فقدت الجزائر آلاف الهكتارات، من المساحات الغابية خلال حرائق الصيف الماضي، حيث يتحمل العامل البشري جزءا كبيرا من مسؤولية هذه الحوادث التي أحدثت اضطرابات إيكولوجية خطيرة قد تمتد آثارها لمئات السنين، في الوقت الذي مازال فيه الاعتداء على البيئة مستمرا بهذه المناطق، لاسيما في هذا الفصل الذي تعد فيه الغابات مقصدا أولا للسياحة وهواة الصيد والرياضة.
إعداد: لقمان قوادري
وعرفت الجزائر صيفا أسود  بعد ان أتت النيران على مساحات غابية واسعة، حيث  احترقت في ولاية الطارف أزيد من ستة آلاف هكتار، و قالمة ألفي هكتار ، فيما اختفت 2000 هكتار من الغابات بعنابة من الوجود فضلا عن 2800 هكتار بسكيكدة و 200 هكتار بقسنطينة بالإضافة إلى كل من تيزي وزو وبجاية وجيجل.
وتشير اللجنة العلمية لجمعية حماية البيئة والطبيعة بقسنطينة على لسان رئيسها عبد المجيد سبيح، بأنه لابد من الانتباه والوقاية من حرائق الصيف، ابتداء من هذا الفصل الذي تعرف فيه الغابات إنزالا من طرف العائلات وهواة الصيد والسياحة الجبلية، حيث ذكر بأن السلوكات المشينة ما تزال تسجل عبر العديد من ولايات الوطن من خلال الرمي العشوائي للردوم والنفايات فضلا عن بقايا البلاسيتك والعجلات المطاطية والتي تعتبر مواد تتسبب في اشتعال الحرائق بعد تعرضها لأشعة الشمس الحارقة.
وأضاف المتحدث، بأن الحشائش الضارة والأشجار الميتة تعتبر عاملا أساسيا في اشتعال النيران، فضلا عن رمي بقايا الزجاج والتبغ وأعواد الثقاب، داعيا إلى ضرورة تكاثف جميع الجهود من خلال الحملات التحسيسية وحتى الإجراءات الردعية، فضلا عن مد يد العون لأعوان الغابات لحماية هذه الثروة التي تعد مصدرا للتقليل من التلوث الهوائي والصوتي، فضلا عن كونها مأوى للكائنات الحية والتنوع البيولوجي.
وترى اللجنة العلمية للجمعية، بأن الدولة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بإنشاء غابات نموذجية تكون محمية ومحاطة بوسائل وقائية على غرار ما هو موجود بالحدائق النباتية، قصد حمايتها من أي تجاوزات غير محسوبة العواقب، كما يجب أن تخصص فيها أماكن محددة للجلوس وفضاءات للرمي، مؤكدا على ضرورة منع السيارات من الدخول  والتعمق في الغابات الكثيفة مع تجنب البناء بالإسمنت المسلح وإدخال وسائل سريعة الالتهاب لاسيما البلاستيك الذي يعتبر العدو الأول للغابات.                              
ل/ق

من العالم
13مليون طن من المواد البلاستيكية في قاع البحار والمحيطات
احتفل العالم مؤخرا بيوم الأرض، وهي مناسبة مكرسة للتذكير بأهمية الحفاظ على كوكب الأرض، والتوعية بأهمية البيئة في حياة الكائنات الحية، لاسيما وأن موطن الإنسان يشهد ظواهر وتغيرات إيكولوجية خطيرة بفعل التلوث.
 وجاء موضوع الأمم المتحدة بمناسبة يوم الأرض للعام الجاري، حول التوعية من خطر المواد البلاستيكية، لاسيما في البحار والمحيطات، حيث أورد موقع يوم البيئة العالمي، بأن سكان العالم يشترون مليون علبة ماء بلاستيكية كل دقيقة، ويتم استخدام 500 بليون كيس بلاستيكي، غير قابل للاستخدام مرة أخرى في كل عام، بما يعني أن 50 بالمائة من البلاستيك المستخدم يومياً لا يستخدم إلا مرة واحدة.
 ويقدر الموقع حجم المواد البلاستيكية في البحار والمحيطات بحوالي 13 مليون طن، أي أن تلك الكمية من البلاستيك تعادل الدوران حول الأرض 4 مرات،
 بالإضافة إلى ذلك، فإن أكبر مخاطر النفايات البلاستيكية تكمن في أنها صعبة التحلل في الطبيعة إلا بعد مرور المئات من 1000 سنة من وجودها، في الوقت الذي تكون فيه قد أثرت على البيئة بشكل سلبي.
وتجدر الإشارة إلى أن «يوم الأرض» بدأ بفكرة أطلقها السيناتور الأميركي غايلورد نيلسون عام 1970 باعتبار أن يوم الثاني والعشرين من أفريل يعد يوما بيئياً تثقيفيا، غير أن هذا اليوم أصبح يوماً دولياً عندما قام دينيس هايس، المنظم المحلي للمناسبة في الولايات المتحدة، بتأسيس مؤسسة “ذي بوليت فاونديشن”، وصار يوماً للأرض منذ العام 1990، تقره وتعترف به 141 دولة.
ل/ق

ثروتنا في خطر
مطالب برفع التجميد عن مركزي دفن
الوادي تحصي أزيد من مئة مفرغة  عشوائية
أحصت جمعيات ناشطة في البيئة بولاية الوادي أزيد من 100 نقطة سوداء لمفارغ فوضوية، في الوقت الذي يطالب سكان الولاية بضرورة رفع  التجميد عن مشروعين لإنجاز مركزين للردم التقني بمساحة تقدر بـ 50 هكتارا، إذ من شأنهما احتواء أكثر من 70 بالمائة، من النفايات المنزلية بالمنطقة.
و بحسب المعلومات التي تحصلت عليها «النصر»، فإن المشروعين استنفدا جميع الإجراءات القانونية الخاصة بإبرام صفقة الانجاز ، بعد أن تم اختيار مساحة 25 هكتارا لكل واحد  منهما، فالأول سيكون على تراب بلدية سيدي عون التابعة لدائرة المقرن بالجهة الشرقية من الولاية، و الذي من شأنه أن يغطي بلديات حاسي خليفة، الطريفاوي، و الدبيلة، حساني الكريم، المقرن، و سيدي عون، أما المشروع الثاني فهو بنفس المواصفات، و ينتظر أن يحتوي النفايات المنزلية لبلديات الرقيبة، قمار، تغزوت، و بلديتي، و رماس، و كوينين.
أما بخصوص مركز الردم التقني الوحيد بالولاية، فقد تم طمر ما يزيد عن 100ألف طن من النفايات، من 5 بلديات بما فيها بلدية عاصمة الولاية التي سجلت أكثر من 35 ألف طن من النفايات تم جمعها في السنة الماضية، و هو ما تسبب في إضعاف طاقة استيعابه، و تم تخصيص حفرة أخرى ردمت فيها 50 ألف طن من النفايات، كما يفتقر المركز إلى سلسلة فرز آلية، و تتم العملية بطريقة  يدوية، مما يقلل من عمر هذه الخنادق، و المساحة المغطاة، فضلا عن طاقة التخزين.
و أكد العديد من الناشطين في مجال حماية البيئة بالولاية، بأن الوضع الحالي  يهدد البيئة، و الصحة العمومية، في ظل إحصاء أزيد من 100 نقطة سوداء لمفارغ  فوضوية للنفايات، فضلا عن أخرى اختارتها عدد من البلديات بطريقة عشوائية لكونها بعيدة عن العمران ، حيث تحول إليها  الأطنان من النفايات يوميا،  فضلا عن الردوم وبقايا ورشات البناء.
تجدر الإشارة، إلى أنه تم تخصيص مركز لاستقبال النفايات الصلبة، و المتمثلة في بقايا ورشات البناء من بجبسية ببلدية الوادي، دون أن يتوفر على تجهيزات للكسر، و تفتيت هذا النوع من النفايات، لاستغلالها في نشاطات أخرى.
البشير منصر

أصدقاء البيئة
أطلقتها جمعية جسور بالشريعة
حملة للنظافة تحت شعار «شارك ولا تكتفي بالمشاهدة»
انطلق جنود جمعية جسور الاجتماعية، بمدينة الشريعة بتبسة في حملة نظافة واسعة بطريق الماء الأبيض  قاموا فيها بإزالة أطنان من الأتربة المتراكمة على حواف الأرصفة، كما غرسوا المئات من الشجيرات، تحت شعار “شارك ولا تكتفي بالمشاهدة «.
 العملية تمت بالتنسيق مع مصالح بلدية الشريعة وبتطوع من شباب الحي، حيث سخرت البلدية ما توفر لديها من وسائل لنقل وإزالة الأتربة، واستغل الجسوريون المناسبة وأملهم أن يصل صوتهم إلى المسؤولين؛ لاسيما وأن حظيرة البلدية عاجزة أمام الكم الهائل من القمامة و الردوم، بسبب قلة الموارد البشرية، رغم توفرها على عتاد لا بأس به في مشهد متناقض يتطلب تدخلا عاجلا من الهيئات المختصة.
وقد حضر أعضاء المجلس الشعبي البلدي مع المتطوعين في الميدان وساهموا بجهدهم ، دعما لمثل هذه المبادرات الطيبة، التي تصب في مصلحة سكان المدينة، لكن يبقى دور المواطن محتشما ،  ، كما رفع  القائمون على جمعية جسور، شعار « إعمل معنا ولا تكتفي بالمشاهدة”  يحثون فيه المواطن على المشاركة  في الحملات التطوعية.
ع.نصيب

 

 

 

مدن خضراء
غابة بئر الترش بأم البواقي
منتزه رياضي يسعى لاستعادة مجده الضائع
تعتبر غابة حي محمد الأخضر السائحي «بئر الترش» بمدينة أم البواقي منتزها طبييعا ورياضيا بامتياز ، حيث تعد المقصد الأول للرياضيين وممارسي نشاط المشي.
وتتربع الغابة على مساحة تتجاوز 6 هكتارات يتوسطها ملعب كبير وقديم، كما توجد بالغابة مسارات طبيعية منذ العشرات من السنين للراغبين في الركض بين أشجار الصنوبر الشاهقة الإرتفاع فضلا عن ممارسي رياضة المشي، ، غير أن السلطات المحلية لم تول اهتماما بليغا لهذا المكان وقلما أن تنظم حملات تشجير أو نظافة.
وقد كانت الغابة تتوفر أيضا على مركب رياضي بداخله مسبح وملعبان فضلا عن قاعة لكمال الأجسام و مساحة لعب للأطفال، حيث كان فريق اتحاد الشاوية ومختلف الاندية المحلية والهواة يقصدونه للتدرب والترفيه عن النفس، لكن مصالح البلدية حولته إلى قاعة للحفلات وظل المسبح مهجورا، وهو ما آثار استياء مواطني المدينة ، لاسيما وأن مشروع قاعة الحفلات أيضا قد دخل أروقة العدالة بين المستثمر القديم والقائمين على البلدية.
ويطالب سكان المدينة الوالي بضرورة إعادة المركب القديم إلى حالته الأولى الأصلية وتجهيزه بملاعب عشب اصطناعي وقاعات للرياضة مع تفعيل نشاط المسبح، وهو الأمر الذي من شأنه أيضا أن يدر مداخيل مادية على البلدية، بدل تحويله مجددا إلى قاعة للحفلات تكسر هدوء المكان وتلوث المحيط بالنفايات إذ مازالت تبعات ملوثات القاعة القديمة قائمة إلى الآن.                                                     ل/ق

 

الرجوع إلى الأعلى