أعلنت وزارة التجارة الداخلية وضبط السوق الوطنية، أمس، عن مواصلة تنفيذ الحملة الوطنية الموسعة للتحسيس والتوعية من مخاطر التسممات الغذائية خلال موسم الصيف، تحت شعار: «معا من أجل صيف بدون تسممات غذائية»، بالتنسيق مع عدة قطاعات وهيئات أمنية وصحية.
وتندرج هذه الحملة في إطار البرنامج الوطني للوقاية من التسممات الغذائية، الذي اعتادت الوزارة إطلاقه سنويا تزامنا مع ارتفاع درجات الحرارة، وهو ما يزيد من احتمالات تلف الأغذية سريعة التعفن ويجعل من التوعية وتكثيف الرقابة أولوية لحماية صحة المستهلكين.
وبحسب بيان للوزارة، فإن فرق أعوان الرقابة تمسح يوميا عددا كبيرا من المحلات التجارية، المطاعم، الأكشاك الموسمية، ونقاط بيع المواد الغذائية والمثلجات، إلى جانب تنظيم خرجات ميدانية موجهة نحو الشواطئ والمناطق السياحية التي تشهد إقبالا واسعا خلال عطلة الصيف.
وتهدف هذه التدخلات – حسب ذات المصدر - إلى التحقق من شروط الحفظ والتخزين والعرض، ومرافقة المتعاملين الاقتصاديين في تحسين مستوى السلامة الغذائية واحترام معايير النظافة.
كما تمس الحملة المواطنين مباشرة من خلال تنظيم لقاءات توعوية مفتوحة، تقدم فيها نصائح عملية حول السلوكيات الغذائية الصحية، وأهمية اقتناء الأغذية من نقاط بيع معتمدة، والتأكد من تاريخ الصلاحية، وتجنب تناول الأطعمة المعرضة للحرارة أو المباعة في ظروف غير صحية.
وتؤكد الوزارة أن فصل الصيف يشكل فترة حرجة تتضاعف فيها حالات التسمم الغذائي نتيجة استهلاك مواد غذائية معرضة للتلف بسبب الحرارة، أو بسبب سوء التحضير، والتخزين، أو العرض العشوائي، خاصة بالنسبة للحلويات التقليدية، الأطباق الجاهزة، العصائر، والمثلجات.
وأكدت وزارة التجارة الداخلية أن العمليات الرقابية والتحسيسية ستتواصل طيلة موسم الصيف، بالتعاون مع المصالح الأمنية من شرطة ودرك، وقطاعات أخرى معنية، من أجل ضمان تغطية واسعة لكافة مناطق الوطن، مشددة على أن هدفها الأول هو الوقاية قبل الردع.
وفي هذا السياق، دعت الوزارة جميع المواطنين والمتعاملين الاقتصاديين إلى الانخراط الفعّال في هذه الحملة، عبر الالتزام بشروط النظافة، والتبليغ عن التجاوزات، والتعاون مع الفرق الرقابية، مشيرة إلى أن الصحة العمومية مسؤولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع. وتأتي هذه الحملة في سياق سلسة من المبادرات المماثلة التي أطلقتها الوزارة خلال الأعوام الماضية، فقد شهد صيف 2022 تكثيفا غير مسبوق للرقابة ، أسفر عن تسجيل آلاف المخالفات، وتوقيف نشاط عدد كبير من المحلات المخالفة. وفي صيف 2023، سجلت المصالح المختصة انخفاضا طفيفا في عدد حالات التسمم الغذائي، وهو ما أرجعته الوزارة إلى تحسن مستوى وعي المواطنين والصرامة في تطبيق القوانين المتعلقة بسلامة الأغذية.
كما شاركت وزارة التجارة حينها في تنظيم دورات تكوينية للباعة والمتعاملين في قطاع المطاعم، وعززت التنسيق مع البلديات والهيئات المحلية لتوفير شروط صحية في الأسواق الجوارية والمناسبات الجماعية.
وفي ختام بيانها، دعت الوزارة إلى الالتزام بمجموعة من التوصيات للمستهلكين، أهمها: تفادي شراء المواد الغذائية من الباعة المتجولين غير المرخصين، و الحرص على نظافة الأواني والأماكن التي يتم فيها تحضير الطعام، وعدم ترك الأغذية عرضة للهواء والحرارة، خاصة اللحوم والمشتقات الحيوانية.
كما شددت على ضرورة مراقبة تواريخ الصلاحية، وطرق حفظ الأطعمة، سواء في المحلات أو المنازل، وكذا على وجوب التبليغ عن التجاوزات عبر الرقم الأخضر المخصص لاستقبال شكاوى المواطنين.
وتهدف هذه الحملة إلى تحقيق صيف خالٍ من المخاطر الصحية، من خلال العمل التشاركي والتوعية الوقائية، ما يعكس التزام الدولة بحماية صحة المواطن، وتعزيز ثقافة الاستهلاك السليم.
تجدر الإشارة إلى أن الجزائر شهدت خلال السنوات الماضية ارتفاعا مقلقا في عدد حالات التسمم الغذائي المسجلة خلال فصل الصيف، إذ تشير إحصائيات وزارة الصحة، إلى تسجيل آلاف الحالات سنويا، أغلبها ناجمة عن استهلاك أغذية فاسدة في مطاعم صغيرة أو من الباعة المتجولين، أو بسبب سوء التخزين في المنازل.
ع.أسابع