الوعي بأهمّية التدريب بدأ ينتشر في الجزائر دون أن يتحوّل إلى إستراتيجية
• التنمية البشرية ليست مجرّد كلام ولكنها علوم أنجبتها الحداثة الغربية
سامية بن عكوش، أستاذة بمعهد الأدب العربيّ جامعة جيجل، وباحثة، تخصّص تحليل الخطاب الصوفيّ. بالإضافة إلى تخصّص مواز في التدريب. متحصّلة على دبلوم قائد المستقبل -»الذكاء العاطفي، التخطيط الذاتي، تقنيات التعلّم السّريع، قانون الجذب، الذاكرة وتنمية الذكاء» من المركز العربيّ للتدريب والتطوير ومن مركز عدن 2011،  دبلوم في فنّ وعلم البرمجة اللغوية العصبية (NLP) من الأكاديمية الأمريكية للتدريب 2011، شهادة التفكير الإبداعيّ من المركز الأمريكيّ العالميّ للتدريب 2011، شهادة مدرّبة محترفة من المركز الأمريكيّ للتدريب 2012، شهادة مدربة محترفة في المجال التربويّ من الأكاديمية العربية لجودة التعليم بالرباط وعضوة بالأكاديمية 2012.
كيف اخترتِ التدريب في مجال التنمية البشرية. وهل من نماذج معينة في هذا المجال حفزتك على هذا الاختيار، وأين وصلت في تجربتك هذه؟
سامية بن عكوش: اختياري للتدريب له علاقة بمجال عملي «التعليم»، واخترته كسبيل أنجع لإنجاح مهمّتي التعليمية في الثانوية لسنوات ثمّ حاليا كأستاذة جامعية. عاينت قصور العملّية التعليمية في إحداث تغيّرات ملموسة في طريقة تفكير التلاميذ ومعارفهم وسلوكاتهم، فبرغم انتهاج المدرسة الجزائرية في السّنوات الأخيرة المقاربة بالكفاءات التي تركّز على المتعلّم كمنتج للمعرفة ومؤسّس لكفاءته ولا يلعب فيها الأستاذ سوى دور الموجّه والمرشد والمقوّم، إلاّ أنّ المقاربة بالكفاءات ظلّت لحدّ الآن بعيدة عما هو مأمول. والدّليل على ذلك: مازال الإملاء وشحن الرّؤوس بالمعارف الطابع العام للتعليم عندنا، خاصة في أقسام الامتحانات المصيرية كالبكالوريا، يضطر الأساتذة إلى تقديم المطبوعات والإملاء لإنهاء البرنامج التعليميّ، وشاعت ظاهرة الملخصات لكلّ المواد المقرّرة. ومثل هذه الطرق التي قد يلجأ إليها الأساتذة اضطرارا أو جهلا بنتائجها التربوية، تجعل التلاميذ آليين يجترون ما يُقدّم لهم من معلومات في الامتحانات ليس إلاّ. ورغم المجهودات التي تُبذل والإمكانيات المادية التي صُرِفت وتُصرف كلّ عام، إلاّ أنّنا لا نلمس تغييرا في طريقة تفكير المتعلّم إزاء أيّ وضعية تعلّيمية إشكالية تواجهه في المواد المقرّرة أو في حياته الخاصة. فلم تفلح البيداغوجيات المتوالية في تكوين متعلّمين مستقلين ذوي كفاءات متعدّدة، وهو الهدف المروم من أيّ تعليم. من هنا فكّرت في التوجّه إلى التدريب لأنّه عمليّ ويسمح لي بمعرفة طابع النّقائص التي تواجهني في التعليم من جهة ومن جهة أخرى إمدادي بحلول عملّية وناجعة لتجاوزها، كما سأوضّح ذلك لاحقا.
كيف ترين مستوى «التدريب/ التنمية البشرية» في الجزائر؟
سامية بن عكوش: هناك مجهودات تُبذل في السّنوات الأخيرة من بعض المتكوّنين في مجال التدريب بمختلف أنواعه بفتح مراكز تدريبية وتقديم دورات تدريبية للرّاغبين فيها، وهناك مجهودات فردية أيضا للمدرّبين من خلال نشاطهم التدريبيّ في الميدان مع الجمعيات الخيرية، وهي كلّها مجهودات لابدّ من التنويه بها. لكنّها غير كافية، لماذا؟. التدريب في أصله الغربيّ إستراتيجية الدوّل الغربية في كلّ المجالات، بدءا بالحكومات التي تسنّ إستراتيجيات تنموية مدروسة من مدرّبين وخبراء التخطيط الإستراتيجيّ، نزولا إلى المؤسّسات الإدارية التي تُنفّذ البرامج والإستراتيجيات انتهاءً بالمجتمع المدنيّ الّذي تتكفّل مؤسّساته المدنيّة بترقية حسّه المدنيّ ووعيه الوجوديّ. إذ لا يخلو أيّ حيّ من مدربين في مختلف التخصّصات، ويرافقون الأفراد في مشاريعهم ليحسّنوا اختياراتهم الشّخصية وليحققوا النّجاح فيها. فالمقبلان على الزّواج مثلا يخضعان إلى تدريب إجباريّ لمعرفة كلّ طرف لشخصية شريكه معرفة صحيحة، وبالتالي الانطلاق على أسّس سليمة. التدريب لدى الغرب ثقافة اجتماعية تتجلى في كلّ مناحي الحياة.
في الجزائر هناك حاجة كبيرة للتدريب سواء للأفراد أو المؤسّسات، ونلمس الحاجة من خلال رداءة التنفيذ لكثير من المشاريع الاقتصادية مثلا، وغالبا ما يكون سوء التنفيذ نتيجة غياب التخطيط الإستراتيجيّ أو خلل في الكفاءات المنفّذة أو في الوسائل المسخّرة أو في الجهاز المتابع للتنفيذ. وبالنّسبة للأفراد تتحدث مع شباب يريدون النّجاح في حياتهم وتحقيق طموحاتهم، لكنّهم لا يعرفون ما هي ولا كيف يحقّقونها؟.
في مجال العلاقات الأسرية ارتفعت نسبة الطلاق في السّنوات الأخيرة، وغالبا ما تكون أسبابه سوء اختيار الشّريك أو جهل بمتطلّبات وحاجيات كلّ طرف. ويسهم التدريب الأسريّ في تكوين الشريكين، ومعرفة كلّ طرف لنمط شخصية الطرف الآخر وبالتالي تعلّم الطرق الأفضل لتحقيق الانسجام بين الطرفين. وفي مجال التدريب التربويّ وهو مجال تخصّصيّ، حاجة المدرسة الجزائرية والتعليم بكلّ مستوياته إلى التدريب كبيرة. فلا يكفي أن يتزوّد الأستاذ بالمعارف في مجال النّظريات التعليمية، بل أن يمتلك كفاءة تدريبية تسمح له باكتشاف الخلّل التربويّ ومعالجته بأنجع وأقلّ الوسائل. ولا يكفي تدريب الأساتذة على ذلك، بل إشراك كلّ الفاعلين التربويين في التدريب: التلاميذ والآباء والأساتذة وحتى الطاقم الإداريّ. أي أنّ العمل طويل المدى. ولا تكفي المجهودات المتفرّقة التي تقوم بها بعض الإرادات الخيّرة هنا وهناك ما لم تتبن الدولة الجزائرية إستراتيجية وطنّية للتدريب، بدءا بالاعتراف بشهادات التدريب على غرار البلدان العربية واعتبارها  شهادات مهنّية يمكن للمتحصّلين عليها العمل بها في مؤسّسات الدولة، بخلاف ما هو سائد الآن من عدم الإقرار بهذه الشّهادات. ثمّ تعميم التدريب في كلّ هياكل ومؤسّسات الدولة والمجتمع المدنيّ.
الملاحظ أنّ التأليف في مجال التدريب والتنمية البشرية في الجزائر قليل جدا ويكاد ينعدم، ما السبب برأيك؟، أيضا المواقع والمدونات الخاصة بهذا الشأن شبه منعدمة، ألا ترين أنّه من الضروري وجود مثل هذه الوسائط؟
سامية بن عكوش: معظم المؤلّفات التي نراها في الميدان في مجال البرمجة اللّغوية العصبية «التفكير الإيجابيّ، تحقيق النّجاح، التخطيط المستقبليّ، تحقيق الذات، السّعادة الزوجية»، أمّا المؤلّفات في مجال التدريب التربويّ فتكاد تنعدم. صدرت بعض المؤلفات عن الأكاديمية العربية لجودة التعليم بالرباط بقيادة المدرّب العالميّ «دريس أوهلال» وأنا عضوة فيها، ولي عمل لازلت أشتغل عليه «تطبيق نموذج كورت» على البرامج التعليمية العربية، وهو النّموذج ذاته المطبّق في اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، يتطلّب جهدا كبيرا ويقظة ابستمولوجية، لأنّه ينبني على تحويل مفاهيم من مجال المقاولات كما هو في أصله إلى مجال التعليم. لازال التأليف قليل جدا في مجال التدريب مقارنة بما يؤلّف في الدوّل الغربية. وهو إشكالية في كلّ التخصّصات المعرفية في العالم العربيّ. بالنّسبة لاستخدام الوسائط الإلكترونية: هناك بعض الصفحات على الفايسبوك تسهم في نشر المعارف في هذا المجال وتقدّم حتى محاضرات في القاعات الصوتية لمدربين في هذا المجال كصفحة الفكر المستنير مثلا، وهي غير كافية مقارنة بالحاجة التدريبية للأفراد والمؤسّسات.
ماذا عن مراكز التنمية البشرية والتدريب في الجزائر؟، وماذا عن الدورات التي تقوم بها؟
سامية بن عكوش: عدد المراكز قليل مقارنة بالكثافة السّكانية والحاجة التدريبية، هناك بعض المراكز النشيطة كمركز عدن ببجاية الّذي ينشط باستمرار ويعمل بشراكة مع الأكاديمية العربية لجودة التعليم بالرباط. يُكوّن باستمرار مدربين في شتى التخصصات، التربوية والإرشاد الأسريّ والتخطيط الإستراتيجيّ وخبراء في تسيير المؤسّسات. والجميل في المركز تدريب تلاميذ المدارس على التفوّق الدراسيّ في كلّ مستويات التعليم.
ما مدى إقبال الجزائري على مثل هذه المراكز؟
سامية بن عكوش: لاحظت اهتمام الجزائريين، خاصة الشّباب في السّنوات الأخيرة بالتدريب، بتنمية الذات والتفكير الإيجابيّ والتخطيط المؤسسّاتيّ، بدأ الوعي بأهمّية التدريب ينتشر في المجتمع الجزائريّ، ولربّما العائق الماديّ هو من يحول دون مشاركتهم بكثافة في التربصات التدريبية، لأنّ مبالغ التكوين في البرمجة اللّغوية العصبية أو التدريب الاحترافيّ فوق قدرات الشّباب البطّال أو حتى العامل البسيط. من هنا أرى ضرورة توسيع العمل المجانيّ للمدربين على مستوى الجمعيات الخيرية لتمكين كلّ الفئات من الاستفادة.
لكن الرأي السائد لدى غالبية الناس أنّ: «التنمية البشرية مجرّد كلام وأمر يصعب تحقيقه على أرض الواقع».
سامية بن عكوش: التنمية البشرية ليست مجرّد كلام بل هي علوم متعدّدة ناجمة عن الحداثة الغربية وما حققته من ثورة في معرفة الذات وأغوارها، له تطبيقاته لدى الغرب وأثبت نجاعته في كلّ مناحي الحياة، والدّليل تقدّمهم وتطوّرهم مقارنة بتخلّفنا عن الرّكب. والسّبب إيلائهم أهمّية للاستثمار في الرّأس المال البشريّ. وأقدّم مثالا بسيطا من اليابان التي تعرضت للاستعمار كما تعرضت إليه الدوّل العربية في العصر الحديث، وسارت في طريق الحضارة كما سارت الدوّل العربية في طريق الحضارة، لكنّها وصلت في ظرف وجيز إلى قمة التطوّر ولازالت الدوّل العربية تتخبّط في سيرها. لماذا؟ لأنّ اليابان اشتغلت على بناء الإنسان اليابانيّ منذ الطفولة، بتدريبه على التفكير الإيجابيّ والتخطيط لمشروعه الخاص والإبداع فيه بينما اعتقدنا كما يقول مالك بن نبي أنّ الحضارة تكديس للأفكار في الرّؤوس وللآلات في المصانع وللمنتوجات في الأسواق، فنأينا عن بناء الذات القوّية الصانعة للحضارة.
بناء الذات هو من صميم التدريب، والنّقائص المشاهدة في مجال تطبيقات التدريب في العالم العربيّ لا تقدح في أهمّيته. صحيح هناك فوضى في سوق التدريب العربيّ، كما تسود الفوضى في مجالات أخرى، وصحيح نعاني نقص الكفاءة في بعض المدربين، وصحيح أنّ التدريب يتحوّل في بعض الأحيان إلى وسيلة للكسب السّريع عن طريق بيع الأحلام، خاصة في مجال البرمجة اللّغوية العصبية، التي أعتبرها شخصيا غير كافية لإحداث التغيير اللازم في المتدربين، ما لم تعضد بعلوم أعمق كالكوتشينغ وعلوم الطاقة. صحيح أنّ التدريب في كثير من الأحيان لا يتجاوز مستوى التحفيز النّفسيّ الضروريّ كمرحلة أولى للتغيير، إلاّ أنّ كلّ هذه النّقائص حتمية في أيّ معرفة جديدة تطبّق، والتحدّي الأكبر هو تنظيم سوق التدريب أكثر مِمَا هو عليه وإخضاع المُمارسة التدريبية للنّقد كي تتطوّر أكثر مِمَا هي عليه. ولن يتحقّق ذلك سوى بمؤسّسات قانونية مُعترف بها تقوم بهذه المهمّة.
انطلاقا من تجربتك في التدريب، كيف ترين الأمر لدى من قابلتهم أو دربتهم؟
سامية بن عكوش:  التدريب بالنّسبة إليّ فعلٌ يوميّ أقوم به، في مجال عملي كأستاذة جامعية، أحاول أن أجسّد مشروعي الّذي لازلت أعتكف عليه بمزيد من التكوين والقراءة، ألا وهو تحويل التعليم إلى تدريب. أوّلا من خلال تقديم المحاضرات الجامعية والمداخلات في الملتقيات في شكل عروض تدريبية لا تتقيّد بأيّ ورقة وتنبني على المحاورة بيني وبين الجمهور باستغلال تقنيات خاصة في الإلقاء والأداء وفي أقصر مدة زمنية ممكنة. وهو ما وجد صدى طيّبا في كلّ مرة، إذ يشدّ انتباه الطلبة طيلة العرض بعكس طُرق المحاضرة التقليدية التي يقرأ فيها المُحاضر من الورقة فيملّ المُتلقي وقد ينقطع الاهتمام بما يقوله المُحاضر. ثانيا من خلال العمل الميدانيّ مع الجمعيات التي أتيحت لي الفرصة أن أعمل معها، وهي عروض تدريبية مجانية أسعى إلى تقديمها كلّما سمحت لي الفرصة بتقديمها. وعادة ما أتعامل مع طلبة البكالوريا بتقديم بعض العروض لهم عن استثمار الوقت أو اختيار الشّعبة بعد النّجاح أو التخطيط للمراجعة...إلخ، والتعامل مع هذه الفئة أسهل وأفيد ويلقى اهتماما أكبر.
وماذا عن البرمجة اللغوية العصبية خاصة وأنّ البعض ينظر إليها على أنّها تتعارض مع الإيمان والدين؟
سامية بن عكوش: البرمجة اللّغوية العصبية تنبني على الإيحاء الإيجابيّ للاوعي الفرديّ باستخدام اللّغة. أي التركيز على تحرير الطاقات الهائلة للاوعي الفرد بإلغاء العوائق النّفسية التي تراكمت نتيجة برمجة سلبية من الأسرة أو المحيط أو الإعلام. فمدار البرمجة اللّغوية العصبية الذاكرة والعاطفة المُصاحبة لصوّرها. لا تلغى الصوّر بل تلغى تصوّرات الفرد عن تلك الصوّر، بأن تستبدل بأفكار إيجابية وتلغى الشحنات السّلبية الانفعالية التي تراكمت من خلال التجارب. باختصار مدارها تغيير ما بالنّفس البشرية من عوائق نفسية تحول دون انسجام الفرد مع ذاته وغيره. وأراها في صميم الدّين الإسلاميّ: «لا يغيّر اللّه ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم» وربّما الإشكال الوحيد في البرمجة اللّغوية العصبية أنّها لا تتجاوز مستوى التحفيز النّفسيّ، إذ يخرج المتدرّب من هكذا دورات مشحونا بأفكار إيجابية لكنّها سرعان ما يزول مفعولها، لأنّها لا تمس غالبا سوى القشرة الخارجية من نفسية المتدرّب. يجب أن تعضد البرمجة اللّغوية العصبية بعلوم مساعدة كعلوم الطاقة والكوتشينغ، هذه الأخيرة أثبتت نجاعتها في معالجة كثير من الأمراض النّفسية والذّهنية، والمختصون في هذه المجالات قليلون جدا في العالم العربيّ، والحاجة إليهم كبيرة جدا، خاصة في مجال التعليم، حيث يحتاج التلاميذ إلى مدرّبين في علوم الطاقة والكوتشينغ لمرافقتهم في مشروع التفوّق الدراسيّ.
ماذا عن التنمية البشرية الخاصة بالأطفال، لماذا هي غائبة عندنا، رغم أنّها منتشرة في الكثير من الدول؟
سامية بن عكوش: الطفل ليس مجرّد كائن بيولوجيّ يحتاج إلى غذاء ودواء، بل كائنا نفسيا يحتاج إلى متابعة نفسية وتدريب تربويّ منذ الصغر، وما نلاحظه بالنّسبة للأطفال غياب التخصّص التدريبيّ في هذا المجال، مع أنّ إعداد الفرد المتحرّر المسؤول يبدأ من الطفولة. ومعظم دور الحضانة تُسيّر من إطارات غير مختصة في هذا المجال، ولا تستعين بمدربين نفسانيين، وهذا يندرج ضمن همّ أكبر: غياب إستراتيجية وطنية بعيدة المدى أو متوسطة المدى عن الطفولة وعلاقة المرحلة التمهيدية بالتعليم في أطواره المتقدمة. أي افتقاد الجزائر لفلسفة وطنية عن التربية والتعليم، والطفولة جزء من هذا الافتقاد.     ن/ل    

حاورتها/ نوّارة لحـرش

الرجوع إلى الأعلى