أكد كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة نورالدين ياسع، أمس، أن تنويع الطاقة يعد أولوية استراتيجية للجزائر، وهذا ما يتطلب إرساء إطار تنظيمي مناسبً واستثمارات موجهة، والتزاما قويا بالبحث والابتكار وتعزيز بنى تحتية بحثية متخصصة، إلى جانب تدريب الكفاءات الوطنية لدعم الابتكار في قطاعات الطاقة الجديدة والمتجددة.
وأضاف كاتب الدولة المكلف بالطاقات المتجددة نورالدين ياسع في كلمته الافتتاحية للطبعة 12 للأيام العلمية التقنية لسوناطراك والتي انطلقت فعالياتها أمس بمركز الاتفاقيات بوهران، أن الجزائر ستحتاج إلى تحسين كفاءة مواردها الهيدروكربونية التقليدية مع تطوير موارد غير تقليدية بطريقة منظمة ومراعاة المعايير البيئية، مردفا أن التركيز على التقنيات المبتكرة لتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري غير كافي، بل يستدعي الأمر تحويل وتوسيع مزيج الطاقة الوطني نحو حلول أكثر استدامة ومرونة وانخفاضا في انبعاثات الكربون، وهذا مواكبة لاستمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة في آفاق 2050، ولمواجهة هذا التطور أصبح تنويع مصادر الطاقة أولوية استراتيجية، لتعزيز الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح، وطاقة الكتلة الحيوية، وغيرها، وتطوير طرق منخفضة الكربون من الغاز الطبيعي.
و أردف أن الجزائر الغنية بمواردها الأحفورية والمتجددة تواجه تحديًا مزدوجًا، من جهة تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة نتيجة النمو السكاني والتنمية الاقتصادية والتوسع العمراني، ومن جهة أخرى، مراعاة الالتزامات الدولية بمكافحة تغير المناخ، وهذا ما يتطلب تحولا تدريجيًا في نموذج الطاقة نحو مزيج أكثر استدامة، يجمع بين مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة ويحسن كفاءة الطاقة مع خفض انبعاثات الغازات والاحتباس الحراري.
و أبرز أن المسعى الذي انتهجته الجزائر و الخاص بالتحول الطاقوي والتحول الرقمي، تعد فيه الرقمنة والذكاء الاصطناعي وإنتاج المعرفة والتكنولوجيا الجديدة، عناصر أساسية لدعم استراتيجية تعزيز الأمن الطاقوي، الذي بدوره يعتمد بشكل متزايد على تنويع المصادر، وتحسين كفاءة الطاقة، واعتماد تقنيات نظيفة ومرنة، وعليه يلعب الابتكار التكنولوجي دورًا رئيسيًا في التوفيق بين ضرورة استمرارية الإمداد وأهداف إزالة الكربون، مع تعزيز الاستقلالية الاستراتيجية للبلاد، موضحا أن الجزائر تسعى لتعزيز سيادتها التكنولوجية وتقوية التكامل الصناعي من خلال توطين سلاسل القيمة الاستراتيجية، خاصة في مجال الطاقة الشمسية، وتمثل المبادرات الملموسة في الإنتاج المحلي للألواح الشمسية الكهروضوئية، وهي خطوةً أولى نحو تصنيع معدات الطاقة المتجددة.
كما دعا نور الدين ياسع كل الفاعلين في مجال الطاقة الحاضرين أمس في الأيام العلمية، للتشاور وتبادل الآراء بغية الوصول إلى توافق وصياغة المبادئ التوجيهية واقتراح خارطة طريق لتطوير استراتيجية شاملة للطاقة في الجزائر.
بن ودان خيرة
