نسبح في حلقة مفرغة منذ سنتين وحتى غوارديولا لن ينفعنا!
خالف الدولي السابق لخضر عجالي، انطباعات الكثير من التقنيين بخصوص الحسرة والأسف، لغياب المنتخب الوطني عن مونديال روسيا، وقال مدرب جمعية عين مليلة أن  الخضر فقدوا معالمهم منذ عامين تقريبا بفعل أهمل عامل الاستقرار، ما حول منتخبا موندياليا لمجموعة هشة، مضيفا في حوار للنصر أن سويسرا وبلجيكا نموذج يحتذي به، وحتى وإن جانبت التتويج في هذه النسخة، بالتأكيد أن الجيل الحالي والمشرفين على تكوينهم سيحصدون قريبا ثمارا حلوة لما تعبوا من أجله.
حاوره: مروان. ب
• تتواجد رفقة فريقك الجديد جمعية عين مليلة بتربص تيكجدة، كيف هي الأجواء، وهل انتهيتم من ضبط التعداد ؟
بداية أنا سعيد للغاية بتعييني على رأس العارضة الفنية لجمعية عين مليلة، حيث شرعت في العمل منذ عدة أيام، قبل أن تشد التشكيلة الرحال صوب أعالي تيكجدة، من أجل خوض أول معسكر إعدادي هذا الموسم، لقد اقتربنا من ضبط التعداد النهائي، حيث لا تزال تنقصنا خمس صفقات، قبيل علق قائمة الاستقدامات، أنا في انتظار قدوم لاعبين أجنبيين من جنسية إفريقية، وبحول الله سأنجح في رفع التحدي، وسأقود «لاصام» نحو الأهداف المسطرة.
تجديد الثقة في لوف درس لمنتخبات العالم الثالث
• لنتحدث الآن عن المونديال، كيف تقيم المستوى، وما هي المنتخبات التي لاقت إعجابك؟
مونديال روسيا 2018، لم يبح بكامل أسراره بعد، حيث أتوقع المزيد من المفاجآت، بعد إقصاء حامل اللقب منتخب ألمانيا من الدور الأول، لقد تابعنا العديد من المواجهات الشيقة إلى حد الآن، ووقفنا على طرق وأساليب لعب جديدة، على غرار ما قدمه منتخبا سويسرا وبلجيكا، اللذان تأهلا عن جدارة واستحقاق إلى الدور ثمن النهائي.
• تبدو معجبا بطريقة لعب بلجيكا وسويسرا، أليس كذلك ؟
بطبيعة الحال، أنا معجب بالعروض الكروية المقدمة من هذين المنتخبين، حيث أحيطكم علما بأنهما يجنيان ثمار عمل 10 سنوات، لقد انطلقا من نقطة لصفر، ليتحولا إلى مفاجأة المونديال الحالي، في انتظار أن يصبحا إحدى أقوى المنتخبات العالمية مستقبلا، خاصة وأنهما يمتلكان أسماء مميزة تنشط في كبرى الأندية الأوروبية.
بلجيكا وسويسرا يجنيان ثمار عمل 10 سنوات
• إذن ترشحهما للتنافس على اللقب العالمي ؟
سيكون من الصعب على منتخبات مثل بلجيكا وسويسرا الفوز بنهائيات كأس العالم بروسيا، ولكن إن واصلا بنفس السياسة سيعتليان منصة التتويج في يوم من الأيام، أنا أعتقد بأن فرنسا، الأوفر حظا للظفر باللقب العالمي، في ظل ما قدمه منتخبهم إلى حد الآن، ناهيك على العناصر التي تكون هذا المنتخب، حيث بمقدورها صنع الفارق في أي لحظة، بدليل ما قام به الموهبة كيليان مبابي، الذي أهدى الديكة التأهل على حساب «التانغو»، بتسجيله هدفين.
• ما هي الأمور التي لفتت انتباهك خلال المونديال الحالي ؟
ما شد انتباهي خلال المونديال الحالي، منظومات اللعب المتبعة من غالبية المنتخبات المشاركة، خاصة تلك التي لا تعتمد على الاستحواذ (إسبانيا وفرنسا)، حيث أصبحت تعتمد على طرق لعب مغايرة عن تلك، التي ألفناها خلال الدورات الكبرى، إلى درجة أن المتابع لمباريات الدور الأول في روسيا، يقف على منظومة لعب تشبه منظومة كرة اليد، من خلال الاعتماد على الأسلوب المباشر في الحالة الهجومية، والدفاع المتقدم عن طريق جدارين، ما حرمنا الجماهير من المتعة الكروية المنتظرة.
خيبة العرب متوقعة والأفارقة رفضوا تطليق السذاجة
• كيف تفسر معاناة المنتخبات العملاقة، على غرار ألمانيا التي ودعت المحفل الكروي من الدور الأول ؟
كرة القدم الحديثة لم تعد تعتمد على الموهبة فقط، بل الذكاء بات عنصرا مهما في الساحرة المستديرة، بدليل ما حدث مع ألمانيا، التي لم تتجاوز دور المجموعات، رغم امتلاكها لجيل متميز، في وقت نجحت منتخبات أخرى في تقديم أوراق اعتمادها بقوة، على غرار بلجيكا وسويسرا وكرواتيا، صدقوني ما لفت انتباهي أكثر في إقصاء «المانشافت» تجديد الثقة في المدرب خواكيم لوف رغم حجم الخيبة، لأن الألمان يؤمنون بأن المشكلة ليست في المدرب، كونه أهداهم قبل أربع سنوات فقط لقب كأس العالم بالفوز على الأرجنتين في النهائي، وتجاوز البرازيل بسباعية كاملة في المربع الذهبي، وهنا أود أن أضيف شيء آخر.
• تفضل...
تجديد الثقة في المدرب لوف درس لمنتخبات العالم الثالث، التي تحمل دوما المدربين مسؤولية الإخفاق، حيث تسارع لإقالتهم، بدلا من منحهم الوقت الكافي، مما ينعكس بالسلب على مستوياتهم فيما بعد، وهنا أعود لما حدث لمنتخبنا الوطني، الذي تداول عليه أكثر من خمسة مدربين في أقل من سنتين، ما جعلنا نتخبط في حلقة مفرغة، فعوض أن نكون حاضرين في المونديال لثالث مرة على التوالي، نحن الآن نتحسر على غيابنا، الذي اعتبره بالمنطقي في ظل فشل المنظومة الكروية في الجزائر .
أساليب اللعب باتت تشبه منظومات كرة اليد
• كيف تعلق على قرار إقالة ماجر، وهل الحل في الخيار الأجنبي ؟
مشكلة المنتخب الوطني ليست في المدرب رابح ماجر أو غيره، مشكلتنا أعمق بكثير، فنحن ندفع ثمن السياسة الخاطئة المعتمدة من قبل المشرفين على الكرة الجزائرية، وحتى لو جلبنا بيب غورديولا لتدريب الخضر أنا متأكد من فشله، لأنه يصطدم بالواقع المر، هل يعقل بلد بحجم الجزائر بها أربعين مليون نسمة لا تستطيع أن تقدم مدافعا جيدا.
• ماذا عن فشل المنتخبات العربية والإفريقية في المونديال ؟
خيبة العرب في روسيا كانت متوقعة، لأنهم بعيدون كل البعد عن المستوى العالي، فباستثناء «أسود الأطلس» الذين قدموا دورة مشرفة، فالبقية مروا جانبا، والبداية بالمنتخب السعودي، الذي تعرض إلى خسارة مذلة أمام روسيا، ونفس الحال بالنسبة «لنسور قرطاج»، الذين أهينوا أمام إنجلترا، وصولا إلى مصر التي عوض أن تعتمد على المجموعة راهنت على لاعب وحيد (محمد صلاح)، وهذا أمر غير مقبول بالنسبة لمنتخب بحجم الفراعنة.
وبخصوص أداء المنتخبات الإفريقية، فلا تزال تدفع ثمن السذاجة، فرغم أن عناصرها، باتت تنشط في كبرى الفرق الأوروبية، إلا أنها لم تتخلص من العقلية الإفريقية، بدليل ما حدث لنيجيريا والسنغال، اللذان ضيعا تأهلا في المتناول.
تقنية الفيديو خدمت منتخبات الصف الأول وإسبانيا الدليل !
• ما رأيك في تقنية «الفيديو» المعتمدة لأول مرة في نهائيات كأس العالم ؟
أعتقد بأن سلبياتها أكثر من إيجابياتها، صحيح أنها تمنح لكل ذي حق حقه، ولكن طريقة استعمالها تطرح أكثر من علامة استفهام، حيث لاحظنا بأنه تصب في صالح الكبار فقط، بدليل أنها ساعدت إسبانيا على التأهل أمام أسود الأطلس، في وقت هضمت حق العرب ومنتخبات إفريقيا، على غرار ما حدث لنيجيريا أمام «التانغو».
• ما رأيك في مغادرة ميسي ورونالدو للمونديال  ؟
لا يمكنهما أن يقودا منتخبا بلادهما وبمفردهما إلى التتويج بمسابقة كأس العالم، لأن كرة القدم لعبة جماعية، أعتقد بأن ميسي ذهب ضحية المستوى المتدني لبقية زملائه، في وقت افتقد البرتغال للنضج الكروي، حيث ركز على المهارة وتناسى الانضباط التكتيكي.
م. ب

الرجوع إلى الأعلى