديكور العرض و و تحمل قصة حرص المؤلف على سردها، بدءا بذكر طبيعة الشجرة و الموسم الذي تنمو فيه ، حيث أنها  تنموفي فصل الشتاء و تزهر في فصل الربيع و في نهاية هذا الفصل تبدأ حبات الملوك في النمو ، و المشكلة أن شجرة حب الملوك «مغرورة» و تتباهى و تتفاخر أمام شجرة التين و البرتقال، بكونها أفضل منهما و ثمارها باهظة الثمن، لكن في الأخير يكتشف المزارع أن عمر هذه الشجرة انتهى، لكون ثمارها لم تعد صالحة ، فيقوم المزارع الذي تقمص شخصيته مخرج و مؤلف العرض ياسين تونسي، بقطعها و بيع حطبها ، لتمرير رسالة إلى الأطفال مفادها أن مآل كل إنسان مغرور الزوال، كما أن النعم لا تدوم .
مسرحية «ثورة الألوان» تفاعل معها كثيرا براعم قسنطينة و استمتعوا بها، و قد قدم شخصياتها كل من الممثل حمزة محمد الشريف و ليندة غنام و سليمة لعايب ، و هي  من تأليف و إخراج ياسين تونسي، و إنتاج مسرح قسنطينة، بالاشتراك مع التعاونية الثقافية طاسيلي.    
           أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى