تدعم قطاع الصحة بولاية الطارف، أمس، بمصلحة للتكفل بأمراض الدم، تعد الأولى من نوعها، أشرف مدير الصحة و السكان للولاية الدكتور، بادة حاج عبد الرحمان، على تدشينها بمعية الطاقم الطبي و مختصين بالمؤسسة العمومية الإستشفائية الهادي بن جديد بعاصمة الولاية.

و ذكرت مصادر مسؤولة «للنصر»، أن المصلحة التي تم تجهيزها بكافة الوسائل، تضم غرفتين و أربعة أسرة يشرف عليها أخصائيون، ستتكفل بعلاج مرضى الدم  و خاصة العناية بمرضى فقر الدم الوراثي الذي ينتشر بكثرة بالولاية، خصوصا بالمناطق الحدودية، أين تتنامى ظاهرة زواج الأقارب، حيث ستتكفل هذه المصلحة الجديدة بمعالجة المصابين بهذا المرض من سن 6 سنوات و ما فوق، بالتكفل بهم من جميع النواحي طيلة مراحل العلاج، إلى غاية عودتهم لبيوتهم و هو ما سينهي متاعب هذه الفئة من المرضى.
 و أضافت مصادرنا، بأن فتح هذه المصلحة جاء أمام إنتشار مرض فقر الدم الوراثي في أوساط السكان، لاسيما لدى الأطفال، على ضوء الدراسة و التحقيق الميداني الذي قام به الدكتور، بوطرفة نوري، طبيب مختص في مصلحة طب  الأطفال بمستشفى القالة، بعد إستقبال مصالحه لعشرات الحالات من المصابين بالمرض المذكور، حيث توصلت الدراسة الميدانية إلى إحصاء أزيد من 1500 حالة لمرضى فقر الدم الوراثي المنجلي و البحري، 60 بالمائة منهم يتلقون العلاج بمستشفى بوزيد عمر في القالة، فيما يتلقى 40 بالمائة من المصابين المتبقين للعلاج بالمصالح الصحية في مدينة عنابة و أغلبهم من بلديات دوائر الذرعان، البسباس و بن مهيدي المحاذية للحزام الحضري لعنابة.
في حين تشير مصادرنا، إلى وجود عشرات الحالات غير محصاة بعدة بلديات،  خصوصا بالمناطق الحدودية، حيث إنتشار مرض فقر الدم الوراثي، أمام عدم تصريح المصابين بحالتهم من أجل تلقي العلاج و التكفل بهم تجنبا لأي مضاعفات على حالتهم الصحية، رغم النداءات و دعوة الأهالي للتقرب من المصالح الصحية، للتبليغ عن الحالات المشكوك فيها لإتخاذ الإجراءات اللازمة.
و كشف طبيب مختص، عن كون المصلحة الجديدة لمرض فقر الدم الوراثي،  ستتكفل بإستقبال جميع مرضى الولاية و خاصة الأطفال المصابين بهذا المرض الذي يكلف علاجه أموالا كبيرة، في ظل تفشي المرض الذي يبقى سببه ظاهرة  زواج الأٌقارب بحكم طبيعة و تقاليد المنطقة، من دون القيام بالتحاليل المخبرية للزوجين قبل عقد قران الزواج تجنبا لهذه المشاكل الصحية، في الوقت الذي أحصى فيه المصدر وجود أكثر من 600 تلميذ مصاب بمرض فقر الدم الوراثي بعد الدراسة التي أجريت عبر المؤسسات التربوية، جلهم يخضعون للعلاج  المكثف تحت متابعة مستمرة من أطباء أخصائيين.و حذر مختصون من خطر إنتشار مرض فقر الدم الوراثي الناجم عن زواج الأقارب بالأساس، في ظل جهل الأسر المحلية لهذا الداء، ما دفع مصالح الصحة للقيام بحملات تحسيس في أوساط المواطنين و خاصة بالمناطق الحدودية و الأرياف الجبلية، إضافة إلى تنظيم ملتقيات لتوعية السكان بالمرض و كيفية الوقاية منه، بدعوتهم لتجنب زواج الأقارب أو إجراء التحاليل المخبرية قبل الزواج، للتأكد من الحالة الصحية للزوجين، علاوة على تكثيف عمليات المراقبة بالمؤسسات التعليمية، بالتنسيق مع وحدات الكشف و المتابعة للصحة المدرسية، للتأكد من المرض و الحد من انتشاره في الوسط المدرسي
 و التكفل بكل المصابين.                               
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى