حقق فريق من الباحثين بوحدة البحث في النباتات الطبية التابعة لمركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة إنجازا علميا جديدا؛ حيث تمكنوا لأول مرة في الجزائر من قراءة التتابع الوراثي الكامل لبكتيريا باستخدام تكنولوجيا القنوات النانوية، فيما سيتيح هذا المنجز فهم الآليات الوراثية للبكتيريا بما يساهم في تطوير حلول لعدة مجالات، على غرار إنتاج الأدوية والصناعات الغذائية ومكافحة التلوث بالطرق البيولوجية.
وأفاد البروفيسور عمار عزيون، مدير مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، في تصريح خاص للنصر، بأن فريق البحث في علم الجينوم والتعبير الوراثي بقيادة البروفيسور فتحي برّابح على مستوى وحدة البحث في النباتات الطبية الموجودة على مستوى ولاية الأغواط والتابعة للمركز، قد استطاعوا قراءة التتابع الوراثي الكامل لبكتيريا باستخدام تكنولوجيا القنوات النانوية، أي قراءة القطع الطويلة، مؤكدا أن هذا الإنجاز يعتبر الأول من نوعه في مخبر جزائري وبكفاءات بحثية وطنية. وأوضح محدثنا أنه يفتح آفاقا واسعة في العديد من مجالات العلوم والتكنولوجيات الحيوية.
وذكر المصدر نفسه أن هذا المنجز العلمي يُتيح فهم الآليات الوراثية للبكتيريا، بالإضافة إلى أنه يساعد في تطوير مضادات حيوية أكثر فعالية، إلى جانب مراقبة انتشار البكتيريا المقاومة للأدوية، في مقابل أنه سيسمح بالكشف عن البكتيريا المفيدة للتربة أو الضارة للنباتات، بما سيساهم في تحسين الإنتاج الزراعي بطرق بيولوجية وآمنة، في حين تسمح قراءة التتابع الوراثي الكامل للبكتيريا بمراقبة البكتيريا المسؤولة عن تلف الأغذية أو تحسين عمليات التخمر في الصناعات التقليدية أو الغذائية، كما يمكن من خلالها استخدام البكتيريا في المعالجة البيولوجية للتلوث، بفضل فهم دقيق لقدراتها الجينية. واعتبر الباحث أن العمل المذكور يمثل نقلة نوعية في البحث الجينومي بالجزائر ويبرهن على قدرة الكفاءات الوطنية في مجاراة التطور العلمي العالمي.
وتعتبر تكنولوجيا قراءة التسلسل الجيني بالاعتماد على القنوات النانوية Nanopore Sequencing من التقنيات العالية في علم الأحياء الجزيئي وعلم الجينوم، حيث تقوم على آلية عمل متقدمة تستخدم ثقوبا نانوية على مستوى الذرات بقياس أقل من 2 نانومتر لقراءة تسلسل الحمض النووي عن طريق رصد تغيرات في التيار الكهربائي أثناء عبور القواعد، بالإضافة إلى كونها توفر قراءة مباشرة للسلاسل الطويلة وقراءة آنية في الوقت الفعلي، كما تتيح قراءة الحمض النووي والحمض النووي الريبوزي، بينما تعتبر من التقنيات المتقدمة المستخدمة في مراكز الجينوم الرائدة عالميا، فضلا عن اعتمادها على أجهزة دقيقة تتطلب معرفة فيزيائية وبيولوجية ومعلوماتية متطورة. ويكشف تحقيق هذه القراءة الكاملة بصورة كاملة بالاعتماد على الوسائل والكفاءات الوطنية في مركز البحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة على تجسيد نقل متكامل للتكنولوجيا.
سامي .ح
