أسعى لإنتقاء كلماتي و تهذيبها في المستقبل و الجمهور هو الحكم الأخير
 

أوضح محمد بوحاجب المعروف بالاسم الفني الشاب نذير بأن الراي هو فن يستجيب لنبض الشارع ويعبر عنه في نفس الوقت، ولا يمكن وضعه في قوالب فنية محددة، بدعوى المحافظة على جوهر الراي، مضيفا بأن الجمهور هو الوحيد الذي يخوّل له الحكم على نوعية الأغنية إن كانت جيدة أم غير ذلك. الشاب ندير الذي لمع اسمه مؤخرا في سماء أغنية الراي اعتبر بأن جرأة كلمات بعض أغانيه تأتي استجابة لمتطلبات العصر وما يرغبه جيل اليوم، لكنه في نفس الوقت اعتبر بأنه يسعى لانتقاء كلماته في المستقبل وذلك من أجل الوصول بأغانيه للاحترافية وتصبح أكثر قابلية من شرائح المجتمع الأخرى.
-النصر :لمع اسمك مع موجة جديدة في أغنية الراي يصفها البعض بالتنكر للراي الأصلي ؟.
-الشاب ندير:الراي بقى كما هو، ولم يتغير من ناحية الجوهر، أما طريقة الغناء أو العزف فهي عملية ضرورية ومهمة في المرحلة الحالية، من أجل أن يتابع هذه الطابع العالمي استمراريته و ريادته في الساحة الفنية الجزائرية.
- لكن  كثيرون يحنون للراي القديم ؟.
- الراي الحالي هو غناء الجيل الحالي فمن يحن إلى الراي القديم لا يحق له أن يمنع الراي الجديد بدعوى الالتزام بنمط معين في الغناء. ففي المرحلة الحالية لا يمكن مخاطبة شباب اليوم من خلال الأغاني بعقلية التسعينات أو الثمانينات فالظروف الاجتماعية تغيّرت وحتى لغة الشباب اليوم مختلفة عن لغة الجيل الذي سبقهم، لذلك أنا مع السماح للراي بالتقدم أكثر والاقتراب أكثر من مفاهيم هذا الجيل والتعبير عنها بلغتها الأصلية.
-التطوير قد يكون خطرا على بعض الطبوع الغنائية الجزائرية الأصلية؟.
- ما أقوم به أنا بصفتي الشاب ندير هو الاستجابة لمتطلبات هذا العصر من ناحية الموسيقى، فلا يمكننا البقاء مثلا في نفس الآلات التي كانت مستعملة في طابع الراي في سنوات ماضية، فمعظم الشباب مطلعون ويبحثون عن الجديد، و مهما كان الطابع الغنائي الذي يؤديه الفنان إذ لم ينافس بالآلات المتطورة الحالية ويبحث عن ما هو جديد، فإن السوق الفنية ستلفظه خارجا عنها.
-وكأنك ترمي بالكرة في ملعب الجمهور؟.
-نعم فالجمهور هو الحكم الأخير ولا يمكننا أن نكون أباء على أذواقه فهو واع بما يختار من أغاني وله القدرة على التمييز بينها، كما أن هذا الجمهور هو نفسه الذي يلهمني في اختيار كلمات الأغاني حيث أنني أحاول أن أغني الأغاني التي تستجيب لعواطفه ومشاكله بلغته الأصلية إذ أتجنب استعمال الكلمات التي لا يستعملها شباب اليوم.
-أحد أهم الانتقادات التي توجه ضدك هي استعمال كلمات توصف من طرف متتبعين بأنها غير نقية و لا يمكن سماعها في نطاق العائلة؟.
-لدي أغاني تسمع في نطاق العائلة ومحبوبة جدا، فلكل فنان راي أغاني قد توصف بأنها غير نقية لذلك فأنا أسعى بعد شهرتي في السنوات الأخيرة على انتقاء الكلمات أكثر وهذا يعتبر أمرا طبيعيا في مسيرة أي فنان راي، و الذي ينتقدني بهذا الخصوص لا يعرف الأجواء وخفايا فن الراي.
وأحب أن أشير بأن كل مغنيي الراي القدامى لديهم أغان جريئة انتقدت في حينها وأضحت اليوم تراثا جزائريا نفخر به وما على المنتقدين الذين ينتقدونني إلا توسعة معارفهم والإطلاع أكثر على تاريخ موسيقى الراي.
-الراي الجديد هو سوق مالية كبيرة هل ترى بأن المال ساعد على تطوير الراي أم أفسدهم من خلال وجود دخلاء على هذا الفن؟.
- بالمال استطاع الراي تحقيق إنتاج قوي في الجزائر واستوديوهات منتشرة في كل المدن، كما أن الراي هو الفن الذي يكاد يكون الأوحد الذي استطاع أن يصنع سوق للأغنية الجزائرية وساهم في نفس الوقت في الترويج لنفسه بنفسه دون الاستعانة بأموال الدولة الجزائرية.
-لديك في مسيرتك ستة ألبومات غنائية ضمن طابع الراي هل تحضر لألبوم جديد؟.
- انطلقت مؤخرا في التحضير للألبوم السابع الذي أعوّل عليه كثيرا من أجل نيل إعجاب الجمهور، كما أعد مستمعي الشاب ندير بأنه سيكون ألبوما نوعيا وسيكرس أكثر أغنية الراي الجديدة التي أحبوها وأعجبوا بها.
- لمن يحب أن يستمع الشاب ندير؟.
-أستمع للشاب بلال والشاب قادر الوهراني وغيرهم من الفنانين الجزائريين الذين يجددون أغنية الراي.
حاوره حمزة دايلي

الرجوع إلى الأعلى