رسائل المسيرات وصلت إلى صنّاع القرار وأغلب المطالب استجيب لها
اعتبر المحلّل السياسي الدكتور لزهر ماروك ، أمس، أن القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بخصوص تأجيل الرئاسيات وعدم ترشحه لعهدة خامسة ، تأتي استجابة لمطالب الحراك الشعبي، وبالأخص رفض العهدة الخامسة، مضيفا في السياق ذاته أن الرئيس قد تجاوب مع مطالب الشارع ولبى أغلب المطالب المرفوعة في المسيرات من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد اليوم، مشيرا في الإطار ذاته إلى فرحة الآلاف من الجزائريين بهذه القرارات، لكن هناك من سيرفض وسيراهن على الشارع  -كما قال -حتى يصل إلى ما يسمى بالتغيير الجذري للنظام كما يتم رفعه في المسيرات السلمية وقال في هذا الصدد إن هذه المسألة ستكون صعبة إلى حد ما،   فيما اعتبر أن المسيرات السلمية في الأيام الماضية، شكلت نقطة مهمة في التاريخ السياسي للجزائر،  حيث أوصلت رسالتها بقوة إلى دوائر صنع القرار في الجزائر .
nالنصر : ماذا تقولون بخصوص القرارات التي  أعلن عنها رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، بخصوص تأجيل الرئاسيات المقبلة وعدم الترشح لعهدة خامسة؟
لزهر ماروك: في الحقيقة هذه القرارات تأتي استجابة لمطالب الحراك الشعبي وهي رفض العهدة الخامسة وكذلك مطالب المعارضة بتأجيل الانتخابات، وبطبيعة الحال لقد جاءت لتلبي هذه المطالب وتهدئ  الشارع ، حيث أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة استجاب لجزء من مطالب الحراك وبالأخص أبرز مطالب هذا الحراك الشعبي  وهي رفض العهدة الخامسة، فالرئيس بوتفليقة قد تجاوب مع مطالب الشارع ولبى أغلب هذه المطالب،  كما أن هذه القرارات تأتي من أجل الخروج من الأزمة السياسية التي تعيشها الجزائر اليوم، و من شأنها أن تهدئ الأوضاع وبالتالي نتجه الآن الى بناء المستقبل .
nالنصر:   بعد إعلان  خارطة الطريق التي أقرها رئيس الجمهورية  استجابة لمطالب الحراك الشعبي السلمي ، هل ستتواصل المسيرات في رأيكم رغم هذه الخطوة المتقدمة التي أقدم عليها الرئيس بوتفليقة؟
لزهر ماروك:  في الحقيقة أن الحراك شعبي، لا قيادة له وليس هناك صوت يتكلم باسمه، باستثناء ما يبث في منصات التواصل الاجتماعي، وقد لاحظنا أول أمس الآلاف من الجزائريين يعبرون عن فرحتهم بقرارات رئيس الجمهورية ، وسيكون هناك طرف يقبل بهذه القرارات ويسير مع مخطط الندوة الوطنية التي أعلن عنها الرئيس والحوار ويكتفي بهذا القدر من  المطالب بعدم ترشح الرئيس وتأجيل الانتخابات ويعتبرها بمثابة تلبية للمطالب،  في المقابل هناك جناح آخر سيرفض  وسيراهن على الشارع حتى يصل إلى ما يسمى بالتغيير الجذري للنظام كما رفع  هذا الشعار في المسيرات السلمية واعتقد أن هذه المسألة ستكون صعبة إلى حد ما .  
nالنصر :  كيف يمكن أن تقرأ مثل هذه القرارات الجريئة وهل هي تفتقد إلى الإطار القانوني والدستوري ؟ وماذا ينص عليه الدستور الجزائري في مثل هذه الحالات التي تمر بها البلاد ؟ وهل يمكن اعتبار أن تأجيل الانتخابات الرئاسية قفزة نحو المجهول، حسب ما يرى البعض ؟
لزهر ماروك: إلى حد الآن رئيس الجمهورية ما زال في منصبه واعتقد أن المجلس الدستوري سيقدم قراءات بخصوص الوضع الدستوري لرئيس الجمهورية بعد انتهاء عهدته الرئاسية الحالية،  ومن جانب آخر فإن ما لاحظناه الآن أن هناك تيار يثمن هذه القرارات  ويعتبرها تلبية كاملة للحراك الشعبي ولابد من الانخراط في الخارطة التي رسمها الرئيس بخصوص تأجيل الانتخابات وتشكيل ندوة وطنية شاملة و جامعة من أجل الحوار حول وضع خارطة الطريق بخصوص الإصلاحات القادمة وكذلك الدستور وتحديد تاريخ الانتخابات، هذا التيار يقبل مثل هذه القرارات أما التيار المعارض فيرفض هذه القرارات ويعتبرها غير كافية وبدأ يتحدث على أنها غير دستورية وأنها تمديد للعهدة الرابعة وهذا الرأي موجود وطبعا ننتظر الحراك الشعبي في الأيام القادمة وما يتمخض عنه هذا الحراك من موقف واضح بخصوص هذه القرارات، واعتقد أن المسالة قد حسمت  وفي حالة إذا تدهورت الأوضاع فإن الجزائر ستذهب إلى مرحلة طوارئ حتى لا تدخل البلاد في موجة من الاهتزاز والعودة إلى سنوات الجمر التي عشنها وهذه القرارات إذا لم تجد استجابة من قبل الحراك الشعبي ، هناك خطوات تصعيدية أخرى قد يلجأ إليها النظام كآخر حل لهذه الأزمة.
nالنصر : ماهي الإجراءات التي ترونها ضرورية وكفيلة بالخروج من الوضعية الراهنة، سيما مع ظهور بوادر رفض القرارات المعلن عنها من قبل فئات في المجتمع؟
لزهر ماروك: الرئيس اتخذ هذه القرارات وكنا نود لو كانت هناك مشاورات واسعة  قبل اتخاذها ، بين السلطة وأحزاب المعارضة وبعض الرموز المحسوبة على الحراك، حتى يشارك في هذه القرارات السلطة والمعارضة والحراك الشعبي، لكن اعتقد أن الوقت لم يكن كافيا والآن يبدو أن المعارضة بإمكانها أن تشارك في المحطات القادمة حتى تستطيع أن تعبر عن رأيها وأن تمرر ما تراه من تصورات بخصوص المرحلة القادمة، خاصة وأن الرئيس لن يترشح وأن الانتخابات القادمة قد تكون فرصة تستطيع من خلالها المعارضة أن تقدم مرشحا يستطيع أن يخلق توازنا ربما إذا كان هناك مرشح من السلطة في الانتخابات القادمة.
nالنصر: المسيرات الشعبية السلمية الأخيرة لقيت إشادة  في الداخل وعلى الصعيد الخارجي
و لقيت إعجاب المتتبعين في العالم
ما ذا تقولون في هذا الشأن؟
لزهر ماروك: هذه المسيرات أغلبها قام بها شباب جزائري، قوة صاعدة، مسيرات حضارية وسلمية أعطت أحسن صورة عن الشعب الجزائري ولم تقترب من المؤسسات الرسمية للدولة ولم يكن هناك عنف ولم يكن هناك أي شيء من شأنه تعكير هذه المسيرات، اعتقد أنها إيجابية جدا وهي الآن شكلت نقطة مهمة في التاريخ السياسي للجزائر، وقد أوصلت رسالتها بقوة الى دوائر صنع القرار في الجزائر .
مراد –ح

الرجوع إلى الأعلى