أصبحت الكثير من المدن و القرى بالجزائر تحت رحمة الغبار المعدني الثقيل، المنبعث من المناجم و المحاجر المنتشرة على نطاق واسع بالكثير من ولايات الوطن، بعد ارتفاع مؤشر الاستثمار في هذا القطاع الذي يدر أرباحا كبيرة للمستثمرين، و ينشئ الثروة و مناصب العمل، لكنه يشكل مخاطر كبيرة على البيئة و الصحة العمومية.  
إعداد :  فريد.غ
و تعد محاجر دباغ بولاية قالمة، عين عبيد بولاية قسنطينة، و مناجم الحديد و الفوسفات بتبسة من أكثر المواقع المنتجة للغبار المعدني بشرق البلاد، و أصبحت المدن و القرى المجاورة لهذه المواقع في دائرة الخطر القادم من مواقع الحفر و التفجير و التكسير، و حتى خطوط النقل.  
و تعمل قطاعات البيئة، و الصناعة، و الطاقة بالجزائر منذ عدة سنوات على التحكم في الغبار المعدني، و ذلك بحث المستثمرين العموميين و الخواص على تركيب أنظمة متطورة، للحد من الانبعاثات المعدنية الشبيهة بالانبعاثات الغازية التي تخنق عدة مدن حول العالم، و تؤثر على كوكب الأرض تأثيرا بليغا.   
و لم يعد السكان فقط المتضررون من الغبار المعدني بالجزائر، فهناك قطاع الزراعة الذي طاله اثر الغبار الثقيل، حيث أصبحت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية الخصبة عرضة للتدهور، تحت تأثير الغبار المنبعث من المحاجر و مناجم المعادن المختلفة.  
و قد تمكنت عدة دول حول العالم من السيطرة على مخاطر الغبار المعدني باستعمال تقنية المياه، و المصافي العملاقة، التي تمنع انبعاث الغبار و انتشاره في الهواء الذي ينقله إلى مسافات بعيدة، تماما كما يحدث مع رمال الصحراء التي تنقلها العواصف الموسمية آلاف الكيلومترات.  
و زادت مخاوف السكان المجاورين للمحاجر و المناجم المنتجة للغبار، و ارتفعت أصواتهم المطالبة بصد الخطر، و وضع حلول جذرية تحمي الصحة العمومية و المساحات الزراعية، و تحد من مخاطر فقدان التوازن الإيكولوجي، المهدد بالتصدع قرب هذه المواقع غير الصديقة للبيئة و الإنسان.  
و لم يتوقف حماة البيئة بالجزائر من إطلاق التحذيرات المتواصلة تجاه خطر الغبار المعدني، لكن أصوات هذه الجمعيات المحلية و الوطنية لم تعد تثير قلق كبار المستثمرين العاملين في محاجر الجير و الآجر و الحديد و الفوسفات، و حتى الاسمنت الذي يعد أيضا من بين المناجم المولدة للغبار الثقيل، المؤثر على الصحة و الوسط الطبيعي.  
و يقول حماة البيئة بالجزائر بأن بعض أنواع الطيور و الحيوانات البرية ربما تكون قد غادرت بيئتها الأولى بعد أن وصل إليها الغبار المعدني، و هاجرت إلى مواقع أخرى، و ربما تكون أعداد منها قد هلكت بسبب الأمراض و بيئة الوسط الجديد.  
و يتفاقم الوضع البيئي و الصحي أكثر خلال مراحل الجفاف، حيث تبقى سحب الغبار في الأجواء مدة زمنية طويلة، و تشكل طبقات فوق الحقول الزراعية و الغابات، و تبقى هذه الطبقات المدمرة تنتظر سقوط الأمطار كي تزيلها و تنقلها إلى المجاري الطبيعية في شكل أوحال ثقيلة تهدد بتوحل السدود و قتل الكثير من كائنات الوسط الطبيعي المجاور.  
فريد.غ     

من العالم
كندا تمنع استخدام مبيدات حشرية في الزراعة لخطورتها على النحل
نقلت وكالة رويترز عن الحكومة الكندية يوم الأربعاء الماضي قولها بأنها ستسعى لحظر استخدام نوعين من المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة لصلتها بموت حشرات مائية ونحل وذلك في انتصار لدعاة البيئة وفي أحدث انتكاسة لشركات بيع المبيدات. وقال الجهاز المعني بمكافحة الحشرات بقطاع الصحة في كندا إنه سيوقف استخدام هذين النوعين من المبيدات خارج المباني خلال فترة بين ثلاث وخمس سنوات، وهما ثياميثوكسام من إنتاج شركة سينجنتا وكلوثياندين من إنتاج شركة باير. وأثبت بحث أن هذين النوعين بدرجة تركيز تكفي للإضرار بالحشرات المائية التي تتغذى عليها الأسماك والطيور. كما أشارت الأبحاث إلى أنهما يمثلان خطرا على نحل العسل. و يستخدم المبيدان على نطاق واسع في حماية محاصيل الذرة وفول الصويا والكانولا من الحشرات. ويخضع هذا الإجراء الذي اتخذته السلطات الصحية في كندا للمراجعة خلال فترة تمتد 90 يوما طبقا للدستور قبل أن يصبح نهائيا في أواخر 2019.   و يدور جدل كبير حول المبيدات الكيماوية الموجهة لقطاع الزراعة حول العالم، حيث زادت المخاوف من التأثيرات الجانبية لهذه المواد على الصحة و البيئة، و بات من الصعب السيطرة على الوضع و فرض رقابة كافية على منتجي المبيدات الزراعية و نشاط المزارعين الذين يستعملون المبيدات الحشرية لحماية الحقول الزراعية من الأمراض الفتاكة التي تهدد مستقبل الغذاء حول العالم.   فريد.غ

ثروتنا في خطر
الأودية العابرة للمدن بالجزائر
حشرات و روائح و مخاطر بيئية متزايدة
تعرف العديد من المدن الجزائرية مشاكل بيئية متزايدة بسبب المجاري المائية الطبيعية التي تعبر هذه المدن وتحولت إلى مصدر قلق للسكان الذين لم يعودوا قادرين على التحمل أكثر بعد أن بلغ الوضع مرحلة الخوف من انتشار الأمراض المتنقلة عن
 طر يق المياه، و انتشار الروائح و الحشرات على مدار السنة تقريبا و خاصة خلال مراحل الجفاف أين يتعقد الوضع أكثر بسبب ارتفاع منسوب مياه الصرف الصحي بالأودية المكشوفة، كما يحدث بمدن وادي الزناتي، بومهرة احمد، حمام النبائل بقالمة و حي البياضة الشعبي بمدينة الونزة بتبسة.   و بعد صبر طويل وسط بيئة غير ملائمة للعيش، تحولت مطالب السكان المجاورين لهذه المجاري الملوثة، و المفتوحة على الطبيعة من تطهير الأودية إلى ضرورة تغطيتها على امتداد المقاطع العابرة للتجمعات السكانية للحد من انتشار الروائح المقلقة و الحشرات و الزواحف.   و لم يجد المشرفون على شؤون البيئة و العمران بالجزائر حلولا للأودية العابرة للمدن، لأن تكلفة تغطية هذه المجاري السوداء و تطهيرها باستمرار يتطلب إمكانات مادية كبيرة قد تفوق ميزانيات سنوية لولايات صغيرة، لكن الآمال تبقى معلقة على قطاعات الموارد المائية، الداخلية و البيئة و حتى السكن و العمران لإطلاق مشاريع واعدة لتغطية المجاري المفتوحة بالوسط العمراني و حمايتها من التلوث، من خلال بناء محطات صغيرة لتصفية مياه الصرف الصحي قبل دخولها المجاري الطبيعية المغذية للسدود و الحقول الزراعية عبر مختلف ولايات الوطن.
فريد.غ / ع . نصيب

أصدقاء البيئة
عمال نظافة برتبة مهندس ببلدية الوادي
تأكيد على أن النظافة مسؤولية الجميع وتبدأ من البيت
أكد عدد من عمال النظافة ببلدية الوادي أن نظافة المحيط تبدأ من البيت بالتوعية و التحسيس من خلال ما رفعوه من شعارات،  بالإضافة إلى ترسيخ ثقافة تصنيف بقايا المخلفات المنزلية بإخراجها ووضعها في المكان و الوقت المناسبين، جاء هذا خلال حملة النظافة التي يقومون بها  عبر الشوارع الرئيسية لوسط المدينة كل يوم سبت خلال الشهر الجاري.
وصرح عدد من عمال النظافة «للنصر»أن علبة عصير أو غلاف حبة حلوى ترميها في السلة أو الحاوية الخاصة لذات الغرض ،أمام أعين المارة بمن فيهم الأطفال من شأنها أن تقلل من انحنائهم لرفعها، و تحمي البيئة من تراكم الأوساخ و مخاطرها على الصحة العمومية، مؤكدين أن عمال النظافة مهما كان عددهم لن يستطيعوا لوحدهم تنظيف المحيط ما لم يتعاون الجميع كل حسب دوره.
البشير منصر          

مدن خضراء
دخلت التصاميم الهندسية الجديدة
حدائق التسلية و النزهة..نموذج للمدينة الخضراء بالجزائر
عاد الاهتمام من جديد للفضاءات الخضراء بالوسط العمراني بالجزائر، من خلال التصاميم الهندسية للمدن و الأحياء السكنية الجديدة، التي تتمدد باستمرار تحت تأثير أزمة السكن التي تعرفها البلاد منذ سنوات طويلة.  
و أصبحت حدائق التسلية و النزهة داخل المدن بمثابة تحول جديد، يدعم جهود حماة البيئة، الذين يعملون ليل نهار لتغيير الصورة النمطية السوداء التي سيطرت على المشهد في السنوات الأخيرة تحت تأثير فوضى العمران و السباق المحموم لبناء المزيد من الأقطاب العمرانية الجديدة، لتلبية الطلب المتزايد على السكن عبر مختلف ولايات الوطن.  
و نجح الكثير من المهندسين في تجسيد نموذج المدينة الخضراء الصديقة للبيئة و الإنسان، من خلال حدائق و متنزهات صغيرة تتوفر فيها كل مقاييس العمران الأخضر، الذي تحول إلى حلم للجزائريين الذين يعانون من تراجع المساحات الخضراء داخل المدن، و تصحر الوسط الطبيعي بسبب التلوث، و اليد المدمرة، التي أتت على مساحات واسعة من الغابات المحيطة بالمدن الكبرى عبر مختلف مناطق الوطن.  
و إلى جانب الكائنات الخضراء من أشجار و أزهار و عشب أخضر، يحرص المهندسون على تركيب تجهيزات صديقة للبيئة، و بناء ممرات و هياكل من مواد طبيعية كالحجارة و الخشب، حتى يكون الموقع نموذجا للتنمية المستدامة و متناسقا مع الوسط الطبيعي الخالي من الملوثات الصناعية.   
فريد.غ 

 

الرجوع إلى الأعلى