أكد الرئيس المدير العام لسوناطراك، رشيد حشيشي أمس، أن المجمع يعمل من خلال سياسته الجديدة المتعلقة بالمناخ التي تم اعتمادها في فيفري 2025، على تطوير نظام فعال من أجل مراقبة ومتابعة مساعي تقليص البصمة الكربونية و الانبعاثات، وذلك بالاعتماد على قدرات البحث والتطوير التي تحوزها سوناطراك من أجل التحكم الفعال في البصمة الكربونية، كما أن ضمان انتقال طاقوي ناجح يتطلب العمل على اعتماد نموذج طاقوي بديل، ويعد الغاز عنصرا مفضلا من أجل الانتقال وأيضا الهيدروجين.
وقال الرئيس المدير العام لمجمع سوناطراك، رشيد حشيشي، في كلمته خلال فعاليات افتتاح الأيام العلمية والتقنية في طبعتها الثانية عشر بمركز الاتفاقيات بوهران، أن شعار الدورة 12 «طاقة الابتكار التكنولوجي»، يعكس بوضوح الرؤية الطموحة والتصور المستشرف لمستقبل قطاع الطاقة، وأن ينعكس هذا في المحاور المتبناة وهي استراتيجية تلامس صميم التحديات التي يعيشها القطاع اليوم، والمتمثلة في التحديات الجديدة في مجال الاستكشاف والإنتاج للنفط والغاز، حيث أوضح حشيشي أن هذا المجال يشهد تحولات عميقة تدفع إلى المضي في رحلة دائمة للبحث عن حلول علمية وتطبيقية مبتكرة وأكثر كفاءة لاستغلال الموارد الهيدروكربونية، معرجا في كلمته على تحديات الاستكشاف في أعماق البحار و الحقول غير التقليدية، خاصة في ظل التراجع العلمي في معدلات الاسكتشافات، مما يحتم ضرورة اعتماد أدوات وتقنيات متقدمة تساهم في تعزيز القدرات التنافسية لبلادنا وتحسين مردودية العمليات.
و أشار أنه وفق المعطيات التي توفرها وكالة الطاقة الدولية، والتي أفرزت على أن قطاع النفط والغاز استثمر في عام 2023، قرابة 1000 مليار دولار في الاستكشاف والتطوير، و يتم اليوم توجيه حصة متزايدة منها أي نحو 15%، إلى التكنولوجيات الرقمية والحلول منخفضة الكربون. معتبرا أن المحور الثاني من التظاهرة «البيئة والتنمية المستدامة» يشكل أولوية في مسار الانتقال الطاقوي، وأن سوناطراك تدرك أن الاستدامة لم تعد خيارًا بل ضرورة وجودية، فالمسؤولية البيئية تستوجب تقليص البصمة الكربونية، وتحقيق التوازن بين متطلبات الإنتاج وحتميات الحفاظ على المنظومة البيئية، وكذا انسجاما مع التزامات الجزائر بتوصيات اتفاق الأطراف المشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ الذي جرى اعتماده سنة 2015 وصادقت عليه بلادنا.
وبناء عليه، وضعت سوناطراك خارطة طريق طموحة بهدف تقليص الغازات المحروقة إلى نسبة 1% في آفاق سنة 2030، وتقليص نسبة الانبعاثات المتسربة للميثان في منشآتها الغازية إلى أقل من 3%، كما تعد سوناطراك رائدة في مجال احتجاز الكربون من خلال مشروعها الذي انطلق بالشراكة سنة 2004، سعيا منها إلى تطوير خبرتها في مجال هذه التقنية واستخدام الكربون وتخزينه.
وبخصوص المحور الثالث، اعتبر الرئيس المدير العام لسوناطراك أن التحول الرقمي محرك رئيسي للنجاعة والشفافية، في وقت يشهد فيه العالم ثورة رقمية غير مسبوقة، من شأنها تغيير أساليب العمل وفتح آفاق لتحسين الأداء، وهنا تعمل سوناطراك كمؤسسة رائدة على دمج الذكاء الاصطناعي و انترنت الأشياء، وتحليل البيانات الكبرى في كل سلاسل القيمة، مما يمكنها من الاستباق واتخاذ القرار السريع والدقيق، منوها بأن الذكاء الاصطناعي في الصناعة النفطية بات يمثل وحده سوقا متنامية تتيح التنبؤ بالاحتياطات والصيانة الوقائية وخفض تكاليف الاستغلال. بن ودان خيرة