الأربعاء 2 جويلية 2025 الموافق لـ 6 محرم 1447
Accueil Top Pub

باحثون يحذرون من انعكاساته على الجزائر: دعوة إلى تحرك أكاديمي لمواجهة صعود اليمين المتطرف


دعا المتدخلون في الندوة النقاشية التي نظمت، أمس الاثنين بوهران، بعنوان «صعود اليمين المتطرف في أوروبا و انعكاساته على الجزائر» والتي احتضنها مركز «كراسك» بوهران، إلى ضرورة الانطلاق في دراسات من أجل فهم الآخر، مؤكدين أن الغرب أسس علم الاستشراق، وبالتالي علينا اليوم التفكير في تأسيس علم الاستغراب، لدراسة الآخر وعدم البقاء في موقف المتفرج.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور مستاري جيلالي باحث في «كراسك» وهران، إنه وبناء على عدة أحداث حصلت في فرنسا، فإنه يتصور أن هناك تحولا في مواقف المؤسسات الجامعية في فرنسا، وعليه دعا لضرورة التحاور بين النماذج في أزمة تثمين قيم الإنسانية، فالعالم اليوم – مثل ما قال - بحاجة لتعدد الرؤى والاستماع لإفريقيا وحكمتها، ولآسيا وحكمتها وخاصة الصين، و كذا الاستماع لحكمة الأمة العربية الإسلامية.
و أوضح المتحدث في هذا السياق، أن أكادميين فرنسيين أبدوا في عدة مناسبات ردود فعل قوية ومتعددة ضد هجوم اليمين المتطرف على الحريات الأكاديمية، خاصة في سياق اتهامات «الإسلامو يسارية»، أو محاولات تشويه مناهج العلوم الاجتماعية، وأكدوا على ضرورة التصدي لمحاولات اليمين المتطرف وإعادة تعريف ما هو مقبول أكاديميا من خلال الضغط السياسي والإعلامي، ونددوا بما اعتبروه «محاولة خطيرة لتسييس البحث العلمي وإخضاعه لأجندات أيديولوجية» وطالبوا بـ احترام استقلالية الحقل الأكاديمي، ووقف خطابات التخوين والتحريض، والدفاع عن حرية البحث، خصوصا في العلوم الاجتماعية.
كما عرج في مداخلته على موقف المدرسة العليا للدراسات في العلوم الاجتماعية وهي إحدى أعرق المؤسسات الفرنسية في العلوم الاجتماعية، والتي أصدرت مواقف رسمية أكدت فيها أن استقلال الجامعة خط أحمر، وأن النقد العلمي بما في ذلك نقد الاستعمار والعنصرية البنيوية هو من صميم المهام الأكاديمية مع رفض تشويه باحثيها ووصفهم بتسمية «المعادون للجمهورية».
من جانبه، أكد الدكتور بوعرفة عبد القادر مدير وحدة البحث في علوم الانسان للدراسات الفلسفية الاجتماعية والإنسانية بجامعة وهران 2، في مداخلته الموسومة «المرجعية الفلسفية لليمين المتطرف»، أن الغرب جهز خلايا لدراسة الآخر واستطاع أن يحتل نصف العالم، مردفا أن التطرف هو موقف يقصي الآخر ويعتبره تهديدا وجوديا له، و أن العديد من الفلاسفة والدارسين يؤكدون على دور الحرية في تحديد معالم إنسانية الإنسان، وينتقدون النيوليبرالية، والديمقراطية، والسلطة وحقوق الإنسان، ويبرزون كيف يوظف مفهوم حقوق الإنسان لا لتوسيع الحريات، بل لترسيخ أنماط السيطرة، سواء عبر الدولة أو المؤسسات الدولية، حيث أنها تعتقد أن حقوق الإنسان ليست مجرد قواعد ودفاعات ضد السلطة، بل يمكن أن تكون تكتيكات ووسائل للحكم والهيمنة.
أما الأستاذ الهواري بن لحسن المختص في الاقتصاد، فركز في مداخلته على «تأثير التوجهات القومية لليمين الفرنسي» ، أنه من تداعيات اليمين المتطرف الفرنسي على الاقتصاد الجزائري التطبيق غير العلني لما يعرف بـ «السياسات الحمائية» المتمثلة في فرض معايير صحية وبيئية صارمة وحواجز غير جمركية على المنتجات المستوردة، التي أصبحت تخضع لإجراءات بيروقراطية معقدة أثناء الفحص الجمركي المطول واشتراط وثائق إضافية، مما يزيد من تكاليفها، في الوقت الذي بادرت فيه الجزائر بفتح بنوك في عدة دول بالخارج من أجل تسهيل التحويلات المالية للجالية الجزائرية والمقدرة بـ 2 مليار دولار سنويا، والتي تعرضت لتشديد الرقابة عليها و فرض قيود جديدة، مشيرا أن اليمين المتطرف الفرنسي يوظف الحمائية الاقتصادية غالبا كأداة سياسية لخلق مناخ من الخوف والانغلاق وتبرير سياسات إقصائية ضد المهاجرين والجاليات الأجنبية، و بهذا فهي تتجاوز المقبول اقتصاديا وتخدم أجندات غير مقبولة أخلاقيا وسياسيا واقتصاديا على المستوى الدولي.
و ركزت المداخلات على الجانب التاريخي لظهور وتنامي اليمين المتطرف في فرنسا وفي أوروبا عموما، وأيضا تناقضاته السياسية التي يجد لها تبريرات عبر أبواقه الإعلامية التي لا تتوقف عن معاداة الجزائر والإسلام والمهاجرين.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com