نجحت مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات بأم البواقي، في كسب الرّهان الذي عُلّق عليها، وتمكنت في ظرف وجيز من خلال سلسلة تعاقداتها مع عديد المؤسسات الناشئة المختصة في تشتيل وبيع الأشجار، من تغيير وجه المدينة وإضفاء جمالية أكبر عليها، على الرغم من الصعوبات العديدة التي تواجهها وأبرزها غياب الطاقم البشري المؤهل في مجال التشجير لمتابعة العملية ميدانيا ونقص الإمكانيات.

مدير المؤسسة بوخالفة خالد وفي لقائه بالنصر، أوضح أن المؤسسة باشرت خلال الأشهر القليلة الماضية عملية تشجير واسعة، أين كانت البداية بمدينة أم البواقي وبدأت في التوسع نحو عديد المدن، ومن المتوقع أن تشمل البلديات الكبرى والصغرى.
وأضاف المتحدث بأن العملية تكفلت بها مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات وبعض النقاط المرتبطة بها، وقد شاركت فيها عديد المؤسسات، وبخصوص عملية الغراسة والتشجير التي تتواصل بشكل يومي، وكذا إمكانية تضرر الأشجار والفسائل المغروسة وعدم نجاحها على أرض الواقع، بيّن المتحدث بأن المؤسسة اتخذت جميع الاحتياطات والترتيبات المناسبة في ظل التباين الحاصل في درجات الحرارة وكذا في ظل التقلبات الجوية، أين تم تسطير برنامج لمتابعة العملية بالسقي المتواصل.


كما أن المؤسسة ولأجل إنجاح العملية اقتنت نوعية جيدة من الأشجار الملائمة لمناخ المنطقة، وتعاقدت مع عديد المؤسسات المختصة التي ستتكفل بمرافقة عملية التشجير بالسقي، كما أن التعاقد يشترط في أحد بنوده إخضاع الأشجار المغروسة لفترة سنة كضمان، بهدف إنجاح العملية، التي لا تزال متواصلة بعاصمة الولاية وستشمل بقية الأحياء.
حملة واسعة لرفع أكوام النفايات
محدثنا أضاف بأن عملية التشجير تم تسطيرها بعد إتمام حملة كبرى لتنظيف المحيط من رفع للأتربة والأوساخ وإزالة النقاط السوداء ورفع النفايات الصلبة، وشملت طرقا مزدوجة وسط مدينة أم البواقي ومساحات خضراء كانت مهملة وعادت الحياة لها حاليا بفضل مجهودات السلطات الولائية، وتم تخصيص بعضها للعائلات بمقابل مادي للحفاظ عليها وصيانتها، فيما تم تجهيز العديد منها بكراسي وتغطية مساحات منها بالعشب الطبيعي.
وأكد المتحدث بأن العملية تم تجسيدها ويتواصل ذلك من ميزانية الولاية، ويتضمن البرنامج التوجه نحو بلديات أخرى وبنفس النمط، أين تم الانتهاء قبل أيام من تهيئة عديد المساحات الخضراء والنقاط الدائرية بمدينة عين فكرون سواء على مستوى وسط المدينة أو بالمدخل الشرقي لها، كما انطلقت الأشغال بمدينة عين ببوش، أين ستتم تهيئة مساحات خضراء ونقاط دائرية بمدخلها، مع غرس أشجار على حواف الطرقات، كما تجري الإجراءات بالتنسيق مع البلدية لتهيئة مساحات خضراء حضرية بجانب ابتدائيتي شاوي محمد وعزاب لكحل.
غرس آلاف الشجيرات
 عبر 8 مواقع
وعن حجم عملية التشجير والأصناف التي تم الاعتماد عليها وكذا المواقع التي شملتها، أوضح المتحدث بأن العملية مست 8 مواقع وسط مدينة أم البواقي، وعرفت تغيرا كليا عما كانت عليه، إذ تم غرس 10398 بين شجرة وشجيرة، منها 9285 شجيرة طولها بين 30 و50 سنتمترا و1113 شجرة طولها بين 2.5 و4.5 أمتار.
وأضاف مدير مؤسسة تسيير مراكز الردم التقني للنفايات بأنه تم على مستوى المدخل الغربي لمدينة أم البواقي غرس 40 شجرة نخيل من نوع «فونيكس» وألف حوض من الأزهار من أصناف «جيرانيوم» و»قازانيا» و»مارغريت» و2800 عملية غرس للعشب الطبيعي، وكذلك 1145 شجيرة من نوع «بيتوسبروم» و64 أخرى من صنف «تويا».
وعلى مستوى المساحات الخضراء بنهج زرداني حسونة الممتدة من مفترق الطرق بحي النصر وحتى مفترق الطرق بحي الألوان، تم غرس 2730 شجيرة من نوع «بتوسبروم» و211 شجرة من نوع «فيكيس» بطول 2.5 متر. وعلى طول طريق خنشلة ضمن المساحة الممتدة من النقطة الدائرية بجانب مقر وحدة البحث والتدخل وحتى مقر خزينة الولاية، تم غرس 1410 شجيرات من صنف «بيتوسبروم» و35 من نوع «فيكيس» بطول 2.5 متر و21 نخلة من نوع «واشنطونيا» بطول 2.5 متر»، وعلى مستوى الطريق المحاذي لمقر الولاية، تم غرس 224 شجرة من نوع «فيكيس» بطول 2.5 متر.
كما تم على مستوى المساحة الخضراء المتواجدة وسط الطريق المؤدي للمدينة الجديدة 3، غرس 117 شجرة «فيكيس» وألف حوض أزهار، مع 120 عملية غرس للعشب الطبيعي، وبمحاذاة دار الأشخاص المسنين على الطريق الوطني رقم 10، تم غرس ألفي حوض أزهار و53 شجرة نخيل و45 نخلة من نوع «واشنطونيا» و20 شجرة «فيكيس».
وبجانب الطريق المحاذي لمحافظة الغابات تم غرس 84 شجرة «فيكيس» و45 نخلة من نوع «واشنطونيا» و63 نخلة من صنف «فونيكس»، كما تمت تهيئة المساحات الخضراء على طول طريق الجامعة، بغرس 410 شجيرات من نوع «فوزين بول» و54 من نوع «بلاتان» و22 شجرة «ستريكوليا».
دعوة للمواطنين للحفاظ على الأشجار
وبخصوص الصعوبات التي تواجهها المؤسسة في عملية التشجير، أشار المتحدث إلى أنه ونظرا لأن العملية انطلقت مؤخرا بالمدينة ولغرس ثقافة التشجير وسط سكانها، وجه رسالة للسكان بتقديم العون للحفاظ على الأشجار، وكذا تجنب وضع بقايا النفايات الصلبة في الأحواض، إلى جانب تفادي ما تم تسجيله من تعرض الأشجار والعصي الخشبية المسندة لها للسرقة، ناهيك عن تفادي المشي على المساحات المغروسة تجنبا لكسر الأشجار والشجيرات المحيطة بها.
 كما أن المؤسسة مثلما يضيف مديرها، تعرف نقصا في المعدات نظرا لكون العملية حديثة، موضحا بأنه وقبل الانخراط في عملية التشجير، بادر مجلس إدارة المؤسسة إلى توسعة نشاطها وإضافة نشاط ثانوي يتمثل في تصميم وتسيير وتهيئة المساحات الخضراء، وقبله تمت توسعة نشاط المؤسسة إلى البناء والأشغال العمومية والتسلية.
وبتعديل نشاط المؤسسة تم كذلك تعديل برنامج العمل بالنسبة للموظفين، أين تم استحداث فرقتين للسقي ليلا وفرق أخرى للبستنة والحدائق داخل مراكز المؤسسة وعددها 8 مراكز بالولاية، وكذا على مستوى غابة الاستجمام «الصنوبر»، وحاليا يخضع العمال لعمليات تكوين غير مباشر من خلال الاحتكاك بالمؤسسات المتعاقد معها في مجال الغراسة والتشجير والسقي.
                     أحمد ذيب

ينتشر في غابتي جبل الوحش وشطابة: الصيـد الجائـر يهدّد الذئـب الذهبي بقسنطينــة

 

يعتبر الذئب الذهبي الإفريقي، من بين الحيوانات النادرة والمحمية، يعيش بشكل كبير في شمال إفريقيا وتحديدا الشمال الشرقي و منطقة الساحل كذلك، وهو معروف بتواجده الكبير بولاية قسنطينة موطنه الأكثر استقرارا وأمنا، ولكن بعض التصرفات والسلوكيات غير المسؤولة تهدد وجوده فعليا، خصوصا محاولات قتله على يد مزارعين يصطادونه بشكل جائر خوفا على الماشية و الدواجن، وهو ما أثر على تعداده وظروف عيشه.

ورغم أنه من سلالات الذئاب المسالمة، التي لم تسجل  طوال تاريخها أية حوادث عنيفة، إلا أن التعامل معه يكون حذرا من قبل الأفراد الذين لا يتوانون عن قتله بمجرد مشاهدته، مع ذلك فقد تمكنت محافظة الغابات بقسنطينة في السنوات الأخيرة، من رصد عدد معتبر من الذئاب الذهبية في غابتي جبل الوحش وشطابة، وهو ما يوجب حسب ممثلين عنها، الاهتمام بهذا الحيوان للحفاظ على تواجده في المنطقة و ضمان التنوع الحيوي و توازن النظام البيئي.
سمعة أسطورية تمتد عبر الثقافات والعصور


ويصنف الذئب الذهبي من بين أكثر الكائنات البرية إثارة وجذبا للاهتمام فهو يتمتع بسمعة أسطورية تمتد عبر الثقافات والعصور، حيث يصور في الحكايات كمخلوق شجاع وحكيم، أو كرمز للقوة والشراسة، وبحسب خبير الغابات بمحافظة ولاية قسنطينة عيسى فيلالي، فإن الذئب الذهبي الإفريقي حمل في مرحلة معينة اسم ابن آوى، ويصنف من سلالة الكلاب، لكن دراسة نشرت في عام 2015 أظهرت أن حمضه النووي أقرب إلى الذئب الرمادي وينتشر في غرب وشرق وشمال إفريقيا بما في ذلك جبال الأوراس في الجزائر.
وأوضح الخبير، أن الذئب الذهبي الإفريقي، من الحيوانات التي يقتصر استيطانها على دول غرب وشمال إفريقيا والشمال الشرقي للقارة وكذلك منطقة الساحل، مشيرا إلى انتشاره بشكل ملحوظ في مختلف غابات ولاية قسنطينة خصوصا شطابة و غابة جبل الوحش و غابتي الهرية والقرزي كذلك.
وقال المتحدث، بأن الذئب الذهبي ثروة حيوانية لا يستهان بها بالنظر إلى قيمته البيئية والعلمية وحتى الاقتصادية، رغم ذلك فإن الواقع المبني على الأبحاث والدراسات يكشف بأن هذا الكائن مهدد بالانقراض، بفعل أنشطة الإنسان التي تؤثر على طبيعة عيش الحيوان، وهو ما استوجب إخضاعه للحماية القانونية حيث تمت الإشارة إليه في الجريدة الرسمية وتحديدا في القائمة الثانية التي تناولت موضوع الحيوانات والنباتات المحمية.


يتغذى على الحيوانات الصغيرة
وعلى الرغم من وجود هذه القواعد إلا أن فعالیتها تبقى نسبية في حمایة الذئب الذهبي من الانقراض، بسبب التزايد المستمر لظاهرة الصيد العشوائي مما یستدعي بحسبه اتخاذ إجراءات أخرى أكثر صرامة لحمايته من خلال القيام بحملات تحسيسية في المداشر والقرى، لتوعية الصيادين بأن الذئب الذهبي مسالم وخجول، ويتغذى بشكل أساسي على الحيوانات الصغيرة مثل الأرانب والفئران والطيور، كما يلجأ إلى تناول فاكهة الغابة في حالة شح الطرائد، وذلك من أجل البقاء على قيد الحياة.
ويواجه الذئب الإفريقي، تحديات جمة بسبب تدهور موائله الطبيعية وتدخل البشر في بيئته، وكذا تراجع المساحات الغابية ما أدى إلى تقلص مساحات عيشه وتقليل فرصه الغذائية، إلا أن أكبر التهديدات التي تواجهه تتعلق بالقرويين الذين يضعون له السم لقتله.
وحسب فيلالي، فقد لاحظ خلال خرجاته الميدانية، أن هذا النوع من الحيوانات يهرب من الإنسان ولا يهجم عليه، ولذلك لا يشكل أي خطر إلا في حال تم التعدي عليه، أو كان مريضا أو مصابا.
ولحماية الذئب الذهبي و الضبع  المخطط و ابن عرس و الرباح و النمس من القتل، قامت محافظة الغابات ببرمجة خرجات ميدانية إلى غابات قسنطينة من أجل توعية القرويين بخطورة ذلك، وبالدور الذي تلعبه هذه الحيوانات في النظام البيئي، حيث تساهم في تنظيم أعداد الحيوانات الفريسة والحفاظ على التوازن البيئي، ناهيك عن أن وجود الذئب يشير إلى صحة النظام البيئي في المنطقة.
حيوان ذكي ومسالم
أما بالنسبة إلى شكل الذئب الذهبي الإفريقي، فهو يمتلك أنفا طويلا وكذلك آذانا كبيرة نوعا ما، ذيله قصير و لا يزيد طوله عن 20 سم، أما لون الفراء فيختلف باختلاف المكان الذي تعيش فيه الفصيلة، ولكن اللون السائد هو الأصفر الذهبي أو الرمادي المائل للفضي.
وقال المتحدث، بأن نظراته حادة جدا، تماما مثل نظرات الذئب الرمادي مضيفا أن الذكاء الحاد يعد من بين الصفات التي رصدها لدى هذا الحيوان وذلك خلال خرجاته الميدانية، لأنه لا يتحرك عندما يكون بعيدا عن الخطر، وإذا اقترب منه الإنسان يهرب سريعا.
أما فيما يخص طبيعة عيش السلالة، فهي من النوع الذي يفضل أن يتنقل ويصطاد وحيدا أو في شكل ثنائيات، وليس في جماعة، عكس ابن أوى  الذي يفضل التحرك ضمن قطيع كامل.
لينة دلول

دعوة للتقليل منها و فرزها قبل رميها: النفايـــــات الإلكترونيــــــة خطــــر بيئــــي أفـــرزه فـــــرط استهـــــلاك التكنــولوجـيـــــــــا


يتعامل أفراد المجتمع مع النفايات الالكترونية بطرق عشوائية تجعلها تشترك مع عوامل أخرى في تلويث البيئة والإضرار بها، إذ تُرمى مع النفايات المنزلية دون الانتباه إلى فصلها أو عزل بعض المواد التي تحتوي على غازات سامة، ما يحولها إلى قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت مسببة حرائق تهلك المساحات الخضراء، ناهيك عن تعريض عمال النظافة لإصابات خطيرة أثناء عملية جمعها من الحاويات أو تفريغها.


ومن عادات التعامل السلبية مع الأجهزة الإلكترونية منتهية الصلاحية، تخصيص ركن لها في المنازل يحتوي على أي جهاز قديم أو متلف، بينما تُحول في أحيان أخرى إلى أصحاب مستودعات خاصة بجمع الخردوات يشترونها بأسعار رمزية لاستخراج بعض المواد منها على غرار النحاس والحديد، فضلا عن قطع الذهب ثم يرمون الأجزاء المتبقية في مساحات مفتوحة.


وتتأثر الصحة العامة جراء تلوث الهواء بسبب الغازات التي قد تنبعث أثناء عملية حرق النفايات الإلكترونية، ناهيك عن تهديدها للسلامة البيئية، باعتبارها مصدرا للنفايات الصلبة التي تتنامى في العالم بسبب تطور الصناعات الإلكترونية وانتشار التجارة في هذا المجال، ما جعل الأجهزة الإلكترونية تتوفر في كل بيت خصوصا في ظل الرغبة في استبدال الأجهزة القديمة بشكل مستمر.
«التقادم المبرمج» تضحية مباشرة بالبيئة
واعتبر الأستاذ في علم البيئة، بجامعة الإخوة منتوري بقسنطينة، عزيز ملياني، «التقادم المبرمج» المشكلة الأساسية التي تطرحها الصناعات الإلكترونية، ومقارنة بالنفايات الناجمة عن الأجهزة فإن هذا الأخير له تأثير أكبر على البيئة.
وقال ملياني، إن هذه الاستراتيجية معتمدة في مصانع الأجهزة الإلكترونية المنزلية، ومنتجات تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات لتحديد عمر المنتج وجعل عملية إصلاحه مستحيلة، بهدف تشجيع عملية استبدال المنتجات بصورة متكررة بما يسمح للعلامة بالمحافظة على زبائنها والاستمرار، ناهيك عن احتكارها للسوق وإبعاد منافسيها من خلال ما تطرحه من تحديثات في برامج المعلوماتية في الأجهزة الجديدة، وجمالية الشكل الخارجي وعصرنته، خصوصا من ناحية الاهتمام بالشاشات وجودة «الكاميرا» مع استغلال الاحتياجات التكنولوجية للزبائن ما يدفعهم لتغيير أجهزتهم واقتناء أخرى جديدة كلما طُرح جهاز جديد في السوق. وتابع، بأن جهل المواطن بالطريقة الصحيحة للتعامل مع الجهاز المتلف ورميه مباشرة في حاويات النفايات، في ظل عدم التحلي بثقافة الرسكلة، وغياب فروع تابعة للشركات المصنعة الأصلية التي تسترجع الجهاز، عوامل أزمت الوضع، وأدت إلى ظهور عدة مشاكل بيئية، ناهيك عن تأثر التنوع البيولوجي كنتيجة للمواد السامة وانبعاث الغازات الدفيئة بسبب التعامل العشوائي مع النفايات الإلكترونية.
انفجارات واحتباس حراري
وأضاف الأستاذ في علوم البيئة، بأن عدم فصل مواطنين للنفايات الإلكترونية عن المنزلية صعب من عملية تسييرها، خصوصا أثناء حرقها حيث تنبعث من بعض موادها غازات تسمم المحيط الذي تم التخلص منها فيه وتزيد من حدة الاحتباس الحراري، ناهيك عن خطورتها على عمال النظافة أثناء التعامل معها في المفارغ، وحتى على الأطفال الذين يلعبون بجانب الحاويات، ففي حالة انفجارها يمكن أن تسبب لهم حروقا خطيرة أو التهابات، ناهيك عن جروح عميقة بفعل زجاجها المنكسر الذي يكون سميكا عكس الزجاج العادي.
من جهة أخرى، تطرق ملياني للحديث عنها كعامل مسبب للحرائق سواء بسبب الغازات الموجودة بداخلها أو الزجاج، وأوضح المتحدث بأن بعض الأجهزة الإلكترونية تحتوي على عدسات مكبرة تتسبب في انعكاس أشعة الشمس فتنتج عنها شرارة تؤدي إلى اندلاع الحرائق خصوصا خلال الأيام التي تعرف ارتفاعا في درجة الحرارة، ناهيك عن احتوائها على مواد غازية قابلة للانفجار تحت تأثير الضغط.


النفايات الإلكترونية غير قابلة للتحلل
 قال عضو جمعية حماية البيئة والطبيعة، هشام بوعيشة، إن المواد الموجودة في النفايات الإلكترونية مثل البطاريات والحديد ناهيك عن البلاستيك تكون ذات طبيعة صلبة وغير قابلة للتحلل، وبالتالي فإن التخلص منها بطرق عشوائية يؤدي إلى تراكمها في الطبيعة وتضاعف حجمها في كل مرة.وأعقب بأن تواجدها في البيئة يشكل خطرا على كل عناصرها من الكائنات الحية وصولا إلى البكتيريا النفعية الموجودة في التربة، ناهيك عن تلويثها للهواء، وقال بوعيشة بأن المتضرر الأكبر في هذه الحلقة هو الإنسان، سواء بسبب تأثر صحته أو الموارد التي ينتفع منها مياها كانت أو منتجات زراعية.ولتفادي المشاكل البيئية، نصح عضو جمعية حماية البيئة والطبيعة بتفادي الإفراط في اقتناء الأجهزة الإلكترونية ولواحقها خصوصا المنتشرة في بعض الأسواق وعلى قارعة الطريق، و التي تكون بأثمان زهيدة وجودة سيئة ما يؤدي إلى تلفها بسرعة، كما حذر من تعامل الإنسان العشوائي مع الطبيعة ناصحا بضرورة الحفاظ عليها وتجنب الرمي العشوائي للمهملات.
كل مراحل تصنيع الأجهزة الإلكترونية تخلف كما من النفايات
وحسب عزيز ملياني، الأستاذ في علم البيئة بجامعة الإخوة منتوري فإن مشكلة النفايات الإلكترونية لا تتعلق فقط بطريقة تسييرها أو خلال آخر مرحلة من عمر المنتج، بل هي عبارة عن حلقة ضمن سلسلة طويلة ناتجة عن مخلفات مراحل تصنيع هذه الأجهزة.
وأفاد، بأن المرحلة الأولى تكون متعلقة بعملية استخراج المعادن من المناجم مثل الحديد الذي يحتاج إلى طاقة كبيرة جدا، ناهيك عن تدخل آلات ضخمة تخرج منها غازات تسبب الاحتباس الحراري، مرورا بعملية التصنيع وما تخلفه من مهملات خصوصا البلاستيك والمواد الصلبة فمرحلة النقل، وكلها خطوات لها مفرزات سلبية على البيئة و يشارك التقادم المبرمج في زيادة حدتها وفقا للمتحدث، الذي قال إن هذه المواد لا تلوث سطح الأرض فحسب، فالمياه الجوفية والبحار أيضا غير محمية منها وبالتالي ينتقل تهديدها إلى الكائنات البحرية.
ثروة تتحول إلى نقمة بيئية
ويطرح الحديث عن النفايات الإلكترونية التطرق لفوائدها أيضا، خصوصا عند عملية إعادة تدوير بعض القطع والمواد، وفي هذا الصدد يقول الأستاذ في علم البيئة، بأن رسكلة هذا النوع من النفايات يُكسب الكثير من المعادن النادرة مثل «الكوبالت»، «الأليمينيوم» النحاس والحديد، فضلا عن قطع الذهب التي يمكن الاستفادة من قيمتها أو إعادة توظيفها في تشغيل أجهزة أخرى بدل دفع أموال من أجل استخراجها من المناجم أو اقتنائها بأثمان باهظة.
وعلق ملياني، بأن التسيير غير المدروس لبقايا الأجهزة، فضلا عن غياب مؤسسات أو جمعيات خاصة تتكفل بجمعها وعملية رسكلتها، يحرم من الاستفادة منها كمورد ثانوي. وبحسب عضو جمعية حماية البيئة والطبيعة، هشام بوعيشة، فإن الجزائر تعاني من ارتفاع في حجم النفايات الإلكترونية، وقال إن الهواتف التالفة ولواحقها ناهيك عن أجهزة التحكم عن بعد، تعد من البقايا الشائع انتشارها في الطبيعة، وأرجع ذلك إلى الاستهلاك المفرط لهذه المنتجات الإلكترونية.
 ناهيك عن غياب آليات لإعادة تدويرها ومؤسسات تهتم بهذا الشأن، وقال إن تسييرها لحد الساعة يتم بطرق غير منظمة إما برميها، أو دفعها إلى بائعي الخردوات الذي يأخذون منها القطع التي يستفيدون منها ويرمون الأخرى.
ودعا بوعيشة، إلى تفعيل دور الجمعيات المهتمة بالبيئة، من أجل التحسيس بالمشاكل البيئية وتوضيح أسبابها، فضلا عن تبيين أهمية الرسكلة للحد من انتشار النفايات بمختلف أنواعها في الطبيعة، وكحل مساعد على التحكم في حجمها، ناهيك عن تفادي تأثيراتها السلبية على الإنسان وباقي الكائنات الحية.    إينـاس كبير

الرجوع إلى الأعلى