شرعت زكاة الفطر لتخرج نهاية كل رمضان قبيل عيد الفطر، تتويجا لصيام شهر كامل واستكمالا لهذه العادة حتى تغذو صياما بإيمان واحتساب، وتسهم في تعزيز فرحة المسلم بصيامه وفطره.
 وهو ينتظر من الله تعالى الأجر العظيم، وإشراكا لإخوانه المسلمين من الفقراء والمساكين في فرحة العيد، لأن الشعور بفرحة الصيام وفرحة العيد ستعكر صفوها آهات قد تنطلق من أفواه جائعة وأحزان قد تبدو على ملامح جار أو قريب أو صديق وهو يمد يده للناس سائلا لقمة يسد بها رمقه أورمق أولاده في يوم عيد؛ بدل أن يطلق لنفسه وذويه العنان ليفرحوا كما يفرح إخوانهم المسلمين، فجاءت هذه الشعيرة التعبدية لتحقق مقصدها الأسمى في تعميم الفرحة بين المسلمين؛ شكرا لله تعالى من قبل الصائم وتضامنا مع إخوانه المسلمين.
فتأتي الزكاة عموما وزكاة الفطر خصوصا لتحقق بعد تطهير النفس والتزكية؛ لقول الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103]؛ ولذلك روي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم:» زَكَاةَ الْفِطْرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ وَالرَّفَثِ وَطُعْمَةً لِلْمَسَاكِينِ» رواه أبو داود وابن ماجه. فهي شعيرة تستهدف جانبين؛ جانب نفسي وجانب اجتماعي، فالجانب النفسي يتوجه بالأسس إلى الصائم نفسه، لأنه وإن كف عن كل المفطرات الحية إلا أنه بحكم الضعف الإنساني قد تعتريه أثناء الشهر لحظات تجعله يقع في بعض صغائر غير مفطرة حسيا لكنها قد تقلل من الأجر فعليا؛ لاسيما تلك التي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باجتنابها صراحة على عرار الرفث والصهب كما ورد في الحديث: عنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله تعالى عنه أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ: (إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ، فَإِنْ شَاتَمَهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أَفْطَرَ فَرِحَ بِفِطْرِهِ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِه) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، فهي طهارة وجبر وإتمام، فكل مسلم يأمل أن تكون عبادته مكتملة وعمله متقنا يلقى به الله تعالى وهو عنه راض يثيبه الثواب العظيم، لذلك فهو مفتقر إلى مثل هكذا مجبرات للسهو ومكملات للنقص فتأتي زكاة الفطر لتعطيه فرصة القيام بذلك فيرتفع عمله كاملا متقنا، ولذلك تبقى هذه الزكاة دينا في ذمته إن لم يردها في وقتها فتجب التوبة عن التقصير وأداء ما فاته منها ولو مضى وقتها لسنين، حتى تتم ظهارة الصائم من كل ما علق به صغائر ويتم جبر عبادته من كل ما اعتراها من قصور لم يبطلها لكنه قد يقلل أجرها.
وعلى غرار البعد النفسي لزكاة الفطر فإن لها بعدا اجتماعيا أيضا من حيث كونها طعما للمساكين كما جاء في الحديث، والغرض من ذلك عدم ترك علامات البؤس والفاقة والحاجة تظهر بين المسلمين في يوم عيد، يوم يفترض فيه البهجة والفرحة فلا يليق أن يظهر المسلمون في احتفالات بهيجة على مرأى أنفسهم ومرأى العالم، وبينهم من يمد يده للسؤال، ويبكي بسبب ألم الحاجة وأثر جوع، مستصرخا لقمة أو كسوة أو دواء، لأن الاحتفالات حينها تكون مصطنعة متكلفة تفتقد للشعور الصادق والإحساس النبيل؛ لأن شرط تحقق ذك أن تعمم في أرجاء المجتمع ومحيطه؛ بل إن المحتاجين قد تدفعهم حاجتهم إلى الانزواء بعيدا والانطواء على أنفسهم، وهو ما قد يؤدي إلى تراكم الحقد والحسد في قلوب بعضهم تجاه إخوانهم المسلمين جراء الحرمان،ولذلك جاء في الأثر  (أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم )؛ بل إن زكاة الفطر فرضت عليهم هم أيضا فيؤدونها مما جمعوا من إخوانهم في دورة اقتصادية واجتماعية تشعرهم بأنهم أسهموا هم أيضا بإيجابية في إضفاء الفرحة على نفوس غيرهم، وذلك يسد عن أنفسهم كل شعور بالذل أو الإهانة أو الدونية في يوم عيد عظيم من أعياد المسلمين.
وكل هذه الأبعاد النفسية والاجتماعي تحققها زكاة الفطر رغم قلة قيمتها ظاهريا؛ فقد روي عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضى الله عنهما -قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ، وفي لفظ « وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ)، لكن هذا الصاع ينمو ويكبر عندما تجتمع إليه صيعان من أيد المؤمنين ويبارك الله تعالى فيه بإخلاصهم وإقبالهم على أداء الشعيرة طوعا تتويجا لعبادة انفردت بوصف ‹الصيام لي وأنا أجزي به› كما ورد في الحديث.
ع/خ

وزير الشؤون الدينية والأوقاف
الإمام يحظى بمكـانة خاصة في المجتمع الجـزائري
أكّد السيد وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي، أمس الأول الخميس بالجزائر العاصمة، على «المكانة الخاصة» التي يحظى بها الإمام في المجتمع الجزائري، مبرزا «دوره الهام» في صون المرجعية الدينية الوطنية.
وفي رده على سؤال لنائب بالمجلس الشعبي الوطني خلال جلسة علنية، قال الوزير بأن:»الإمام يحظى بمكانة خاصة في المجتمع الجزائري وذلك بالنظر إلى الأدوار الهامة التي يؤديها، لاسيما ما تعلق بصون المرجعية الدينية الوطنية».
ولدى تطرقه إلى أهمية المسجد في التربية والتوعية ذكر السيد الوزير بأن بناء المساجد «يخضع لجملة من المعايير والإجراءات القانونية» من بينها الحصول على شهادة المطابقة، لافتا في هذا الشأن إلى أن « تخويل الجماعات المحلية منح تراخيص تشييد المصليات، مكن من الرفع من وتيرة إنجازها».
وبخصوص الاعتداء الذي يتعرض له أحيانا بعض الائمة، جدد الوزير التأكيد بأن ذلك يندرج في إطار «السلوكات الشاذة»، التي لا تمت بأي صلة إلى قيم وتقاليد المجتمع الجزائري المعروف بتمسكه بالدين الاسلامي الحنيف وباحترام الشيوخ والائمة.وأشار السيد الوزير إلى أن الاعتداء على الأئمة «شهد تراجعا ملحوظا»وذلك عقب اتخاد جملة من «الإجراءات القانونية والردعية في هذا الشأن.

فتاوى
llما حكم زكــاة الفطر وما وقتها؟
زكاة الفطر واجبة بالسُّنَّةِ، فرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعا من غالب قوت أهل البلد عن كل نفس، فتجب على الرجل وعن أولاده إلى البلوغ وبناته إلى الزواج، وعن زوجته، وأبويه الفقيرين. ووقت وجوبها من غروب شمس ليلة العيد، ويجوز إخراجها قبله بيومين أو ثلاثة، ولا تسقط بِمُضِيِّ زمنها لمن وجبت عليه، وزمنها الذي تؤدى فيه من غروب شمس ليلة العيد إلى غروب شمس يوم العيد، فمن لم يجدها في اليوم المذكور حتى غربت الشمس سقطت عنه، بخلاف واجدها فلا تسقط عنه، ويأثم بتأخيرها لفوات الحكمة منها، وهي إغناء الفقير في يوم العيد، حتى لا يلجأ للسؤال لقوله عليه الصلاة والسلام: «أغنوهم عن سؤال هذا اليوم»، وجاء في سنن ابن ماجه رحمه الله وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهرة للصائم وطعمة للمساكين› .
موقع وزارة الشؤون الدينية

يا باغي الخير أقبل و يا باغي الشر أقصر
تعد العشر الأواخر من رمضان أياما مباركة في الإقبال على الله عز وجل والاجتهاد في عبادته. فقد خصها الله تعالى بمزايا لا توجد في غيرها، وخصها النبي صلى الله عليه وسلم بأعمال لم يكن يفعلها في غيرها.. فقد رُوي عن البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان إذا دخل العشر الاواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله،وجد وشد المئزر».وفي رواية لمسلم: «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره».وعن عائشة رضي الله عنها:«أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده». - فكان يحيي ليله بالطاعة والذكر والدعاء والصلاة، ويوقظ أهله لصلاة الليل، ويعتزل النساء ليتفرغ للعبادة، ويعتكف رجاء أن يدرك ليلة القدر، وكان أجود ما يكون في رمضان.
وخص الله تعالى هذه العشر أيضا بأن فيها خير الليالي، ليالي المغفرة، ليالٍ فيهن خير ليلة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وسميت ليلة القدر لأنها ذات قدر وشرف، و أن فيها تقدر أرزاق العباد وآجالهم على وفق ما سبق به علم الله، قال تعالى: «فيها يفرق كل أمر حكيم الدخان:.4وقال فيها صلى الله عليه وسلم:«من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ».
إن الليالي والأيام الفاضلة ينبغي للمسلم أن لايغفل فيهن فهل يغفل التاجر عن موسم الربح؟! فمن قصر في أول رمضان وأحسن في آخره فإن احسانه الأخير يجبر نقصه وتقصيره «إنما الأعمال بخواتيمها» والخيل إذا قاربت نهاية السباق أخرجت أحسن ما عندها. ، والعشــر الأواخــر مــن رمضــان ســوقٌ يتنافَــسُ فيــه الصالحــون، ويجتهــد فيــه العابــدون، ويتقرَّبــون إلــى الله تعالــى بأنــواع الطاعــات والقُرُبــات فالمســلم لا يُــرى في هــذه الأيام والليالي الفاضلــة إلا: قائمًــا يصلِّــي، أو تاليًــا للقــرآن، أو ذاكــرًا لله، أو داعيًــا ربَّــه، مُنيبًــا خاضعًــا له، لايرضــى أن يســبِقَه إلــى الله أحــدٌ.

اختتام تظاهرة الحافظ الصغير بأدرار
تكريم 1000 حافظ لكتاب الله تعالى و100 خطيب و100 منشد صغير
اختتمت سهرة الأربعاء إلى الخميس فعاليات الطبعة الرابعة لتظاهرة الحافظ الصغير المنظمة في ولاية أدرار بمسرح الهواء الطلق لولاية أدرار، التي حملت هذا العام اسم الشيخ محمد بن عبد الكريم المغيلي بحضور السلطات العمومية ومشايخ وأئمة وكذا أعيان الولاية، بالإضافة إلى المؤسسات الداعمة لهذا البرنامج الديني في هذا الشهر الكريم حيث ساهمت سوناطراك بمؤسساتها الفرعية في رعاية هذا البرنامج الحافظ الصغير. وعرف الحفل  تكريم 1000 حافظ صغير، من الجنسين يضاف إليها تكريم 100 خطيب صغير و100 منشد صغير، وقد عرفت تصفيات هذه السنة لمسابقة الحافظ الصغير مشاركة أكثر من 8000 تلميذا ضمن الفئات العمرية المتراوحة من 05 سنوات إلى 15 سنة.
كما عرفت هذه المسابقة أيضا تكريم 20 حافظا صغيرا من ذوي الهمم وكذا تكريم 26 حافظا صغيرا من الطلبة الأجانب المتواجدين بالمدارس القرآنية بولاية أدرار.
وتندرج رعاية مجمع سوناطراك وشركاته الفرعية لهذا الحدث الديني المتميز بأبعاده المجتمعية العميقة، ضمن تبني مجمع سوناطراك للمبادرات المجتمعية المساهمة في الحفاظ على الإرث الديني والثقافي والحضاري المساهم في تثبيت هوية المجتمع الجزائري.
وتهدف هذه التظاهرة التي نظمت تحت إشراف ولاية أدرار بالتنسيق مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف وعدد من الهيئات والفعاليات إلى تحفيز المدارس القرآنية بولاية أدرار على مواصلة نهجها في التعليم القرآني للنشأ سيما بمنطقة أدرار التي تعد خزانا لمعلمي القرآن.وخلال هذه السهرة القرآنية سجل حضور لافت للجمهور وعائلات المكرمين الذين اكتسحوا المدرجات
وعلى هامش هذه الاحتفالية أشرفت السلطات الولائية على تدشين مقر مؤسسة الحافظ الصغير التي تم استحداثها على مستوى المجمع المهني «العروبة» الكائن بحي المدينة الجديدة الشيخ سيدي محمد بلكبير بالجهة الغربية لعاصمة الولاية حتى يكون بمثابة هيئة إدارية ستوكل لها مهمة الإشراف على تنظيم الطبعات المقبلة للحافظ الصغير ومرافقة هذه الفئة من حيث التكوين والمرافقة والتحفيز.

 

الرجوع إلى الأعلى