أبرمت وكالة الحوض الهيدروغرافي قسنطينة – سيبوس – ملاق اتفاقية تعاون علمي وتقني مع مركز البحث في تهيئة الإقليم وجامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، بهدف وضع إطار محدد للتعاون البحثي والعلمي في مجال إدارة الموارد المائية، لاسيما ما يتعلق بإعادة تغذية الطبقات الجوفية بالمياه اصطناعيا، وذلك في ظل ما تعرفه الجزائر من تحديات مناخية متسارعة.
ونظمت، أمس الاثنين، وكالة الحوض الهيدروغرافي قسنطينة – سيبوس – ملاق، التابعة إقليمياً للوكالة الوطنية للتسيير المدمج للموارد المائية (AGIRE)، وبالتنسيق مع مركز البحث في تهيئة الإقليم، يوما علميا وتقنيا حول موضوع: «إعادة تغذية الطبقات الجوفية اصطناعيا في مواجهة الإجهاد المائي الناجم عن التغيرات المناخية: حلول من أجل إدارة مستدامة للمياه»، وذلك بمقر مركز البحث في تهيئة الإقليم بزواغي سليمان بقسنطينة.
ويعد تنظيم هذا اليوم العلمي، بحسب المكلفة بالإعلام في الحوض الهيدروغرافي، جزءا من برنامج الوكالة العلمي والتوعوي الرامي إلى ترسيخ الإدارة المتكاملة للموارد المائية، من خلال تنفيذ مشاريع رائدة بالشراكة مع الجامعات ومراكز البحوث الوطنية وكذا تعزيز القدرات العلمية والتقنية للمؤسسات المعنية وتفعيل آليات نقل المعرفة والابتكار.
وتأتي هذه الفعالية، وفق المتحدثة في سياق ما تشهده الجزائر ومنطقة البحر الأبيض المتوسط عموما من تغيرات مناخية متسارعة، أدت إلى انخفاض كبير في معدلات التساقط، وارتفاع درجات الحرارة ما أدى إلى تفاقم الضغط على الموارد المائية الجوفية، خاصة في المناطق الجافة وشبه الجافة.
ويهدف هذا اليوم العلمي وفق المصدر ذاته، إلى تسليط الضوء على الحلول التقنية الممكنة، وفي مقدمتها تقنيات إعادة تغذية الطبقات الجوفية اصطناعيا، والتي تمثل خيارا واعدا لتحسين كمية ونوعية المياه الجوفية وضمان تأمين احتياجات الشرب والسقي والصناعة، مع الحفاظ على استدامة الخزانات المائية.
وشهد هذا الحدث مشاركة نخبة من الخبراء والباحثين وممثلي الهيئات العمومية والفاعلين المحليين من خلال مداخلات علمية وعروض تقنية وتبادلات ميدانية للخبرات، حيث صبت جميعها في خانة تعميق التفكير الجماعي وتعزيز التنسيق المؤسساتي من أجل إدارة مستدامة للموارد المائية.
وفي تصريح للنصر، أكد السيد عمر حمد، مدير الحوض الهيدرغرافي سيبوس – ملاق، أن الاتفاقية العلمية المبرمة تندرج في إطار التحول نحو حلول استراتيجية لمواجهة الإجهاد المائي، مشددا على أن «الحرب المستقبلية هي حرب مياه»، وأن الدولة الجزائرية تولي أهمية قصوى لهذا المورد الحيوي من خلال تشييد السدود ومحطات تحلية مياه البحر، مضيفا أن التغذية الاصطناعية للمياه الجوفية تعد أحد الحلول الهيكلية لمواجهة الجفاف وضياع الموارد.
وأوضح المتحدث، أن هذه التقنية تهدف إلى استغلال مياه الأمطار وجريان الأودية وتحسين نفاذية التربة، من أجل توجيه المياه نحو الطبقات الجوفية وتقليص معدلات التبخر، ما يعزز الأمن المائي في سياق التغيرات المناخية المتفاقمة، مؤكدا أن هذه الاتفاقية تمثل قفزة نوعية في توظيف البحث العلمي لحل الإشكالات الميدانية.
من جهته، صرح البروفيسور شوقي بن عباس، مدير مركز البحث في تهيئة الإقليم، أن منطقة البحر الأبيض المتوسط الغربية تعد من أكثر المناطق عرضة لتغيرات المناخ، مشيرا إلى أهمية التعاون الوثيق بين مراكز البحث والهيئات المسؤولة عن المياه، لاسيما أن مصالح الحوض الهيدروغرافي تتوفر على معطيات دقيقة ومهمة ستستفيد منها الجامعة في أبحاثها المستقبلية.
كما أكد، مدير جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة، البروفيسور بوفندي التوفيق، أن مشاركة الجامعة في هذه التظاهرة العلمية تهدف إلى تأطير التعاون بشكل منهجي ومؤطر ماديا وبشريا، مبرزا أن الجامعة تمتلك كفاءات علمية عالية ومخابر بحث وحاضنات مشاريع، مما يسمح بتحويل نتائج البحث إلى مشاريع ناشئة تخدم الأمن المائي الوطني.
لقمان/ق